الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال و الوحش.

جوري الخيام

2018 / 10 / 22
حقوق الانسان


من أين تمسك هذه السكين ذات الستين حدا ؟من أين تبدأ هذه الديباجة الخيالية ؟ و قد صدق من قال أن الواقع أغرب من الخيال(وأبشع)... لنبدأ الحكاية بتعريف قصير للقنصلية حسب ويكيبيديا لأن محمد بنسلمان يجهله.

( القنصلية : هي بعثة قنصلية تبعث بها دولة ما إلى دولة أخرى لتمثيلها والدفاع عن مصالحها ولتسهيل أعمال وشؤون مواطنيها المقيمين في الدولة المضيفة، وكذلك العمل على تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والعلمية بين الدولة الموفدة والموفد إليها وإصدار جوازات ووثائق سفر والتأشيرات والمستندات اللازمة لرعايا الدولة الموفدة الراغبين في السفر للدولة الموفد إليها وتقديم العون والمساعدة لرعاياها أفراداً كانوا أو هيئات.)

و لنختصر الحكاية في اسم واحد "خاشقجي !جمال خاشقجي..." الرجل الذي قال أن أكثر شئ يحتاجه العرب اليوم هو مزيد من حرية التعبير، الرجل الذي ايد محمد بن سلمان منذ سار وليا للعهد ،الرجل الذي مات عارفا من قاتله ولم قتله.

خاشقجي، الإسم الذي صار أشهر من نار على علم. خاشقجي ، الرجل الذي وضع عرش آل سعود تحت المجهر ...الرجل الذي فتح قلب المملكة المعفن ليرى العالم ما يخبئه من سواد و تقيح و لنتأكد من أين تأتي رائحة العفن !الرجل الذي ربما يزعزع عرش محمد ابن سلمان قبل أن يجلس عليه.

مع أن العالم يدري تماما من يكون آل سعود و يعلم أن السيف الأبيض فوق العلم الأخضر هو حقيقة و ليس مجازا إلا أن وحشية و غباء مخطط العملية و طريقة تنفيذها تركته في ذهول لم يشهد مثله منذ حادثة الحادي عشر من شتنبر ٢٠٠١.سيف الأبيض في العلم الأخضر قد يكون رصاصة ،قد يكون حقنة قاتلة و قد يكون منشارا يقطع أوصال أحسن الرجال و النساء لإسكات رأيهم المعارض إلى الأبد.

في هذا العام شهدنا من فظائع أمراء و ملوك الخليج ما شاب له الرأس و اقشعرت له الأبدان. في هذه السنة حدثت وقائع كثيرة أدهشتنا أفزعتنا أرعبتنا أو قززتنا ككل عام، منها هروب وإختطاف الأميرة لطيفة بنت حاكم دبي و إختفائها وسط صمت عالمي قاتل، شهدنا كذلك في استسلام الحصار الذي فرضتة السعودية و أصدقاءها على قطر دون سبب مقنع، لازلنا نشاهد ساكنين الحرب علة اليمن التى أودت بحياة الكثير من المدنيين و لازالت تأكل أوصال ذاك البلد الذي لا يهتم لأمره أحد! شهدنا ضاحكين حبس الامراء و رجال الاعمال في الريتز في الرياض في حملة بن سلمان ضد الفساد .شهدنا ما لا نهاية له من جرائم منذ اتخذ الخليج شكله و مكانته التي احتلها منذ اكتشاف البترول و اتخاذه لأمريكا والغرب راعيا و حاميا له ،جرائم ضد الأفراد و المنظمات و البلدان القائمة على المساعدات ، جرائم ضد حرية التعبير ، إعتقالات و أحكام من مؤبد إلى إعدام على شباب في عمر الورود جرائمهم لا تتعدى حرية تعبير!
و لكن جريمة بن سلمان، جريمة القنصلية ،جريمة المنشار ،جريمة القرن ,هذه الجريمة الجد الغبية... شئ آخر! جريمة "خاشقجي" تفتح عيوننا على أشياء كنا نعرفها و نحسها و نسمع عنها لكن رؤيتها ولمسها يفرض علينا واقعا آخرا يصعب على الضمير الحي تقبله!

حين يدخل رجل إلى قنصلية بلده الأم ليحصل على وثيقة ميلاد أو طلاق فلا يخرج بعدها أبدا، حين يكون العالم متأكدا أنه لن يرى ذاك الرجل مرة أخرى ...حين تأتي طائراتان مليئتان بالرجال و الأسلحة الخفية و العضلات و الغباء الثقيل من بلد إلى بلد آخر بزي دبلوماسي للتخلص من رجل واحد في خريف عمره لأن قلمه يزعج و عقله و لسانه أكبر منهم...حين يكون ولي عهد السعودية متهما رئيسا بتدبير مقتل صحفي و تقطيع جثته ،بدون أدنى شك!...حين يعجز المحققون عن دخول مكان الجريمة مباشرة بعد حدوثها...حين تحمى الولايات المتحدة بلدا "عربيا مسلما" بكل ما آتاها ترامب و كوشنر من قوة! حين يظن شخص مهما علا شأنه ( لواحد في المئة) أن فعلا وحشيا كهذا قد يمر أمام عيون العالم دون عقاب ،فاعلموا أننا في ممر ضيق مظلم يضيق علينا ببطئ كل دقيقة أكثر ،إذا تركناه يأخد مساره كما أراد فإنه سوف يعصر أوصالنا حتى الإختفاء.

قتل خاشقجي بسبق إصرار وترصد بطريقة بشعة لا محالة ..قتل صديق الربيع العربي ...أعدم الذي ضل يؤمن بنا، بحريتنا و بربيعنا المسروق حتى آخر أنفاسه الغالية. اغتيل الذي أراد إنصافنا نحن أصحاب الحق في ربيع العرب المغتصب، مات الذي أراد إعطاء الحق لذي حقه ... لقي صديقنا خاشقجي مصيرا أسوأ بكثير من مصير قضيته و قضيتنا المدبوحة.

دموعنا لا تكفي، حزننا لا يكفي ، صراخنا لا يكفي ، حسرتنا لا تكفي! رواياتهم الكاذبة لا تكفي ،قنصلكم الهارب لا يكفي ، الموظفون في القنصلية لا يكفون! أموالكم لا تكفي ! نريد إدانة صريحة لولي العهد السعودي إقالته و محاكمته دوليا ! وحتى هذا لا يكفي! فالثأر بيننا و بين المجرمين من آل سعود و سارقي الحرية و الحياة لن يموت ولكم وحشيتكم وإجرامكم و لنا شجاعتنا حريتنا و القلم!


عاشت الحرية و عاش قلم خاشقجي في قلوبنا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟


.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين




.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال