الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التواجد العربى فى معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام

مجدى يوسف
(Magdi Youssef)

2018 / 10 / 29
حقوق الانسان


يختلف معرض فرانكفورت للكتاب عن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى معلم رئيسى، هو أنه سوق للكتاب فى المقام الأول، وما تقدم فيه من ندوات تستهدف التسويق للكتاب. فالثقافة هنا تابعة للسوق، وليس العكس كما هو الحال عندنا فى معرض القاهرة الذى يعد تجمعا سنويا للمثقفين العرب وبعض الأجانب أحيانا. وليس ذلك مما يعيب معرض القاهرة ، فهدفه مختلف عن معرض فرانكفورت، وإن سعى لمحاكاته على نحو أو آخر. إذ أن دور الدولة كمنظم لمعرض القاهرة واضح، بينما هو ليس كذلك فى معرض فرانكفورت.
وقد تنافست أكثر من مائة دار للنشر على مستوى العالم أجمع فى فرانكفورت هذا العام لتقديم آخر منتجاتها فى عالم الكتاب، ساعية فى ذات الوقت لتجاوز أزمة النشر الورقى فى مقابل الالكترونى بتقديم ما يحث القارئ على اقتناء الكتاب بما يتميز به من طباعة خاصة جذابة، وفى موضوعات لا تتوفر بالضرورة فى وسائل التواصل الالكترونى، ككتب الأطفال بمجسماتها، وكتب الكبار الذاخرة باللوحات الفنية المحاكية للأصول الملونة بدرجة عالية من الاتقان فى نقل أطياف اللون ودرجاته المتعاشقة. كما تفننت دور النشر المشاركة فى المعرض من دائرة الحضارة الصينية فى تقديم تراثاتها الفنية والحضارية الضاربة فى التاريخ بصور حقا مبهرة تحث القارئ على تعلم اللغة الصينية عن طريق اللعب بأشكال كتابتها المركبة كى تصبح فى تمايزاتها الدالة على صوتيات ودلالات مختلفة مجرد موضوع للبهجة والسمر. أما الحضارة الكورية فتفاخر بأنها سبقت "جوتنبرج" الألمانى فى اختراع تقنية الطباعة على أرضها.
فإذا ما انتقلنا لقاعات العرض العربية فماذا نرى فيها : إما كتبا منشورة فى دور حكومية لا تعنى أحدا من رواد المعرض سوى بعض زواره العرب، أو تعظيما من شأن الثقافات الغربية على حساب العربية المحدثة، وذلك مثلا بتقديم محاكاة لمتحف اللوفر ، ولجامعة السربون فى ستاندات بعض دول الخليح "العربى" التى سعت لاستجلابها وإنشاء محاكاة لها فى دويلاتها، وكأن تلك الدول الخليجية تخجل من أن تقدم ما يتميز به تراثها المجتمعى والثقافى الخاص بها. ولولا المحاضرة التى ألقاها الدكتور القاسمى ، حاكم الشارقة ، فى المعرض لما كان لنا نحن العرب فى معرض فرانكفورت للكتاب أية تواجد فى هذا المحفل العالمى. بل أنى حين اقترحت على القائمين على أحد مقار ناشرينا المصريين فى المعرض أن أعرض فى ذلك المقر نسخة من الكتاب الذى أصدرته حديثا بالانجليزية والفرنسية فى كمبردج بالمملكة المتحدة تحت عنوان: الإسهام العربى المعاصر فى الثقافة العالمية: حوار عربى – غربى ، لم أجد حماسا لعرضه ، وعندما سألت المسؤول عن مقر أهم دار نشر مصرية فى المعرض عما إذا كان ينوى أن يقدم هذا الكتاب غير المسبوق محليا ولا دوليا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب قال لى: سنعرض ذلك أولا على لجنة حتى تقره من عدمه !! فكأن تقديم الإسهامات العربية فى مختلف التخصصات الحديثة فى المعارض الخارجية ومعارضنا العربية يعد بمثابة العورة التى يجب تجنبها بينما نحرص على محاكاة منجزات الغير المهيمن حضاريا ولغويا فى عالم اليوم.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو


.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين




.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا




.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب