الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس النوّام

مها أحمد

2006 / 4 / 7
كتابات ساخرة


سبحان الله : الكرامة العربية مصانة ، والأخلاق العربية الحميدة لايخدشها سوى السلوك غير اللائق لملكات الجمال السابقات وعارضات الأزياء ومن لفّ لفّهن ممن احترفن الغناء مؤخراً ، والتماسك الاجتماعي لا يهدده إلا حضور هيفا ونانسي في حفل صاخب تقوم فيه الأرض ولا تقعد .. شباب وصبايا يحملون صور فنانتهم المفضلة ، يهتفون بحماس وأقدامهم تزلزل الأرض على إيقاع تمايّل خصرها وصدرها وشعرها ... يا له من مشهد استفزازي لايطاق وخطر داهم وجدت معظم البرلمانات العربية (الخليجية خصوصاً) نفسها مضطرة للتصدي له ، فتجد نجلا ممنوعة من دخول مصر بعد تظاهرات إخوانية مناوئة لها ، ونانسي غير مرغوب فيها في البحرين والكويت ، وهيفا غير مرحّب بها في المغرب إثر احتجاج نوّاب الشعب على الفن الذي تقدّمانه .
ونفس مجالس النوّاب التي تهتاج وتستثار وتجتمع لتشكّل جبهة صمود وتصدي في وجه غزوات الهيفاوات والنانسيات ، تنام وتصحو على أخبار الغزو الأميركي والإسرائيلي المتواصل وتسهر ليلة بعد ليلة على مشاهد القتل الجماعي في فلسطين والعراق والسودان والصومال و...، دون أن تدبّ النخوة في رؤوس أعضائها فيبادروا لوضع تشريع يحظر التعامل السياسي والاقتصادي مع الاحتلال ، أو لتقول لا للفساد المالي والإداري ، لا للبطالة والجوع وتعسف الحكومات لأن هذه الظواهر ضارة بالصحة العامة ومهددة للسم الأهلي أكثر من هيفا ونانسي بكثير .. لكن يبدو أن حياة المواطن العربي أرخص من أن تستوقف أحداً طالما أن الشارع العربي يحتشد بعشرات الآلاف لحضور حفل فني أو مباراة كرة قدم ويغيب عن معظم الأحداث الحارة التي يخسرها على أرضه ، فكل التظاهرات المليونية التي انطلقت
تطالب بإنهاء احتلال العراق لم تحتشد في القاهرة أو دمشق أو الرياض لكن في لندن وبرلين ونيويورك ، فمجلس النوّام في سوريا مثلاً لم يكتشف فساد خدّام طيلة ثلث قرن لأن المذكور كان بارعاً في التمويه لا لأن مجلس الشعب مثل الأطرش في الزّفة .
لعل من يستطيع منا أن يقهر نفسه ويقاوم الحضور الطاغي لنانسي وأخواتها وينقل إلى إحدى القنوات التي تعرض مشاهد عجيبة غريبة عما يجري في العالم كصور تظاهرة الثلاثاء الماضي في فرنسا حيث احتشد ثلاثة ملايين مواطن للاحتجاج على عقد الوظيفة الأولى وكاد الإضراب يشل كل شيء ... يا عمي شو هالعالم بالها فاضي!..
كما تكونوا يولى عليكم ، ومجالس النوّام عندنا تشبهنا ، نغفو ونفيق على ضيم الاحتلالات وقمع الحكام وكذب الساسة وغلاء الأسعار ونحلم بالعدالة الآتية لا ريب فيها .
أما أنا أحلم ب(سيندي شيهان) عربية تجوب المدن ، تحرّض الناس على الطاغية ، تنصب خيمتها أمام قصور الزعماء ،تعقد الندوات ، تقيم المؤتمرات الصحفية لتنبه الأمهات إلى بشاعة الحرب ولا عدالتها .
سيندي شيهان المرأة التي فقدت ابنها في العراق أحالت حياة بوش جحيماً ، تلاحقه بصرخاتها الغاضبة من البيت الأبيض إلى مكان قضاء عطلته في تكساس إلى كل مكان .. إنه حقاً "أجمل الأمهات" ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي