الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب -عطر أوراقي المنسية-.. شذرات سيرة ذاتية واكتشاف شاعر

محمود عبد الرحيم

2018 / 10 / 26
الادب والفن


كتاب "عطر أوراقي المنسية"..شذرات سيرة ذاتية واكتشاف شاعر
*محمود عبد الرحيم:
بعد إصدار روايته "حياء الكاشف.. زيارة أخيرة للوطن" يطل علينا أسامة البحر بكتاب جديد هو "عطر أوراقي المنسية" الصادر عن دار الثقافة الجديدة مؤخرا.
وإن كان في روايته الأولى جمع بين قالب الرواية وجانب من سيرته الذاتية، فها هو يكررها هذه المرة أخرى لكن في قوالب أدبية متعددة تتراوح بين القصة والشعر والمقال وشذرات من سيرته الذاتية خاصة تلك المحطات التي لا تفارق ذاكرته وتبدو مهيمنة على وعيه ومتوغلة في ثنايا وجدانه، سواء ما يخص تجربة حبه الأول، أو مآساة فقد أسرته، خاصة ابنته الفنانة التشكيلية نهر في حادث انهيار عمارة لوران الشهيرة بالاسكندرية، أو ما يتعلق بتجربة الحرب ولحظة التماهي بين الهم الخاص والعام الممزوجة بشعور متباين بين الانكسار المؤلم والرغبة في الثأر واسترداد الكرامة في حقبة حرب الاستنزاف.
ويفاجئنا أسامة البحر بعد أن تجاوز الخامسة والسبعين بأنه يكتب الشعر منذ سنوات بعيدة وإن كان على فترات متباعدة، وأنه يجيد كتابة قصيدة نثر بسيطة وعميقة ورائقة لها جاذبيتها الخاصة بمفردات وصور حياتية قريبة للمتلقى، وأنه يتألق أكثر حين يقترب من منطقة الغزل والأيروسية بشكل مدهش وجذاب.
واظن لو أخلص البحر للشعر وكرس له المزيد من الوقت والاهتمام لكنا أمام قامة شعرية كبيرة.
وفي تصوري أن هذا الكتاب من الصعب اعتباره سيرة ذاتيه بالمعنى المعروف، وإنما تجميع لما كتب الكاتب في مناسبات مختلفة على مدى سنوات في قوالب فنية مختلفة، وإن كانت بعض القصص تبدو ناضجة ومكتملة وبعضها أقرب للخواطر أو المقال.
ولا أرى أنه كان ثمة ضرورة لنشر مقطع من روايته السابقة في هذا الكتاب خاصة انها تم نشرها بالفعل، وكذلك نشر بعض كلمات الأصدقاء في ذكرى رحيل ابنته، وكذلك صور الأبنة واعمالها الفنية، لانهم يبدون مقحمين على سياق العمل.
وكنت أفضل لو قام الكاتب بتجميع الكتابات الشعرية في كتاب مستقل والكتابة النثرية في كتاب أخر.
لكن على أي حالة هي تجربة تستحق القراءة لأنها مكتوبة بحس عفوي فيها كثير من الصدق والتعبير عن مشاعر إنسانية في لحظاتها المتباينة.. الضياع والانكسار أو الحب والتحقق أو التأمل والتعلق بالحياة والبدء من جديد، الأمر الذي قد يلهم آخرين، خاصة أن الكاتب بعد أن مر بهذه النكبات استطاع أن يواصل الحياة ويبحث عن اشياء تمنحه الرغبة في البقاء والتحقق وأهمها تجربة الكتابة والأبداع.
فتحية لهذا الكاتب الذي يثبت لكثيرين أن الحياة قد تبدأ بعد السبعين، وان الإنسان طالما يتنفس يستطيع أن يبدع وينتج ويطل على العالم بكل ثقة واقتدار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا