الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كَهِينَا (9)

سلام محمد المزوغي

2018 / 10 / 28
الادب والفن


أمام منزل كريمة توقفتُ، نزلتُ وعقدها في يدي، اتصلتُ بها وأنا أنظر إلى الأرض.. إلى رجليّ. لم تُجبْ وجعلتني أنتظر حتى سمعتُ أغنية بلغةٍ أحبها تقول أنه سينتظرها إلى الأبد، وقفتْ أمامي وقالتْ: "اتصل مرة أخرى" ففعلتُ، لم تقل شيئا وكذلك أنا، وضعتْ الموبايل على السيارة وقالت: "هل أستطيع؟"، لم أفهم قصدها فسألتُها: "تستطيعين ماذا؟" فأجابتْ: "بالتأكيد أستطيع!" و.. حضنتني..
في يدي اليسرى الموبايل، وفي اليمنى الياسمين وبينهما.. كريمة.. ضغطتْ بقوة بيديها على ظهري حتى شعرتُ أن ثدييها قد سُحقا على صدري، حَضرتني بعض اللباقة في تلك اللحظات السريعة فأبعدتُها عني إلى الخلف لألبسها قلادتها، لكنها تداركتْ لباقتي وعادتْ إلى حضني، نظرتُ إلى منزلها أمامي لأرى أمها واقفة في الطابق الثاني تنظر.. ارتبكتُ قليلا، وبسرعة حوّلتُ نظري بعيدا عن تلك النافذة، ولأبعد الشبهات عني، وضعتُ يداي كل يد على كتفٍ واكتفيتُ بذلك هامسا لكريمة: "أأأ.... أمكِ وراء النافذة.."، ضحكتْ دون أن تُغادر مكانها: "لا تهتمّ، إنها الخادمة"..
كانت لحظات جميلة، لا أُنكر ذلك.. لكني لم أسمح لها بأن تَفعل ما فعلتْ، ارتمتْ عليّ بغتة! لم يعجبني كثيرا أن أشعر بثدييها، بل شعرتُ بكل شيء وهي أيضا! التصقتْ بي بشدة حتى شعرتُ بها قد صافحتْ الرفيق الأسفل! أنا رجل وتعودتُ ألا ألصق فخذيّ ببعضهما عندما أجلس أو أقف، لو كنتُ امرأة لتعلمتُ أصول الشرف والعفة وكيف ألصقهما ببعض وأقطع كل سبيل على المغامرين المُعتدين.... لكنها كانت لحظات جميلة، لا أستطيع إنكار ذلك..
سألتها: "أين نذهب؟" فقالت أنها تريد أن نمشي، لا تحب السيارات.. قالت أنها كانت ستركب لو كانت سيارتي لكنها لن تفعل لأنها تريد أن يكون لقاؤنا فريدا، قالت أنها لو ركبتْ ستكون القصة ركيكة ككل الناس؛ قالت أنها لا تريد أن تعيش كالناس ولذلك لم تختر ابن شرف ونسب بل اختارت ابن عاهرة..
ابتسمتُ، قلت لها أنها ليست فريدة في اختيارها فهي أيضا مثلي ابنة عاهرة ولا أمل عندها في أن يرضى بها أبناء الشرف والنسب..
عند إجابتي تغيرت ملامح وجهها، فتيقنتُ أن اللباقة جافتني مرة أخرى؛ كريمة تعرف كل شيء عني وتعرف أني تعودت على تلك المسبة حتى صارت لا تعني لي شيئا وربما أضحكتني، الجميع يعرف أني بلا أب أي كما يقولون "ابن عاهرة"، أما بالنسبة لها فلا أحد يعرف أنها متبناة غيري علاوة على اهتمامها بمعرفة أبويها الحقيقيين عكسي أنا الذي لا يعني لي الأمر أي شيء.. اعتذرتُ منها فقالت: "لا يهمك، ثم أنا من بدأتُ.."
كنا بجانب السيارة أمام منزلها، لم نتحرّك بعد فسألتها عن اسم أمها، فاستغربتْ وسألتْ عن الإضافة التي سأجدُ من وراء سؤالٍ كسؤالي! اعتذرتُ مرة أخرى وقلتُ أني سأسكتُ أحسن لكي لا أغرق أكثر.. قالت أن لا مشكلة عندها، أنها لم تُخفِ عني أي شيء ولا تريد إخفاء أي شيء عنّي، وقالتْ الاسم!
قالت أن أبويها أعلماها أنهما لم يُغيِّرا الاسم الذي اختارته أمها الحقيقية، كانت تلك رغبة الأم.. تركَتْها لمن سيتبنّى ابنتها.. لم أُفكّر كثيرا، وقلتُ لكريمة مازحًا أنّ الاسم الي ذكرَتْه هو نفس اسم رفيقة كهينا وأننا بذلك نصبح إخوة.. كنتُ أمزح لكنّ كريمة لم تكنْ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان