الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كَهِينَا (7)

سلام محمد المزوغي

2018 / 10 / 27
الادب والفن


قرابة نصف الساعة بقيتُ مكاني، مع قهوتي.. أحتسي أدخن وأفكّر.. الحقيقة مُرّة الحقيقة مخيفة الحقيقة يجب أن تواجه! هكذا ربتني كهينا هكذا علّمتني هكذا أورثتني قوتها وعقلها الراجح، لكني خفتُ وجبنتُ، وقرّرتُ أن تكون تلك الحادثة آخر مرة أُغضبها، قرّرتُ ذلك بعد أن واجهتُ حقيقة أخرى سهّلتْ عليّ الهروب من حقيقة ذلك الغداء.. سألتُ: لو أُجبرتُ على الاختيار، من سأختار؟ جوابي لم يتطلب لحظة تفكير: "أرفض الكون وأختارها". بعد ذلك قرأتُ رسالة كريمة، أجبتها بكلمة "آسف." وعزمتُ على قطع كل صلةٍ بها.
بعد عودتي للمنزل، لم أستطع القيام بأي شيء غير انتظار عودة كهينا لأعتذر منها، فكرتُ في الاتصال بها لكني فضلتُ أن أكلمها مباشرة عندما تعود.. في بيت الجلوس استلقيتُ منتظرا عودتها حتى أخذني النعاس.
رأيتُ حلما جميلا.. كان غريبا جعلته غرابته أقرب للكابوس..

كنا ثلاثتنا في غرفة كهينا، كل شيء كان كما هو باستثناء السرير الذي لم يكن موجودا..
كنا عراة أنا وكريمة، على رأسها إكليل ياسمين وفي عنقي ربطة عنق حمراء، كنت أقف أمامها وكهينا ورائي.. لم أرَ إن كانت عارية هي أيضا أو ترتدي شيئا لكني رأيت أنها كانت الفاعِلة المديرة لكل شيء.
نظرتُ لكهينا ورائي فأومأتْ لي أن نعم؛ جثوتُ على ركبتيّ، وضعتُ يدي اليمنى على رجل كريمة اليسرى ثم يدي اليسرى على رجلها اليمنى ونظرتُ إليها.. آلمتني رقبتي كثيرا قبل أن أتكلم، شعرتُ بسكين مغروس فيها حاول منعي من أن أتمكن من النظر إليها لكنه لم يستطع.. رقبتي كانت الأقوى، وكان السكين الأضعف..
قلتُ: "أتقبلين بي يا ابنة العاهرة؟"
ابتسمتْ، نظرتْ لكهينا وقالتْ: أقبل يا ابن العاهرة.
ثم مدّتْ لي يديها وجذبتني إليها لأقف....أمامها، همّتْ بتقبيلي فسارعتُها بالسؤال: "والعاهرة؟" أجابتْ: أقبلْ.
دخلت كهينا بيننا فتراجعت كريمة إلى الخلف، ثم عاودت التقدم حتى التصقتْ بها ونفس الشيء فعلتُ.. كهينا كانت طويلة، رأسي لم يتجاوز كتفها ورأس كريمة لم يتجاوز صدرها..
ثم جلست كهينا على الأرض، ووضعتنا في حجرها؛ صرنا رضيعين كل منا يرضع من ثدي، كان خمرا مذاقه حلو كأنه عسل، لم تقل كريمة شيئا وواصلتْ تشرب أما أنا بكيتُ وصرختُ: "ماما! أنا أكره العسل!"
ثم فُتح باب الغرفة، ودخلوا..
جيوش لا تُحصى أعدادها، أفرادها ضباب وعقارب وأفاعي، وقفوا وصوبوا أسلحتهم وانتظروا الأمر حتى دخل آمرهم.. بكتْ كريمة وبكيتُ، خافتْ وخفتُ، لم نخف من الجيوش لكن خفنا من آمرها؛ كان مخيفا ولا يُوصف، لا شكل محدد له، يتغير في كل لحظة إلى شيء مختلف ومخيف..
ضحكت كهينا، قالت: "لا تخافا"، ذهب خوفي فرأيت الجيوش وآمرها يخرجون من الغرفة، أما كريمة فكانت ترتعش وتبكي وتشير بأصبعها نحو باب الغرفة وتصرخ..
أمسكت كهينا بيد كريمة، نظرتْ لي وابتسمتْ فابتسمتُ، ثم عضّته حتى قطعته وجعلتْ تمضعه حتى طحنته...
في تلك اللحظة كنا أنا وكريمة نرضع كلّ من ثدي، أبعدتْ كهينا ثديها من فمي وأفرغتْ جلّ ما في فمها في فمي.. كنتُ بلا أسنان فلم أمضغ وبلعتُ.. كان الطعم لذيذا، ثم فعلتْ نفس الشيء مع كريمة بالقليل الذي بقى في فمها.. ثم عدنا كما كنا، كل يرضع من ثدي..

كانت الثامنة عندما استيقظتُ، السابعة وصلتْ كهينا.. لم أتحرّك، فقط فتحتُ عينيّ فوجدتُها تجلس أمامي.. لم تُغيّر ملابسها بعد، منذ دخولها جلستْ تنظر لي، تنتظر أن أستيقظ.
لم أتكلم، نظرنا طويلا كل إلى عيني الآخر، دون حركة، دون كلام.. نظرات قالت كل شيء، لم تهرب من مواجهة الحقيقة، واجهناها معا وقلنا كل شيء دون كلام..
كانت دقائق معدودات تمنيتُ ألا تنتهي أبدا، تمنيتُ فيها أن يقف الزمن.. أُجيب عن كل سؤال، وقيل كل ما لم يُقل سابقا.. انقشع الضباب وغاب الخوف، رأيتُ فيها ما تجاهلت وما عاد عندي فرق بين حياة وبين موت..
دمعتْ عيناها، فقسمتْ دموعها ظهر تلك الدقائق، قالت كلمة: "أنا آسفة"، ثم عادتْ أين كانتْ.. عادت ولم تعد؛ نظراتها تغيرتْ، رأيتُ أما تنظر رضيعها.. تغيرتْ نظراتي؛ رأيتُ أبا ينظر صغيرته.. حب، حنان، عشق، جنون، قوة ووحدة لن يستطيع أحد إضعافها أو كسرها..
قلتُ: "رأيتُ حلما"،
قالت: "حضر في الوقت المناسب، جيد.. بعد كابوس اليوم"..
قلتُ: "لم تغيري ملابسك.."،
قالت: "سأفعل وأعود"،
قلتُ: "سأنتظركِ"،
قالتْ: "لن تضجر؟"،
قلتُ: "أبدا!".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??