الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الزيارة الاربعينية

كفاح حسن

2018 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تزايد إعداد الوافدين إلى كربلاء مع قرب موعد الزيارة الاربعينية.. و هي طقس ديني ابتدأ أبناء العشائر على ممارسته في منتصف القرن الماضي.. و اول من ابتدأ به هم أولاد عامر من سكنة البصرة من الشيخية..و كان لهم حسينية كبيرة في أطراف كربلاء يقصدوها في مسيرتهم الراجلة إلى أرض الغاضرية..
و انتقل هذا التقليد إلى عشائر المنطقة .. و بمرور الأعوام أصبح هذا التقليد طقسا دينيا يتكرر كل عام.
و قد حاول الحكم البعثي القمعي إيقاف هذا الطقس خوفا من التحشدات الجماهيرية الكبيرة التي تدخل كربلاء و تبقى فيها عدة أيام. و اتخذوا قرارا بمنع المسيرات الراجلة من النجف إلى كربلاء في زيارة الاربعينية في عام ١٩٧٧. تحدى اهل النجف و العشائر هذا القرار و خرجوا سائرين من النجف نحو كربلاء و اصطدموا بقوات السلطة في منطقة خان النص.. و جرى خلالها تحشيد القطعات العسكرية على طول الطريق الى كربلاء. و تم غلق المنافذ الداخلة إلى وادي الطف.
و بعد انهيار الطغمة الصدامية تحت البسطال الأمريكي في نيسان ٢٠٠٣.. صادف ذلك مع موعد الزيارة الاربعينية، لهذا شهدت الزيارة مشاركة واسعة من أبناء المدن و العشائر في مسيرات راجلة إلى مدينة الحسين..
و خلال فترة الحكم الطائفي البغيض.. استغل الطائفيون هذا الطقس الديني و غيره من الطقوس لتكريس حكمهم الطائفي المكروه.. فشتان مابين ثورة الحسين و الدماء الطاهرة التي سألت فيه و بين حكم طائفي يتنكر لمباديء ثورة الحسين. و راحت ماكنة الاعلام الطائفي تكرس لتنفيذ هذه الطقوس بمبالغة شديدة لجعل الناس واهمين بأن هذا من فضل الطائفية و حكمها المشوه..
ان طقوس هذه الزيارة ، كما هو معتاد، ثلاثة أيام. قبلها و بعدها تكون الحياة طبيعية. و لكن اليوم تتعطل الحياة قبل عشرة ايام او اكثر من موعد الزيارة.. و تغلق المدارس و دوائر الدولة. و هذا أمر يتكرر كل سنة.
و التقليد الذي عرفناه عن هذه الزيارة.. هو ان يقدم الزائرين عبر وسائط النقل المتوفرة إلى النجف.. لزيارة مرقد الإمام علي ..و من هناك ينطلقون راجلين إلى كربلاء في مسيرة لا تطول عن يومين او ثلاثة.. و يصلون كربلاء ليلة أربعينية الحسين و بعدها يعودون بوسائط النقل المتوفرة إلى مدنهم و اريافهم..
هذه الزيارة وضعت لتمجيد ثورة الحسين و الدفاع عن حقوق الفقراء و الوقوف ضد الظلم. و ما يجري اليوم هو عكس هذا الهدف جملة و تفصيلا.. الحسين ليس بحاجة لدموعنا و بكاءنا .. الحسين ليس بحاجة إلى الولائم و المصاريف الخيالية.. و تحشيد الملايين في مظاهرة للبكاء و العويل.. الحسين بحاجة إلى أن نقف معه في ثورته ضد الظلم و الطغيان..
و ماهو الظلم و الطغيان في العراق اليوم سوى هذه الأحزاب الطائفية المقيتة و التي ترفع اسم الحسين كذبا و الحسين منها بريء.
الحسين يريدنا ان نثور و نضحي مثلما هو قدم نفسه و عياله و اصحابه قربانا من أجل العدالة و الرفاهية ..
فبدلا من أن يترك ابن البصرة بصرته و يقضي الأيام و الليالي ماشيا إلى نهر العلقمي.. يطلب منه الحسين البقاء هناك و مواصلة الثورة ضد الظالمين و الفاسدين.
انا اعرف ان ما أكتبه هذا سوف لا يرضي الكثيرين .. و ان التهم ستكون جاهزة ضدي.. و لكن اكتب هذا من حبي للحسين و اقتداءي بثورته.. لقد تربيت مع الحسين و العباس منذ الصغر .. و عرفتهما من كثر تتبعي لخطواتهما.. و اعرف علم اليقين بأنهم يستنكرون استغلال اسمهم في مظاهر هم بريئين منها.. الحسين فكر و ثورة و ليست دمعة و لطم.. الحسين نصير الفقراء و المضطهدين.. و ليس نصير للكهنة و السراق و المحتالين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شعارات فارغة من المضمون!!!
سمير آل طوق البحراني ( 2018 / 10 / 22 - 07:02 )
والله اعجب من امة تعتقد في شي وتعمل بشيء آخر وهم الذين يتكلمون كـ البحر اما حياتهم فشبيهة بالمستنقعات وهذا مما لا شك فيه ينطبق على الزائرين ولا سيما العراقيين منهم والذين يهتفون لبيك يا حسين ـ وكان الحسين يناديهم بلسان الحال ـ فاذا كان حقا يومنون بما يقولون فالواجب يفرض عليهم التوجه الى الساحة الخضراء في بغداد لاسقاط حكومة المحاصصة التي اوقعتهم في الفقر وسرقت اموالهم ولكن هيهات هيهات فلبيك يا حسين لا تعني التحرير ونصرة المستضعفين بل تعني الشفاعة يوم الورود ـ كما اوهموهم دهاقنة الدين ـ والمشي على اجنحة الملائكة والقصور المزخرفة والحور العين. اخي الكريم. ان السماح بالمبالغات في اقامة هذه الشعآئر هو افيون سياسي لصد الانظار عن فساد الحكومات التي تعاقبت بعد الغزو الامريكي وازالة الطاغية.هذا شعار ابو الاحرار الحسين (ع):
فاذا لم يكن من الموت بد *** فمن العار ان تعيش جبانا
فاين لبيك يا حسين من كل هذا؟؟؟؟؟؟؟.


2 - علم تخدير العقول عبر المنقول!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2018 / 10 / 24 - 06:51 )
( باسم الدين باكونا الحرامية). الدين افيون والشاطر من حصل على شهادة الدكتوراه في علم تخدير العقول به.حديثا قرات كتابا للسيد صادق الحسيني الشيرازي اسمه (بحث روائي حول زيارة الامام الحسين) وفيه ما فيه من مكآفآت تفوق حتى الاستحقاقات التي ينالها شهداء بدر وغيرهم ممن استشهدوا في سبيل الدعوة وتلك الزيارة لا تكلف الزآئر وبالاخص الزآئر العراقي سوى بعض الدنانير فعرفت السر في النداء لبيك يا حسين. لا احد ينكر زيارة الشهداء الاحرار احتراما لما بذلوه من غال ونفيس في سبيل حرية الانسان وكرامته ولتكن الزيارة هي اخذ العبرة والدروس والوقوف بوجه الظالمين دفاعا عن المبادئ السامية وليس لنيل مكآفآت بمجرد النطق السلام عليك يا حسين.
اخي الكريم. التجارة بالاديان هي التجارة الرابحة لان الاديان هي ايمان بالغيب والخوف من المجهول هو المحفز الاهم في اللامعقول.

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا