الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاسيم آسيوية... ترجيعات

فرج بيرقدار
(Faraj Bayrakdar)

2006 / 4 / 7
الادب والفن


إلى جميل حتمل مرة ثانية


لم يكن ثمة خيار آخر بين المنفى والسجن.
قال لي: لا أظنك ترضى أن تدفعني إلى موت عاجل؟!
قلتُ: بلى... فأنا أخاف عليك من موت أعجل.
وافقني ومضى باتجاه المصير الأول.
كان يبكي وهو يراني أنزلق بإحكام...
على شفرة المصير الثاني.

* * *

لا تَنَمْ
يا بقية كأسي
فبين زمانين أعمى وأطرشَ
هذا المكانُ
يرنُّ على صخرة الموت
ثم يكفكف أصداءه جثثاً
وينامْ.

* * *
لا تنم
يا بقية يأسي وحريتي
لا تَدَعْني إليّ
فبين مكانين
لا يبصران
ولا يسمعان
يرنُّ الزمان على أفُقٍ غامضٍ...
ليس هذا خريفكَ
لا يا قرير الهواجسِ
يا راعف الصوت...
قُلْ غير هذي القصيدةِ
يا ابن مراثيك
قل زنبقاً فارهَ الحزنِ
قُلني
فقد أذِن الله لي بدمائي
وأغمضَ عينيه كي لا أراه
فتكسره صورتي فيهِ
قل غير هذي الفضيحةِ
قل بعضها...
من سيشهد أن المناديل
تخفق مثل الحمام
وأن الحمام يرش على روحنا ريشَهُ
ويكحِّل عزبتنا بالحنينْ؟
عَتَبي!!
كيف تخذلني؟!
ضفتان لنهر الغياب الذي
يشهق الآن:
سجني ومنفاك
والنهر يجري طويلاً طويلاً
يقولون
والنهر يجري قتيلاً قتيلاً
تقولُ
وتدلف نحو السرير الأخير
بماذا أغطيك؟!
لم تُبقِ لي غيرَ أسئلتي
هل جميع الغِيابات
من أجل هذي الصلاة الضريرةِ؟!
لا...
لا تنم يا براءة ظنّي
أيكفي حريرٌ من الدمع
يا لا بلادكَ
لا أنبياءكَ
لا قاتليك؟!
بماذا أغطيك؟!
ما حيلتي
غير هذا القميص المطرَّز بالشوك،
هذا الوشاح المشلشلِ بين دمي
والظلامْ؟!

* * *
عشتَ أبعدَ مما نرى الحبَّ
أبعد مما تضيء الكتابةُ
لكنك الآن أبعدَ
أبعد...
فالموت أوَّلُ حرية ترتديكَ
وآخر حرية ترتديها
وتبحر في زورق الصمت والذكريات.

* * *
لا يسيل الردى
لا يسيل السراب.
ولكنَّ هذا دمٌ خالصٌ
أتراه...؟
دم يهمز الغيبَ
والبرقُ يجرح عتمتنا
فتسيل...
إلى أين تمضي
وتترك معناك لي؟!
كنتُ أطهو قيودي
على مَهَلٍ
كنت أقرأ ما تكتب الريح
خارج زنزانتي
وأصلِّي عليك غياباً غياباً
لئلاّ تجرِّدني منكَ...
قلتُ انتظر نجمةً
نجمتين
سنبني سماء بزرقة عينيك
أَرجئْ حنينَكَ بضعَ قصائدَ أخرى
ونبكي معاً
هكذا...
دونما سببٍ لو أردتَ
سنـزرع قمحاً
ونبكي.
سنكتب أحلامنا
بمناقير أحلى الطيور
ونبكي.
سندعو الذين تبقوا من الأصدقاء
ونرفع نخب الأمان ونبكي.
تُراني سألتك معجزةً لا سبيل إليها
سوى الموت؟!
حسناً
إمضِ بي.
إن أقصى الجسارةِ
أن لا تَردَّ القصيدةَ عن وِردها.
لا يُضِرْكَ
على جهةِ الدمِ
أم جهةِ الدمعِ
كن شاهداً
وشهيداً
وبينهما.
كن أمير الذهاب
أمير النهايات
لا يبدأ المرء حراً
ولكنه في الطريق إلى نفسهِ
في الطريق إلى يأسهِ
في الطريق إلى غير هذا الطريق
الذي ينتهي.
في الطريقْ...!
آهِ يا امرأةً يستحمُّ الأذان بأسمائها
يستحم الأذانْ.
سامحيه إذا أسلَمَتْه النبوَّاتُ
سيفاً لسيف...
وألوى بطائرهِ
لُهْلُهٌ لا سؤالَ له غيرُهُ
لا سؤالْ.
تعِبَ الظلُّ في الهاجرةْ.
تعبتْ نخلتي ألفَ عامْ.
نم قليلاً إذن
سأغطِّيك بالريح والذاكرةْ.
نم... ودعني
لعلي أحاول شيئاً
بهذا الحطامْ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس