الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر حول مقتل الخاشقجي

محمد أحمد الزعبي

2018 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


وجهة نظر حول مقتل الخاشقجي
د.محمد أحمد الزعبي
28.10.2018
لاشك أن مقتل الإعلامي السعودي جمال الخاشقجي ، الذي كان يقيم قانونياً في الولايات المتحدة الأمريكية ، ويعمل في جريدة " واشنطن بوست " ، بعد أن تم توجيهه من السفارة السعودية في واشنطن ، والتي سفيرها هو السيد خالد بن سلمان ( أخ محمد بن سلمان )، إلى اسطنبول لمتابعة إجراءات زواجه من السيدة (خديجة جنكيز) التركية الجنسية في القنصلية السعودية ، حيث تمت تصفيته في داخلها في الثاني من شهر اكتوبر 2018 ، إنما يعتبر عملا شائناً ومداناً ، وتقع مسؤوليته الأخلاقية والسياسية على كل من له علاقة في هذا الموضوع(من أدنى السلم إلى أعلاه ). ولكي لايظل هذا الموضوع يدور تائهاً في لعبة الزمان والمكان والأشخاص ، بين واشنطن والرياض واسطنبول ، رأى الكاتب أن يوضح مايعتقده تفسيراً منطقياً ومقبولاً لهذا الموضوع ، وذلك كما يلي :
1. لقد أخذ هذا الحادث ، من الإهتمام العالمي ، إعلامياً وسياسياً ، مالم يأخذه مئات القتلى من الإعلاميين في كل من العراق وسوريا ومصر واليمن ( على سبيل المثال لاالحصر) في السنوات القليلة الماضية . بل إن السيد راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة بتونس ، شبه مقتل الخاشقجي بالصورة البشعة التي جرت في القنصلية السعودية باسطنبول بإحراق المرحوم محمد البوعزيزي نفسه في تونس والذي أيقظ موته الضمير العالمي ، ونضيف نحن وأيضاً فجر الربيع العربي .
2. ويعود السبب برأي الكاتب بهذا الإهتمام المتضخم بقضية المرحوم جمال خاشقجي من جهة إلى أن مثلث الدول المرتبط أسماؤها بهذا الموضوع ( أمريكا /ترامب، السعودية ، تركيا ) هي دول كبرى ( سواء بنفسها أو بحلفائها )، وتهيمن على القسم الأعظم من الإعلام العالمي ( مباشرة أو مداورة ) الذي يدير " معركة خاشقجي " بكل أبعادها وزواياها ( المضيئة والمظلمة )، ومن جهة أخرى بسبب الطريقة البشعة التي تمت تصفيته (كمعارض) بها في القنصلية السعودية في اسطنبول .
3. إن أنظمة الحكم قي كل من أمريكا وتركيا هي أنظمة رئاسية ، في حين أن النظام السعودي نظام ملكي وراثي ، أي أن رؤساء هذه الدول الثلاث هم من يحكم وبالتالي هم من يقررومن يأمر، مع بعض الفوارق المعروفة بين هذه الأنظمة الثلاث بطبيعة الحال .
4. من المعروف أن العلاقات الدبلوماسية والسياسية ، بين تركيا وكل من أمريكا والسعودية ، ليست إيجابية ، في حين أن العلاقات بين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ( ترامب ) وولي عهد المملكة العربية السعودية ( محمد بن سلمان ) هي " سمن على عسل " ، ولذلك فإن الكاتب يتفق مع ماقاله بعض المعنيين في أمريكا وغيرها ، من أن ولي العهد السعودي يمكن أن يكون قد تصرف في هذا الموضوع من عنديته ، معتقداً أو متوهماً أن رئيس أقوى دولة في العالم بات ، في جعبته . وهو ماعملت تغريدات ترامب في بداية الأزمة ، على توكيده ! وأدت إلى أن بعض المشرعين الجمهوريين قد نأوا بأنفسهم عن تغريدات ترامب وتصريحاته حول هذا الموضوع ،
5 .إن العلاقة الإيجابية بين ترامب ومحمد بن سلمان ، تعود بصورة أساسية ، إلى عدم اعتراض السعودية على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كجزء مما بات معروفاً بـ " صفقة القرن " ،وإلى استعداد محمد بن سلمان لأن يقود بنفسه عملية التطبيع العربي والفلسطيني مع إ سرائيل والتي ستمثل الإنجاز الأكبر لرئاسة ترامب . ولذلك فإن الإسرائيليين قد صرحوا بان هذه القضية ( الموت في القنصلية )قد افسدت عليهم صفقة القرن .
6. إن انضمام عبد الفتاح السيسي ، إلى السعودية والإمارات والبحرين في أزمة قطر ، إنما يدخل إضافة إلى مسألة ( الرز ) في هذا الباب ، باب الإعتراف بإسرائيل والتطبيع معها . إن زيارة نتنياهو لعمان يوم امس ، إنما يدخل بدوره – برأينا - في إطار التطبيع العماني مع إسرائيل كمدخل للتطبيع الإيراني والقطري لاحقاً معها. وبهذا تكون مراهنة محمد بن سلمان(إن وجدت ) على دورِ إسرائلي في تحجيم نظام ولاية الفقيه في طهران ، قد اصبحت في خبر كان .
7. في إطار مايقبله العقل ، لايرى الكاتب وجود إمكانية فعلية وحقيقية لأمرين اثنين: الأول هو أن يكون محمد بن سلمان قد أعطى الأمر لمسؤولي الأمن الذين قدموا إلى اسطنبول بقتل وتقطيع الخاشقجي وإحضار جثته مقطعة معهم إلى الرياض ، والثاني ، هو أن يكون قتل الخاشفجي وتقطيع جثته بالصورة الوحشية التي وصلت الى أسماعنا ، قد تم ( في حالة صحته ) تنفيذاً لأمر ملكي ملتبس ورد على لسان ولي العهد بصورة عفوية ، تتمثل في قوله للمكلف بموضوع الخاشقجي ( والله أعلم ) : ( أريده حياً أو ميتاً هنا في الرياض ) ،الأمر الذي اعتبره هذا المكلف بالموضوع أمراً ملكياً للتنفيذ (!!) وليس للاجتهاد ، وكان ماكان .
7. يعتقد الكاتب أن بعضاً من جثة المرحوم جمال خاشقجي ( ولعله جزء هام )هو الآن في الرياض وليس في اسطنبول ، أما بقية أجزء الجسم (الجثة)، فيمكن أن يكون قد تم توزيعها وإخفاؤها في أمكنة مختلفة من غابات (أوربما مياه) مدينة اسطنبول . وهذا هو السبب(وجود جزء من جسم الضحية في الرياض ) وراء تمنع السعودية عن الإفصاح عن مكان الجثة .
8. إن تسارع كل من الملك سلمان وابنه محمد وترامب إلى التواصل المباشر وغير المباشرمع أردوغان ،الذي لايكنون له الود ، كما يعلم الجميع ، إنما يشير بصورة شبه مؤكدة إلى مسؤوليتهم الشخصية ( المباشرة أو غير المباشرة ) عن هذه الجريمة ، ومحاولتهم إقناع أردوجان بالتوقف عند هذا الحد من التحقيقات والتسريبات في هذه القضية ، مقاب تطبيع الدولتين علاقاتهما السياسية والإقتصادية مع نظامه .
9.إن وضع ترامب لل110 مليارات دولار ( ثمن أسلحة الدمار والقتل ) في كفة ، ودماء خاشقجي في الكفة الأخرى ، إنما هو خروج مفضوح وبائس ومعيب ، على كافة القيم الأمريكية والأوربية والإنسانية في آن واحد .
10. في حال عدم قبول أردوغان بالطلب السعودي الأمريكي بالتوقف عن متابعة التحقيق في موضوع خاشقجي ، فإنه سيتم - برأينا - نقل الموضوع برمته إلى عهدة الأمم المتحدة ، التي ستقوم بتشكيل لجنة تحقيق دولية ، سوف تستمر ولايتها (كالعادة )عدة سنوات تقضيها متنقلة بين نيويورك وواشنطن والرياض وأنقرة واسطنبول ، " وعيش ياقديش تايطلع الحشيش " . ورحم الله الخاشقجي وألهم أولاده وعائلته وخطيبته الصبر ، ولعن قتلته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج