الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء نساء العراق في الذكرى الثامنة عشر لصدور قرار مجلس الأمن 1325

شبكة النساء العراقيات

2018 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تعبر شبكة النساء العراقيات[1] والمجلس الأعلى لشؤون المرأة في إقليم كوردستان/ العراق[2] عن قلقهم البالغ وادانتهم الشديدة لزيادة جرائم العنف ضد النساء في العراق. فقد شهدت الفترة خلال الشهرين الماضيين وفيات غامضة واغتيال أربع نساء لهن شهرة واسعة في مجال اختصاصاتهن ونشاطهن المدني في العراق، من بينهما أثنتين من أبرز خبيرات التجميل في بغداد - الدكتورة رفيف الياسري والسيدة رشا الحسن - اللتان توفيتا خلال أسبوع واحد في النصف الثاني من شهر آب الماضي بشكل مفاجىء وبظروف غامضة ومشكوك بها. وتحدث مسؤول في وزارة الداخلية ان د. رفيف الياسري قد توفيت بسبب تناولها جرعة زائدة من الدواء، بينما أشار متحدث باسم وزارة الصحة ان رشا الحسن قد توفيت أثر حالة اختناق!

وفي 26 أيلول الماضي سجلت كاميرات المراقبة في أحد شوارع مدينة البصرة اغتيال الناشطة المدنية سعاد العلي، رئيسة منظمة الود لحقوق الإنسان، التي كان لها دورها البارز في تظاهرات الاحتجاج في البصرة بسبب تلوث مياه الشرب وتردي الأوضاع المعيشية وانتشار الفساد. وأعلن بيان من مسؤول في شرطة البصرة ان طليق القتيلة وراء حادث الاغتيال، وهو اتهام استنكرته عائلة المغدورة وعشيرة الزوج، ولم تثبته تحقيقات الشرطة. وكان هناك ميل الى تصنيف الجريمة الى قتل بداعي الشرف حتى تتوقف المطالبة بالتحقيق، كما يحدث عادة في مثل هذا النوع من الجرائم ضد النساء.

وبعد يومين في 28 أيلول، جرت عملية اغتيال وصيفة ملكة جمال العراق السابقة، والموديل تارا فارس، بثلاث رصاصات، بينما كانت تقود سيارتها، في شوارع العاصمة العراقية بغداد، وثقت الحادث الكاميرات المنصوبة في الشارع. وتعد تارا فارس البالغة من العمر 22 عاما، من الشخصيات المعروفة في مجالها بالعراق، ويتابع حسابها عبر الانستغرام على الإنترنت ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص.

من الواضح ان القاسم المشترك بين هؤلاء الضحايا هو عملهن في مجالات تعزيز دور المراة العراقية في الحياة المدنية، من خلال ادارتهن لمشاريع اقتصادية ناجحة، ودعمهن لحركة الاحتجاجات الشعبية، ومشاركتهن الفاعلة على مواقع التواصل الاجتماعي معبرات بحرية وشجاعة عن أفكارهن وطموحاتهن الشخصية.

أدت هذه الجرائم الى أثارة القلق الواسع بين الشابات خصوصاً والنساء الناشطات. وبالفعل استلمت العديد من الناشطات رسائل تهديد بالقتل بعبارة "جاء دورك" عبر المكالمات ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أدى إلى مغادرة عدد منهن العراق أو تغيير مدنهن أو التوقف عن مزاولة نشاطاتهن، وكذلك غلق حساباتهن الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. كما اعتبرت منظمات المجتمع المدني والناشطات النسويات هذه الجرائم ضد نساء يعدنً شخصيات عامة، بأنها رسالة تهديد لجميع النساء تستهدف حرمانهن من حقهن في الحياة والأمن والحرية والخصوصية الشخصية التي نص عليها الدستور العراقي، وكذلك سعي العناصر المتطرفة والظلامية عبر هذه الجرائم إلى زعزعة الاستقرار والأمن وإيقاف مظاهر التمدن التي برزت في حركة المجتمع بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.

رغم تصريحات مسؤولين كبار في الحكومة العراقية بمتابعة هذه الجرائم والكشف عن مرتكبيها والقصاص منهم، وبعضهم أشار إلى التعرف على قتلة الموديل تارا فارس، لكن لحد الآن لم تكشف للعلن، مما أثار حفيظة الراي العام العراقي أزاء ضعف المؤسسات الأمنية، وانتشار السلاح خارج سلطة الدولة والقانون، والتسويف في عملية التحقيق الجارية وخشية الافلات من العقوبة وتسجيل الجريمة ضد مجهول، وهي السمة البارزة في نتائج التحقيق في الجرائم المرتكبة طوال الخمسة عشر عاماً الماضية، لاسيما جرائم العنف ضد النساء.

اننا في شبكة النساء العراقيات وفي المجلس الأعلى لشؤون المرأة في إقليم كوردستان/ العراق اذ نستنكر ما تتعرض له النساء في بلدنا من أفعال ارهابية جبانة بغية تحجيم دورها في بناء الاستقرار والأمن والسلام والعدالة، فأننا في الوقت نفسه، نشيد بمبادرة المنظمات النسوية الدولية في أحياء الوقفة التضامنية مع النساء العراقيات قريبا من مبنى الأمم المتحدة في نيويورك بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الثامنة عشر لقرار 1325. ونناشد نساء العالم والمجتمع الدولي بالضغط على الحكومة العراقية من اجل:

· اعلان نتائج التحقيق بهذه الجرائم بشفافية، وملاحقة الجناة وعدم افلاتهم من العقاب.

· توفير الحماية والدعم اللازمين للنساء من ضحايا العنف والتطرف، وتحقيق الاصلاح الأمني والقضائي على أساس تأهيل منتسبي الأجهزة الأمنية والقضائية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.

· العمل الجاد لخلق بيئة آمنة للنساء، لتعزيز مشاركتهن في الحياة العامة، وفي عملية التنمية.

· تطوير مساهمة النساء في حل النزاعات والمفاوضات، وفي مواقع صنع القرار، وتعزيز دورهن في بناء الثقة والمصالحة الوطنية والتماسك المجتمعي، وفي تحقيق الأمن والسلام والعدالة.



ليتعزز التضامن النسوي الأممي.



شبكة النساء العراقيات المجلس الأعلى لشؤون المرأة في إقليم كوردستان/ العراق



24 تشرين الأول 2018


[1] تجمع نسوي تأسس في 2004 ويضم أكثر من مائة منظمة وتجمع نسوي من كل أنحاء العراق

[2] مؤسسة رسمية تابعة إلى حكومة الإقليم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ