الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلاح السويدي وانتهاك حقوق الإنسان

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2006 / 4 / 7
حقوق الانسان


السويد ، وفق دراسات قامت بها منظمة العفو الدولية ، الأمنستي انترناسيونال _ فرع السويد ، تُعَد ّ تاسع أكبر بلد مصدّر للأسلحة و منتجات تستخدم في الصراعات المسلحة والحروب . ويؤكد أمنستي أن سوق الأسلحة العالمي يساعد على تغذية الحروب والصراعات في العالم ، و انتهاك حقوق الإنسان، كما يسبب الفقر ، و يقوّي الدكتاتوريات.
وإن التسلح نفسه من عوامل فعالة لتكريس الصراعات وتعقيدها وتفاقمها ، وقد أثبتت الوقائع أن الحد من التسلح ساعد على الانفتاح و الاستقرار في أكثر الأحيان.
التسلح يكلّف العالم 7000 مليار دولار سنويا. وهذا يعني أن الفرد الواحد في العالم يتكلف 1100 دولار. زفي الوقت يموت 30000 طفل في اليوم بسبب الأمراض المتعلقة بنقص التغذية ، وشح الماء الصالح للشرب وانعدام الرعاية الصحية. ولو تم توزيع هذه الموارد المالية بعدالة نوعا ما لتم ّ إنقاذ الكثيرين .

السلاح السويدي في الحروب

قاذفة الصواريخ الرهيبة " كارل غوساتف" يتم تصنيعها في مصانع سآب يوفورس ديناميكس ، و تم ّ تصدير عديد كبير منها إلى أكثر من 40 دولة، ضمنها بورما، كمبوديا، وسريلانكا، وفيتنام، والهند والعراق. والجدير بالقول كانت القوات العراقية و الإيرانية تتحارب في الحرب العراقية الإيرانية ، بينما كان رئيس الوزراء السويدي الراحل اولوف بالمة يقوم بالتوسط لإيقاف الحرب.
المصفحات " آتي 4" تباع منذ 1985 إلى دول من بينها البرازيل، و الدانمارك/ وهولندة و فرنسا و فنزويلا. وتم تصنيع مئات الآلاف من هذا النوع في أمريكا بعد أن حصلت ترخيص من الحكومة السويدية، واستخدمت هذه الأسلحة من قبل القوات السويدية في غزو بنما ، كما تستخدم اليوم في أفغانستان والعراق.
الآليات الجوية " روبوت 70" السويدية تستخدم اليوم في أكثر من 18 بلدا، مثل الأرجنتين، وإندونيسيا، و إيران، وباكستان، و سنغافورة، الإمارات العربية المتحدة، و تونس. وقد استخدمت سنة 1999 في حرب الكشمير .

انتهاكات حقوق الإنسان والسلاح السويدي
ثمة تسع دول رغم أنها لا تحترم حقوق الإنسان وحرياته بشكل فظيع ، تحصل على السلاح المصنع سويديا ن و أدوات حربية أخرى.
البحرين: تقارير العفو الدولية ، و تقارير أخرى تؤكد على أن السجناء يتعرضون للتعذيب و التعامل اللاإنساني . صدر السويد للبحرين مصفحات تقدر قيمتها بأكثر من 30 مليون كرونة سويدية ، أي حوالي 4 ملايين دولار أمريكي.
باكستان: تقوم السلطات بارتكاب جرائم بشعة بحق المواطنين المعارضين والأقليات الدينية و الإثنية ، منها الإعدامات والتعذيب والمظالم والسجن تحت ستار محاربة الإرهاب. وقد استورد باكستان أسلحة تبلغ قيمتها أكثر من 4 ملايين دولار أمريكي.
تايلاند: اعدامات بحق المعارضين بدون محاكم شرعية ، التعذيب حتى الموت والتمييز العنصري ضد الأقليات القومية، و الأعمال الشاقة الأخرى الصادرة بحق السجناء. وقد باعت السويد إلى تايلاند في الفترة الأخيرة حوالي 14 مليون دولار أمريكي من المصفحات الحربية.

كما بيعت كميات كبيرة من الأسلحة إلى البرازيل و الهند وماليزيا، و مكسيكو وتونس وفنزويلا.
16% من الأسلحة المصنعة في السويد ذهبت في عام 2003 إلى 11 بلدا فقيرا ، معدل دخل الفرد فيها منخفض جدا، ، حسب البنك الدولي. ومن بين هذه الدول التي تمزقها الصراعات والحروب هي الهند وباكستان و إندونيسيا.
وقد ارتفع وتيرة تصدير الأسلحة السويدية في السنوات 1993_ 2004 بمعدل 12% في السنة.

فمثلا اشترت جنوب أفريقيا أسلحة من السويد من ضمنها بوارج و مروحيات و غواصات حربية ، 28 من مقاتلات ياس ما قيمتها حوالي 6 مليار دولار أمريكي. هذه المبالغ الهائلة من الأموال كان يمكن لها أن تساعد في إيجاد العلاج و الدواء ل 5 ملايين مصاب بمرض الإيدز في هذا البلد الأفريقي.

كما أن الأسلحة السويدية تستخدمها قوات الأنظمة الدكتاتورية و الشيوخ المتخلفين المعادين لحقوق المرأة ، في الإمارات وعمان والسعودية و باكستان و كازاخستان.

الجدير بالذكر أن البرلمان السويدي عام 1971 أصدر تشريعا بتحريم تصدير الأسلحة إلى البلدان التي تنتهك حقوق الإنسان ، سوى في الحالات التي تكون هذه الأسلحة تستخدم في سبيل تثبيت السلم و الاستقرار، أو مساعدات إنسانية.
والجدير بالذكر أيضا أن أكثر ضحايا الحروب والحروب الأهلية يٌقتلون بنيران الأسلحة الأوتوماتيكية الخفيفة ، إذ من السهل الحصول عليها ، و أسهل من ذلك تصنيعها ، وأن جثث القتلى التي تغطي أرض العراق اليوم هي لضحايا يّقتلون بهذه الأسلحة الخفيفة التي زودت بها الدول الغربية ، من بينها السويد النظام الدكتاتوري السابق بها ، مقابل قوت العراقيين ، و مصائبهم في الجوع و الموت .
لترتفع أصوات الأحرار والشرفاء في العالم مطالبة بوقف تصدير الأسلحة إلى البلدان التي يحكمها طغاة وأمراء حروب، وقطاع طرق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |


.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال




.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ


.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا




.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟