الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخياً الفقراء من يصنع الاصنام ... ومعاولهم وحدها من تحطمها

علي قاسم
Writer

(Ali Q. Al-khazraji)

2018 / 10 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


على مدى تاريخ العراق لم تكن السياسة يوماً رحيمة بالفقراء في عراق الدولة , فمنذُ لحضة أنشاء هذه الدولة , كان الفقراء ضحايا السياسة فيها كانوا ولا زالوا وقود مكينة الدولة مواطنيها المهمشين دافعي ثمن سياستها .
مع استمرار الوضع المزري الذي يمر به العراق والصراع المستمر للاحزاب السياسة من اجل المكاسب دون ابداء اي اهتمام لتحسين الوضع الاقتصادي او الالتفات لوضع البلد العام والتدمير الذي لحق في البُنية التحتية وشيوع الفساد في مؤسسات الدولة .
حيث أن 35% من سكان العراق هم تحت خط الفقر والبطالة التي تصل نسبتها الى 31% , بالاضافة الى مليون و700 الف عراقي يعيشون في مخيمات النزوح , ومليوني ارملة , واكثر من 5 مليون و600 الف يتيم (اعمارهم تحت 17 سنة ) , أنتشار الاوبئة والامراض وعجز الدولة عن توفيرالخدمات الاساسية من الكهرباء والماء الصالح للشرب الخ.. .
كل ما سبق ادى الى ظهور حركة الاحتجاجات السلمية منذ سنة 2011 والى يومنا على نطاق اغلب المحافظات من بغداد والموصل وكركوك والبصرة وكربلاء والنجف والديوانية والمثنى والعمارة وواسط معبرة عن سخط الشعب من الاوضاع التي وصلت اليها البلاد , هذه الاحتجاجات اذا ما تم تجاهلها فلن تظل سلمية وقد تصل الى ما لا يحمد عقباه , خاصتاً قد وجهت الجماهير رسائلها حيث قامت بحرق اغلب مقرات الاحزاب في جنوب العراق , في احتجاجات التي شهدتها محافظات البصرة وواسط والعمارة في شهر ايلول الماضي .
مسؤولية كبيرة تقع على الحكومة العراقية القادمة من اجل تدارك الامر, وان استمرار بتجاهل الجماهير ومطالبها سيقابل بتصعيد سيؤدي بالنتيجة لزوال وانتهاء نظام الحكم البرلماني الذي يرى المواطن انه اثبت فشله في تلبية طموح الشعب خلال 15 سنة الماضية .
التاريخ قد يعيد نفسه من جديد حيث أن حركة الاحتجاج هذه تشابه حركات الاحتجاج التي عمت العراق نهاية اربعينيات القرن الماضي والتي ادت في النهاية الامر الى اسقاط النظام الملكي في العراق في ثورة 14 تموز 1958 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري


.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي