الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يكون جمال خاشقجى خالد سعيد السعودية؟

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2018 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



يثير الاهتمام الدولى المتسارع والضاغط بقضية مقتل جمال خاشقجى فى القنصلية السعودية باستانبول تركيا الانتباه حول المقصد النهائى لهذه الضغوط الدولية الهائلة التى تتعرض الدولة السعودية عقب هذه الحادثة

وتكاد ان تكون هذه القضية هى الشاغل الشاغل للميديا العالمية والقنوات الاخبارية مثل
البى بى سى وفرنسا 24 والالمانية وسى ان ان بل وقناة الجزيرة القطرية وما ادراك ما الجزيرة، وبعد مرور عشرات الايام ومازالت كبريات الصحف العالمية ايضا تتحدث عنها بشكل لافت ويخالف كل الاعراف الصحفية مع السعى دائما لاضافة جديد فى التغطية

وللدلالة على هذه التغطية المنحازة وغير المنصفة علينا ان نراجع التغطية الاعلامية لمحاولة التخلص من العميل الروسى سكربال فى بريطانيا وكذلك عملية اغتيال شقيق رئيس كوريا الشمالية فى ماليزيا فلم تحظى ايا منهما بمعشار قضية خاشقجى

ولا يعنى تساؤلنا عن السبب الذى يدعو الاعلام العالمى الى الاهتمام المفرط بهذه القضية قبولنا لها او القبول بالقتل خارج دائرة القانون للمعارضين فى اى دولة وتحت اى مسمى

ولكن ما يحدث يدعو للتساؤل فهى فى كل الاحوال قضية جنائية تورطت فيها شخصيات نافذة ولايجب ان تمر دون حساب ولكن هذا شأن سعودى بحت

اننى اعتقد ان ما يحدث هو محاولة لخلق رأى عام داخل السعودية بدعم دولى لااعادة بناء الدولة السعودية لتختلف كليا عن الماضى
وللغريب فان هذا السعى الاوربى الامريكى لم يكن بعيدا عن فهم السلطات السعودية فى شخص ولى العهد محمد بن سلمان حيث سعى الاخير الى احداث تغيرات دراميتيكية فى المجتمع السعودى مثل السماح بقيادة المرأة للسيارة واتاحة الحفلات الموسيقية والراقصة وهى مظاهر تتعارض كليا ومظاهر التدين السلفى الوهابى السعودى والذى ترعاه جماعة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر

ولعل سهولة ما حدث من تغيير فى السعودية بل وتحول رجال الدين الذين كانوا ينكرونه بالامس الى دعمه اليوم اغرى شهية المعارضين لاحداث تغيرا حقيقيا يطال البنية الفكرية لنظام الحكم متوشحا بشعارات الحرية والديمقراطية

ولا يغيب عن البال ان جمال خشقجى قد سعى فى الفترة الاخيرة الى بناء تحالف او جبهة تعمل ليس على تغيير الحكومات ولكن على نشر الوعى العام والتوجه الى الشعب ونشر قيم الحرية والديمقراطية وحق الاختلاف وتقوم هذه الجبهة بالضغط للتغير من الداخل

وبالتاكيد فان طموحات القيادة السعودية الجديدة لم تكن لترقى الى هذا المستوى من التغيير وربما فهمت الدولة العميقة فى السعودية هذا الامر فكان اغتيال جمال خشقجى

ولكن لما كانت الرياح تاتى بما لاتشتهى السفن فقد كانت عملية القتل داخل اسوار القنصلية بمثابة الهدية الممتازة للغرب وامريكا للسعى لاحداث التغير الهائل المنشود فى السعودية
ولايستبعد ان يكون قد تم استدراج السعودية لهذا الفخ ليكون جمال خاشقجى خالد سعيد السعودية

سنرى فى قادم الايام مدى صحة هذا التصور ومدى امكانية استخدام هذا الورقة للضغط على السعودية لاحداث تغيير جوهرى فى بنيتها الاساسية من خلال الضغط الدولى المتواصل والالحاح الاعلامى الذى يستهدف الداخل السعودى
ولكن علينا الا ننسى بحال ان المصالح الاقتصادية الغربية منها والامريكية ستكون لها الاهمية القصوى بحيث ان قضايا الحرية والديمقراطية ستتوارى فورا اذا شعر القادة الغربيون والامريكيين ان رؤيتهم فى التغيير للسعودية قد تصيب مصالحهم الاقتصادية بادنى ضرر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 59.39%.. نسبة المشاركة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: لماذا الإقبال -القياسي- على ص




.. الانتخابات التشريعية في فرنسا.. ما دور الجمعية العامة؟


.. أميركا.. بايدن يجتمع مع عائلته اليوم لمناقشة مستقبل حملته ال




.. 3 قتلى من حزب الله في قصف إسرائيلي على بلدة -حولا- جنوبي لبن