الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغفري لي

عبدالله عيسى

2018 / 10 / 31
الادب والفن


بما خصّني منكِ ما أبدع الله ُ من أجلنا كلّنا
كلما مسّني ، إذ تهبّ رياحكِ ، ماءُ الغوايةِ .
قد لا أعودُ إلى جسدي كاملاً من بقايايَ كاملةً
بالذي شقّ أنفاسيَ الصاعداتِ إلى ركبتَيْ من أحبُّ بنايي ،
وملحِ خلايايَ أبيضَ من غير سوءٍ ،
ومعجزتي أنني لم أقلْ للمغنّي أعِدْ ،
بل أعدتُ أغانيّ من سارقي سيرتي كي أجيئكِ بالحرثِ أجملَ من صورتي في الإطارِ القديمِ ،
بمن جرّب الراحتين بخوفِ ابن آوى
،
وصبرِ الحلازينِ والحبقِ المنزليّ ، وحنكةِ ما دبّرتْ دودةُ القَزّ في الدغل ،
والنسرُ فوق معاصمِ صيّادةٍ مترفين ،
بخيبةِ ظنّ الذين رأوا قمراً ساجداً لي
ولم يبصروا جسدي قائماً بينهم يرتقي غدهم درجاتٍ على حافّةِ الجُلجلةْ .

إغفري لي إذا شئتِ .

وحدي تخلّيتُ عنّي بلارحمةٍ منذُ أدخلتِني ملكوتَكِ
، فيما المرائون والكافرون بمعجزتي ،
والذين مضوا خلف ظلّكِ ، يرمونني بالوصايا .
وماجئتُ إلا لكي أهبَ اليوم من لا يزالُ على هيأتي تلكَ مملكةَ الحبّ
.
ليس سكونُ المرايا التي هرمتْ في المعابدِ ،
ليست مخيّلةُ الأشقياء الذين أرادونني جثّةً بينهم ،
أو ذهولُ الرواةِ من السيرِ خلفَ خطايَ البعيدة فوق المياهِ ،
ولا حسراتُ القضاة على حافّة النطق بالحكم ،
أو يأس ُ من صلبوني ،
يعيدُ إليّ الذي سوّلتْ لي فكرتي :
ذاكَ وجهي انظريهِ ، يُطهّرْكِ من خبثِ آثامكِ المترفاتِ التي هرمت في مراياكِ .
ذا ألمي صاعداً ظلّهُ ، في ارتباكِ الشعاعِ الذي ضلّ في قاعِ عينيكً ِ، فوق الصليبِ ،
لأحملَ وزرَكِ عنكِ ،
وأحميكِ منكِ بموعظةِ الجبلِ المهملةْ.

إغفري لي متى شئتِ .
لم أبنِ جسراً لنسقط منهُ معاً أوفرادى ،
ودرّبتُ ، في خلسةٍ عن يدي، قدمي الرقصَ فوقَ شظاياالزجاجِ
التي أورثتها مكائدُ تفّاحتيكِ العظيماتُِ لابن الزنا والسبيلِ ،
ولم أرمِ بيتاً ولا امرأةً حجراً قبل هذا .

فلا تغفري لي إذا شئتِ .
آيتيَ الحبّ منذ ولدتُ ، ويوم أموتُ وأبعثُ .
بالحبّ
ينتصرُ العاشقون على الموتِ ،
والقانطونَ الذين إذا أمهلوا يأسهم غفلةً ورثوا زفرةَ السنبلةْ .

لست أحتاج مغفرة كي أصدق أن خطايايَ مُلكُ يمينِ سواي .

كما يتألم عشبُ الحديقة حين
تمرّين ،
والرمل ُ في لوحة الزيت فوق الجدار،
وأنثى الأفاعي التي عثرت في حديثِ العُصاةِ على جلدها في خزانة بيتكِ ،
والملحُ ينمو كصبر الحصى في عيون صغار التماسيح في سبَخاتكِ مذ خنتِ خبزي الأخيرَ وأطعمتِه للكلابِ التي ضلّتِ القافلةْ .

إغفري إذا شئتِ ،
أو إن تشائينَ لا تغفري .

لم تعدْ تلكمُ المسألةْ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟


.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت




.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني


.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار




.. تعمير - المعماري محمد كامل: يجب انتشار ثقافة البيوت المستدام