الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا كل هذه الضجة على خاشقجي ؟

حسين عبد المعبود

2018 / 10 / 28
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لماذا كل هذه الضجة على خاشقجي ؟
الدم كله سواء ؟ ولكن لماذا كل هذه الضجة التي حدثت بعد مقتل خاشقجي ؟ وهل دم خاشقجي أفضل من الدم الفلسطيني ، أو الدم اليمني ، أو الدم السوري ، أو الدم العراقي ، أوالدم الليبي ، أو الدم المصري ؟
دم خاشقجي ليس أفضل من الدماء التي تراق يوميا في فلسطين ، وسوريا ، والعراق ، وليبيا ، ومصر ، وفي أماكن كثيرة ، ولكن لأن قتل خاشقجي كان على يد قتلة مارقين ينتمون إلى مؤسسات سيادية لمملكة آل سعود التي تدََّعي أنها قد أُسست لتطبيق شرع الله ، وعلمها يحمل عبارة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) .
دم خاشقجي ليس أفضل من أي دم ، ولكن قتل خاشقجي تم داخل قنصلية يفترض أنها توفر كل ضمانات الأمن والأمان لكل مواطن يلجأ إليها ، خاصة لو كان من رعاياها ، وبهذه الفعلة الدنيئة ضرب وتلاعب واستهتار وعبث بكل الاتفاقيات والأعراف الدولية ، بما لا يدع مجالا للشك في أن السعودية دولة غير مسئولة ، ويجعل الجميع يشعرون بالقلق ، ولا أمان لأحد مهما كان موقعه ، خاصة لو كان مسئولا ، أو دبلوماسيا ، ولا أمن ولا أمان في أي مكان في العالم حتى لو كان هذا المكان قنصلية أو سفارة .
دم خاشقجي ليس أهم من دم الفلسطينيين أو اليمنيين أو غيرهم ، ولكن حدوث القتل داخل القنصلية جعل العالم ينتفض ليس لقتل خاشقجي فقط ، بل للحفاظ على الاتفاقيات والأعراف الدولية من العبث ، وهي فرصة لقوى التحرر في كل مكان للتنديد بهذا الفعل القبيح ، واستغلاله لفضح الطغاة المستبدين على أمل كسب بعض النقاط لصالح الباحثين عن الحرية ، أو كسب جولة يتبعها جولات أخرى حتى يتم تحرير شعوب منطقتنا من الطغيان والاستبداد .
العالم تحركه المصالح ، والتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان قيم ومبادئ تحرص عليها دول العالم الكبرى في التعامل مع شعوبها ، لكن في تعاملها مع دول مثل دولنا فالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان شعار تستغله لإرهاب السلطات التي تمثل عقبة في سبيل تحقيق مصالحها ، وليس حرصا علينا ، ولأن حكامنا والحمد لله لم يتولوا علينا عن طريق الصندوق الانتخابي الحر النزيه ، وإنما تولوا بالسيف أو الدبابة ، أو صندوق انتخابي غير حر ، وغيرنزيه مدعومين بقوى كبرى تحميهم حفاظا على مصالح هذه الدول ، وبالتالي ولاء هذه السلطات للقوى الكبرى وليس لشعوبهم ، وفرصة الباحثين عن الحرية تواجد رجل مثل أردوغان الذي يدير الموقف ببراعة ، ويعمل على أن تظل القضية مشتعلة لأطول وقت حتى لا تستفيد السعودية من عامل الزمن الذي تعول عليه وتفلت من العقاب ، وإذا سقط العرش السعودي سقطت عروش ، وإذا اهتز اهتزت وهي بداية السقوط لكل عروش الاستبداد والطغيان .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل الحادثة.. رسالة مسربة حول طائرات الرئاسة في إيران


.. 10 ساعات من التضارب والتخبط في إعلام إيران حول تحطم المروحية




.. خامنئي يكلف محمد مخبر برئاسة إيران لفترة مؤقتة


.. مقرب من خامنئي.. معلومات عن محمد مخبر خليفة رئيسي




.. الخارجية الأميركية: وفاة رئيسي لن تغير موقف واشنطن الأساسي ت