الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيانات الطالبانية للشعب الكوردي الجريح بين الأمس واليوم

محمد مندلاوي

2018 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


أولاً دعوناً نفتح نافذة على تاريخ الـ(عشيرة) الطالبانية وانتمائها القبلي والقومي والوطني. كما هو معروف بين الكورد، أو في بواطن كتب التاريخ، أن الطالبانية فرع من قبيلة "زَنگنَة = Zangana" الكوردية العريقة، التي تنتشر في شرق وجنوب كوردستان. يقول عنها العلامة (محمد مَردوخ) في كتابه (تاريخ كورد وكوردستان) ص (94) ألفه باللغة الفارسية: إن قبيلة الزنگنة تنتشر في محافظة كركوك، وخانقين وحول كفري وفي أراضي إبراهيم خانجي وسوماك وفي كرمانشاه وإيلام في منطقة هليلان. ويضيف العلامة مردوخ: إن هؤلاء الزنگنة يعدون جزءاً من عشيرة اللور. وتتفرع الزنگنة إلى فرعين فارس آغا ورستم آغا. ويستمر مردوخ في سرده: جاء في كتاب (شرفنامه) للأمير(شرفخان البدليسي) الآتي: للزنگنة امتداد في أفغانستان أيضاً، ربما جاءوا إليها من إقليم "بلوچستان= Bloshstan".
عند تواجد كاتب هذه السطور في شرقي كوردستان رأى بأم عينه عدة قرى للزنگنة قرب مضارب قبيلة كلهور في مدينتي (إسلام آباد) و(ماهيدشت) التابعتين لمحافظة كرمانشاه، وماهيدشت بالصيغة الرسمية تحريف فارسي لاسم "ماد دشت= Mad desht" أي: السهل الميدي. وإسلام آباد كان اسمها شاه آباد، وقبل شاه آباد كان اسمها هارون آباد، فهارون آباد نسبة لهارون الرشيد، ثم غيره الشاه إلى شاه آباد نسبة له، وجاء النظام الإسلامي الشيعي غيره إلى إسلام آباد، ولا ندري من يأتي من المحتلين.. في المستقبل ويغيره إلى اسم يقترن به!. على أية حال. ولزنگنة قرية أخرى قرب مدينة (مَلاير= Malayer) التابعة لمحافظة (همدان) وسكنتها جميعهم من الكورد، وفيها عشيرة (الزند) الكوردية الفيلية التي ينتمي لها (كريم خان زند) حاكم إيران بين أعوام (1759-1779م) الذي لقب بوكيل الرعايا. ولزنگنة قرية أخرى قرب مدينة سُنقُر التابعة لكرمانشاه. وعندهم قرية أخرى في (قرەبلاغ)التابعة إدارياً لـ(فسا) وهي الأخرى تابعة لمحافظة شيراز في جنوب إيران. وعندهم قرية أخرى تابعة لكازرون هي الأخرى أيضاً تابعة إدارياً لشيراز، وشيراز مدينة غير كوردية تقع خارج حدود شرقي كوردستان. وعندهم قرية تابعة إدارياً لناحية (كنگان) التابعة لمحافظة (بوشهر) انتقلوا إليها أو نقلوا إليها في زمن الدولة الصفوية. قد يقول البعض ماذا جاء بالكورد إلى هذه المناطق، نقول لهم، لا أعزائي، أن أرض كوردستان تمتد من البحر إلى البحر، أي من بحرالأبيض المتوسط إلى بحر الخليج (الفارسي) وللكورد عدة مدن تقع على الساحل الخليج وتحمل إلى اليوم أسماءاً كوردية، منها، ناحية كوردستان التابعة لبهبهان، تصوروا هناك مدينة تحمل اسم كوردستان قرب ساحل الخليج لا يعلم بها غالبية الشعب الكوردي، بل لا يعلم بها حتى القيادات الكوردية في شرقي كوردستان!!. ومدينة كورد شول، وكورد شيخ، وكورد ديل، والفيلية، الخ الخ الخ، أتلاحظ كل هذه المدن وغيرها تحمل اسم الكورد معها؟؟ وهناك مدن كوردية مطلة على بحر الخليج لم أذكرها لأنها لم تحمل اسم الكورد.
وذكر قبيلة الزنگنة العلامة الإيراني (علي أكبر دهخدا) في دائرة معارفه التي بعنوان (لغت نامەی دهخدا) المجلد التاسع ص (12983) طبع جامعة طهران، يقول دهخدا: الزنگنة اسم لقبيلة من قبائل الكورد في إيران.
دعونا الآن نأتي إلى الطالبانية، التي هي موضوعنا، والتي هي فرع من فروع قبيلة الزنگنة الكوردية. يقول عنهم (محمد مردوخ) في كتابه المذكور أعلاه ص (84): الطالبانية لهم 1050 بيت منتشرة بين كركوك وخانقين. لكن للأسف الشديد إحدى فتيات هذه العشيرة تحمل اسم "آلا= Alla" وهو اسم كوردي 100% اجترت وزعمت أنها وعشيرتها الطالبانبة من قبيلة بني أسد!! وهي قبيلة عربية جاءت إلى العراق مع المحتلين العرب الأوائل. لكن ماذا نقول، ثلثين الولد على الخال؟؟ لا تقولوا لي أنها بنت ليست بولد، في اللغة العربية يقال للبنت والابن الولد. وجلال طالباني هو خال "آلا" تلك الفتاة التي تنكرت لأصلها الكوردي لذا منحتها إحدى الكتل العربية من كتل الأشياع في البرلمان مقعداً لها في البرلمان العراقي، لأنها لم تحصل على أصوات تؤهلها لحجر مقعد لها في ابرلمان كنائبة. وجلال الطالباني خال "آلا" قال مرات عديدة على الملأ: أنه واضع عقال على رأسه، أي أنه هجر الكورد وصار عربيا، وقال أيضاً أنه قومي عربي، وقال أن الدولة الكوردية لا تقوم، أنها حلم الشعراء إلى آخره من هذا الكلام غير المسؤول، الذي يجرح مشاعر كل مواطن كوردي في عموم كوردستان. وبعد اجترار "آلا" بأنها عربية من قبيلة بني أسد، ظهر علينا غلام من آل الطالباني من على شاشات التلفزة يدعى "آراس شيخ جنگي" ابن شقيق جلال طالباني كما آلا نكر قوميته الكوردية وانتمائه الوطني لكوردستان دون أن يعرق جبينه. وهكذا فعل شقيقه "لاهور" لكنه فعله بشيء من الدبلوماسية وبصيغة مغلفة ومزوقة بجملة أكاذيب. وهكذا قال عبد القادر الطالباني أحد أبناء العائلة الطالبانية المالكة، الذي يدير مجموعة شركات العائلة.
عزيزي القارئ الكريم،لا شك أن الشعب الكوردي كالشعوب الأخرى، فيه الصالح والطالح، وفيه الوطني والخائن، الخ. لكن كما تعرفون ليس هناك أدهى من خيانة الوطن،حين يتآمر أحد من أبناء الشعب على وطنه، ويصبح مطية للعدو المحتل لوطنه ويكبل شعبه بالأغلال وينفذ ضدهم أبشع الوسائل البشعة لإبادتهم من على وجه الأرض، مقابل حفنة من المال أو منصب يمنحوه إياه كالـ..؟.
للأسف أن هذه العائلة تحمل بعض أبنائها جين التآمر على الشعب الكوردي وحركاته التحررية في كروموسوماتهم. بالأمس البعيد أصبح شيوخ الطالبانية مطية للاستعمار البريطاني ضد ملك (محمود الأول) ملك مملكة جنوب كوردستان. جاء هذا في كتاب (كركوك وتوابعها حكم التأريخ والضمير) الجزء الأول ص (96) لمؤلفه الدكتور ( كمال مظهر أحمد): إن ميجر سون اتصل من خانقين بزعماء الكورد، بمن فيهم رؤساء الطالبانية. وفي ذات الصفحة يقول: وما أن احتل البريطانيون كفري في أيار 1918 حتى اقاموا صلات أوثق بعدد من الشخصيات الكوردية في كركوك وتوابعها، منهم الشيخ حميد الطالباني ونجله الشيخ عبد الوهاب.. . وفي ص (161) يقول:إن عدداً من العشائر الكوردية المتنفذة في كركوك وتوابعها لم تكن على وفاق منذ مدة مع البرزنجيين المعروفين بالشيخان وهم أسرة الشيخ محمود. تأتي الطالبانية على رأس تلك العشائر التي بلغت خلافاتها مع البرزنجيين منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى حد الذي وجدت لها إنعكاساً بليغاً في الأدب الكوردي، بل أن قطاعاً من أبناء تلك العشيرة -الطالبانية- لم يتردد في الانضمام إلى صفوف القوات المعادية للشيخ محمود. أي صاروا مرتزقة وانضموا إلى صفوف القوات البريطانية ضد قوات مملكة جنوب كوردستان بقيادة ملك (محمود الأول).
وبعد رحيل الاستعمار البريطاني عن العراق، استلم زمام السلطة فيه محتل آخر، وهو المحتل العربي، إلا أنهم لذر الرماد في العيون سموه الحكم الوطني في العراق!!. دام هذا الحكم.. بصيغته الملكية إلى عام (1958م ) وبعد هذه الحقبة صار نظام البلد جمهورياً، ومنذ الوهلة الأولى للنظام الجمهوري ظهر شخص على المسرح السياسي العراقي والكوردستاني اسمه جلال الطالباني، كان امتداداً لأسلافه الطالبانية، الذين ذكرناهم أعلاه. لغاية في نفس جلال انضم إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني،لكن جينات الطالبانية لم يدعه أن يبقى أميناً للحزب الذي انتمى إليه، سرعان ما قام بانشقاق خطير داخل الحزب المذكور وذلك عام 1964 لم يستطع مقاومة الثورة لذا فر هو وجماعته إلى إيران الشاه، ذلك العميل الأمريكي المسمى بشرطي الخليج. لكن بعد أن رأى الشاه لا فائدة منه تخلى عنه وحفزه على الرجوع إلى كوردستان، وعاد إلى الوطن وقبلته الثورة هو وجماعته واحتضنتهم، إلا أن الذي فيه لم يدعه، فلذا قام بانشقاق ثاني، وذهب هذه المرة إلى المحتل العربي في بغداد، كان ذلك عام 1966 وبقي مع النظام العروبي كخنجر غدر في خاصرة الثورة حتى عام 1970 حين اتفقت السلطة الحاكمة في بغداد مع الحركة التحررية الكوردية على بيان الحادي عشر من آذار فتخلى عنه نظام البعث في بغداد وصار يتنقل بين العواصم العربية حتى استقر به الحال في دمشق عند نظام بعثي آخر وهو نظام حافظ الأسد وبقي فيها حتى النكسة التي حلت بالحركة الكوردية عام 1975 سرعان ما استغل الظرف الصعب الذي مر به الشعب الكوردي وحركته التحررية وأسس تنظيماً سياسيا عسكريا بأيعاز من حافظ الأسد، سماه الاتحاد الوطني الكوردستاني، لكن كما أسلفنا في مقالات سابقة لا هو وطني ولا هو كوردستاني مجرد حزب.. أسسه لغرض تنفيذ سياسة حافظ الأسد ضد الشق الآخر من حزب البعث المجرم، وكذلك لتنفيذ مآرب جلال الطالباني نفسه حتى يكون الحزب أداة بيده كي يصل به إلى مبتغاه؟، وهذا ما صار وتحقق له عام 2003 الذي تسنم بعده رئاسة الجمهورية في العراق لعدة أعوام وحصل خلالها على ما أراد..؟؟ إلا أنه إبان تربعه على كرسي رئاسة الجمهورية تعرض لجلطة في الدماغ وعلى أثرها انشل جسده وفقد النطق ورحل عام 2017 إلى عالم اللا عودة، ولم يقل لحزبه ولا للشعب الكوردي شيئاً عن الأحداث الكبيرة التي قام بها هو بنفسه وكلف الشعب الكوردي الدموع والدماء، كخفايا انشقاقي 1964 و1966 كما أشرنا لهما. ومفاوضات 1984 مع نظام جزب البعث المجرم التي لم تؤدي إلى شيء لصالح الشعب الكوردي. وهكذا مفاوضات 1991 التي لم تكن لصالح الشعب الكوردي، لأن العالم أجمع كان في ذلك التاريخ ضد نظام صدام حسين المجرم. ولم يقل لحزبه لماذا انتقل الحزب في بداية التسعينات من حزب قومي عقدي إلى حزب اشتراكي ديمقراطي؟؟. ولم يكشف أيضاً خبايا القتال الذي انلع بين الحزبين عام 1994 بأمر من إيران لطرد الحزب الديمقراطي الكوردستاني من جنوب كوردستان، حتى تفتح الطريق أمام إيران للوصول إلى حدود إسرائيل عبر سوريا ولبنان، للعلم أن هذه الخطة الجهنمية لا زالت باقية إلى الآن وتحاول إيران تنفيذها من خلال حزب الاتحاد وجهات شيعية عميلة لها في بغداد، لقد حاولوا الوصول إلى أربيل بعد احتلال العراق لكركوك عام 2017 إلا أن مقاومة البشمركة، وكذلك أمريكا والغرب لم يسمحوا بذلك قط أن تصل إيران إلى حدود إسرائيل. ثم، هناك سؤال يطرح نفسه، لماذا لم يصر جلال الطالباني وهو رئيس الجمهورية على تنفيذ المادة (140)؟؟!! حتى أن نوري المالكي قال في حينه ألم يكن جلال الطالباني رئيس الجمهورية لماذا لم يطالب بتنفيذ المادة (140)!!. كل هذه الأسئلة وغيرها تركها خلفه بلا أجوبة ورحل، وترك معها مجموعة من صبية الطالبانبة تتاجر بالقضية الكوردية علناً ودون حياء، وعرضت مدن كوردستان التي ضح الكورد بمئات الآلاف من أبنائه في سبيلها في مزاد علني، بدأها بكركوك التي سماها جلال طالباني "قدس كوردستان" ولا ندري في قادم الأيام أية مدينة أخرى ستعرض للبيع في سوق النخاسة على أيدي آل الطالباني.
27 10 2018
"مثل الذي خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال ابيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص يكافئه"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل