الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادعموا القتلة والخارجين عن القانون

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن مستغربا ان يدعم النظام السعودي في جريمة قتل خاشقجي النظام المصري والبحريني والاماراتي والرئيس الفلسطيني وحدهم دونا عن كل أنظمة ومواطني دول العالم أجمع، فهذه الأنظمة تتشابهة في سياستها تشابها مذهلا، وأول ما يجمعهم معا هو أنهم مجرد أدوات لتنفيذ المشروع الصهيوني في المنطقة.
أما ثاني ما يجمع هذه الأنظمة هو الأكاذيب اللانهائية الغير محبوكة والتي لا تترك لهم الفرصة من كثرتها لوضعها في سياق عقلاني مقبول فهم لا يعرفون الا الكذب ولا يتوقفون عن سرد الاختلاقات الغير معقولة، ولأنهم يستخدمون اساليب القمع والقهر والتغييب والتجهيل والتنكيل الغير محدودة على شعوبهم فلا يتجرأ أحد على الوقوف في وجه اكاذيبهم اللانهائية ولا يحسابهم احد عليها، ولذلك لم يعد هؤلاء يفكرون كثيرا قبل فتح فمهم حيث أن أكاذيبهم لا يكون لها اي عواقب داخلية، وهو ما جعلهم يعتقدون ان العالم في الخارج يمكن أن يبتلع هذه الأكاذيب ويقبل بها.
وثالثا فإن كل هذه ألأنظمة تقبع على صدور شعوبها بقوة السلاح وتعمل بشكل يومي على تغييب القانون والضرب بالدستور عرض الحائط، ووصلت الى درجة من الوقاحة والفجور جعلتها تعتقد أن كل جرائمها مغتفرة وأنه لا أحد على وجه الأرض يملك محاسبتهم على جرائمهم مهما كانت فهم يهدرون ثروات شعوبهم ويتعاملون مع مقدرات البلاد كملك خاص لهم ولحاشيتهم ويلفقون التهم ويفعلوا ما شاء لهم من جرائم طالما أنهم يضمنون رضا الصهاينة وينفذون ما تمليه عليهم القوى العظمى.
هؤلاء جميعا لهم في كل يوم ضحايا وفي كل لحظة انتهاك جديد ولا احد يحاسبهم، ولذلك فقد تضامن هؤلاء جميعا مع جريمة شنيعة وحشية يتم فيها تقطيع انسان مسالم حيا واخفاء اجزائه بخسة وحقارة تحسدهم عليها الحيوانات المتوحشة والكلاب المسعورة.
لم يجرؤ غيرهم على ذلك وحتى ولو كانت لهم مصالح مع النظام السعودي فالأمر أحقر مما يمكن لأي انسان طبيعي تحمله، ولكن لأنهم يفعلون ذلك وأكثر بمعارضيهم ولا يقبلون اي نوع من النقد لما يقترفوه في كل يوم من جرائم في حق بلادهم وشعوبهم فقد تضامنوا مع النظام السعودي حتى لا ياتي الدور عليهم في يوم ما ويجدوا أنفسهم في موقع المسائلة والمحاسبة.
إن الحديث عن حجم ما يفعله النظام المصري على سبيل المثال بمن ينتقد اهداره للمال العام وتغييبه الكامل للقانون والدستور لا يخطر على قلب بشر ويكفي ان تلقي نظره على الأشخاص الذين يحتجزهم في السجون أو على الأحكام القضائية التي تصدر في عهده والاعدامات الجماعية أو على ما يطلق عليه كذبا وزورا "اعلام" وما هو الا اداة تغييب وتدليس وبوق لنشر الكذب الفادح الفاضح اناء الليل وأطراف النهار.
ان النظام المصري يمكن أن يخصص لك طاقم من المخبرين الذي ينكلون بك ويحيلون حياتك جحيما ويحرمونك حتى من النوم الطبيعي وينفق عليهم ملايين الجنيهات من اجل اخراس صوت واحد ضعيف يقول الحقيقة ولا يفكر في انفاق هذا المال على تعليم او صحة أو صناعة أو زراعة أو اي امر فيه فائدة.
لطالما سألت طاقم المخبرين الذين يتولون تعذيبي والتنكيل بي عن الخطر الذي يعتقدوا انه قد يصدر مني مقارنة بعصابات خطف الأطفال التي أوصلت البلاد لتكون رقم 3 في هذا المجال أو عصابات سرقة الأعضاء والتي اوصلت البلاد ايضا الى المركز الثالث في هذا المجال، او عصابات تجارة المخدرات التي جعلت معدلات الادمان في مصر ضعف المعدلات العالمية ونشرت أنواع من المخدرات تفقد الانسان قيمه الأخلاقية وتجعله يرتكب اشنع الجرائم، أو عصابات تهريب الآثار على سبيل المثال التي قامت بتهريب مئات الالاف من القطع الأثرية!
هل قولي للحقيقة يجعلني أخطر من هؤلاء جميعا!
هل أنا اخطر ممن تخلى عن حق الشعب في النيل والغاز وباع الأرض والمصانع ودمر الزراعة!
لماذا تعتبروا أن الخطر الوحيد على هذا البلد يكمن في قول الحقيقة؟
ولكن هيهات أن يفقه هؤلاء فهم ليسوا أكثر من ادوات منزوعة العقل والشرف والضمير يتم الدفع بها للتنكيل بمن يقول الحقيقة في مجتمع يحكمه نظام مجرم يفعل ما شاء له ويجد دائما من ينفذون رغباته القذرة ويغطون اشد افعاله اجراما وسفالة بل وعندما يجد الجد يمكن ان يحمل جرائمه لهؤلاء الذين قبلوا ان يكونوا بمثابة احذية يرتديها في قدميه وهو يخوض في أوحال الفساد والقتل والنهب والترويع والتخريب.
لو كان هؤلاء يسمعون أو يعقلون لعرفوا أنهم اهون عند من يخدمونه من ذبابة وانه لا يمانع في حرقهم احياء لو كان في ذلك اي فائدة بالنسبة له.
إن الأنظمة المجرمة لا تجد اي خطر في اي نوع من الأنشطة الاجرامية ولكن الخطر الوحيد تشتمه وتشعر به من قبل الشرفاء الواعين الذين يقولون الحقيقة واصحاب المواقف الثابتة والتي لا فصال فيها والذين لا يتراجعون عن الوقوف في صف الحق مهما كان الموج عاليا وعاتيا ومهما افتقد الخصم ادنى درجات الشرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة