الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتب والبوح العاري

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2018 / 10 / 21
الادب والفن



ساهمت في كتاب لـ 117 صوت لكتاب وفنانين من كافة أنحاء العالم يكثفون فيه رؤيتهم للحياة وحلمهم بصفحات محدودة
نُشر الكتاب فنشرت النص الدنماركي المترجم والنص العربي الذي كتيته
أتصل بي الصديق الراحل الروائي والشاعر الجميل -حميد العقابي 1956-2017 - محاصرا بالتلفونات التي إنهالت عليه من مثقفين عراقيين لم يذكر أسمائهم كما روى لي تلفونياً يلومنه على نشري بأعتباره صديقي المقرب وبوحي مخافة أن يفسر هذا الكلام ضدي ويحط من سمعتي وقيمتي الاجتماعية حسب قوله، فغرقت في ضحكٍ متواصلٍ فأنا ذكرت عرضاً أنني تعرضت لإغتصابٍ في طفولتي وفي ليلة العاشر من عاشوراء يعني ليلة الحجة كما يسمونها الشيعة تسعة على عشرة، تلك الحادثة التي شرخت طفولتي وحياتي وجعلتني على مسافة من البشر فيها الكثير من الريبة لكنني لم أفقد إنسانيتي بل بالعكس أقتربت جدا من الإنسان المظلوم والمغتصب فأنا أحسه فعلا وبالجسد نتيجة التجربة الحسية التي تعمدت بتجربة فكرية وثقافية وإبداعية. غرقت ضحكاً وأجبته بسخريتي المعروفة وباللهجة:
- شنو حميد أن كلت أَنَيْكْ ( بمعني مثيلي الجنس) لو ذكرت أني أغتصبتْ
فتلبك حميد العقابي وأجاب مرتبكا:
- بس الناس والعراقيين خاصة أشلون يفسروه!.
- ويعني شنو مو العراقي يمارس حتى سفاح المحارم بالسر ويضرب جلق على أي امرأة أو جسد مكشوف يشوفه قريب ولا بعيد وأحنه مسويهه حميد، بس من يشوف بوح يصير شريف ومتحفظ مو أنت كاتب عن هذا الجانب والتكرلي وأني وكل عراقي مزدوج يا حميد.
أجاب بنبرة خافتة:
- صحيح كلامك أبو كفاح لكن الناس
قلت له:
- حميد ميت مرة قلت لك طزززززززززززززز سأبوح بكل شيء وأعري نفسي والمجتمع
وبعدين حميد أن مصور حالة الأغتصاب والتجربة بشكل نفسي كابوسي مجسد في قصتي "رؤيا الحفيد" اللي نشرها ملحق السفير الثقافي على صفحة كاملة بتسعينات القرن الماضي ومنشورة في مجموعتي الثانية سرير الرمل، يعني إلا أقول أني سلام المتعرض للتجربة
- أي صحيح
- وتعرف لمن أخبرت صديقتي الروائية عالية ممدوح عمن يقف خلف تجربة هذي القصة فحكيت لها الحادث بالضبط طلبت مني عدم البوح وكتبت لي في رسالة بأن هنالك أسرار يجب أن لا يقولها الإنسان مع نفسه ويدفنها عميقا عميقا في زواية لا يطالها أحد فكتبت لها لا.. لا سوف لا أدفن شيئا أبدا وسوف أفضح كل شيء وأحلله وأدرسه وأعرضه ليعرف أبناء جلدتي بأي واقع يعيشون ولم الحياة تسير بالمقلوب والبشر صاروا عوجا
أكتب هذا الكلام لأنني سأروى التفاصيل الحقيقية دون بناء كابوسي محال على الحلم في قصتي "رؤيا الحفيد" و مخطوطة روايتي "في حضرة شيخي الجليل" حيث حولت الروي كأعتراف للمقدس علي بن أبي طالب، لكن سألغي ذلك وهنا أخاطب أبي "عبد إبراهيم" النجار الذي مات وأنا بالمنفى فهو الوحيد الجدير من يسمعني وأروي له ما لم أستطع روايته له في الحياة زمن الحروب والقمع واللهاث. سأرويه في الأيام القادمة في رواية عاكف عليها على وشك الإنجاز عن ظروف نشأتي.
بعدين من هذه الحوارات تولّدَ لي تسائل عن مدى شجاعة "حميد" و "عالية" المكتظة نصوصهما بالجنس الفظيع والوحشي فهل كان مجرد أخيلة وديكور كما في روايتهما "الضلع" و "التشهي" أم أخيلة رغائبهما بأقنعة الشخوص.
ما كتبته من تجارب الجنس ليس بهذا المنحى بل كشف لمفاهيم وأعراف المجتمع العراقي المشوهة والمزدوجة وبحث في الدوافع والعلل لعرضها وجعلها في متناول الدراسات مستقبلا
النص الذي ساهمت به منشور في صفحتي تحت عنوان "عالم بلا كراهية"
21-10-2018
دنمارك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد عز يقترب من انتهاء تصوير فيلم -فرقة الموت- ويدخل غرف ال


.. كلمة أخيرة - الروايات التاريخية هل لازم تعرض التاريخ بدقة؟..




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حوار مع الكاتب السعودي أسامة المسلم و


.. تفاعلكم | الناقد طارق الشناوي يرد على القضية المرفوعة ضده من




.. ياسمين سمير: كواليس دواعى السفر كلها لطيفة.. وأمير عيد فنان