الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاهيم ثورة الحسين

نبيل نريمان عبدالله

2018 / 11 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


انتهت قبل أيام قليلة زيارة الأربعين عند المسلمين الشيعة، تلك الزيارة التي يتوافد خلالها الحجاج من بقاع شتى في العالم ليتجمعوا في مدينة كربلاء المقدسة لأحياء ذكرى مرور أربعون يوما على استشهاد الامام الحسين وأخيه الامام العباس وثلة من آل بيت الرسول ومحبيهم من الصحابة والتابعين. لا اريد ان اتعمق في الجانب الديني من الموضوع فليس هذا هو هدف مقالتنا لهذا اليوم بل سأركز على تلك الواقعة التاريخية والتي مثلت جانبا من الصراع التاريخي بين الخير والشر وهذه المرة كان الخير في اعلى درجات النقاء اما الشر فقد كان أيضا في اعلى درجاته ولكن من ناحية الخسة والنذالة والفساد.
فقد انحرفت الدولة الإسلامية عن أهدافها السامية الأولى التي تأسست على أساسها وتأثر بها الملايين واتبعوا تعاليمها حيث استشرى الفساد في أركانها وتحولت الى أداة لغرض تحقيق الفائدة والمنفعة الشخصية من قبل ولاتها وحكامها، وكان لا بد من مواجهة ذلك الشر ولكن من يجرؤ على مواجهة ذلك الحاكم المتجبر والذي يسيطر على مقدرات دولة ضخمة فالنتائج سوف تكون كارثية على الجهة التي سوف تقرر دخول المواجهة.
تجسد القرار عند الامام الحسين وقرر مواجهة الظلم وكان هدفه الأساسي ثوريا وهو التصدي لذلك الطغيان لاسترجاع القيم الأساسية التي قامت عليها الدولة الإسلامية في زمن جده رسول الله ولم يكن هدفه الانتصار الآني بل كان هدفه هو إيصال رسالة عبر الزمان والمكان عن ضرورة التصدي للظلم مهما كانت النتائج وان وصل الامر الى التضحية بالذات فالموت اهون من العيش في ذلة وانكسار، وحدثت الواقعة وتواجه الطرفان في حالة من عدم التكافؤ العددي وحدث ما حدث واستشهد الامام الحسين ومعه مجموعة من الاصحاب والاقرباء بعد بطولة ثورية قل نظيرها ولكن تحقق الهدف الاسمى فقد خلدت تلك الواقعة عبر الزمن والى يومنا هذا لتكون درسا في البطولة والايثار والشجاعة وانتصارا معنويا لجانب الحق من خلال عدم الركوع امام الشر فجانب الشر ومهما تعززت قوته بالعدة والعدد فانه طرف ضعيف من الناحية الروحية والمعنوية وذلك نابع من ايمان داخلي بالخطأ .
هناك مفاهيم رئيسية من الممكن استنباطها من تلك الواقعة ومنها مفهوم الشجاعة والتضحية بالذات في سبيل تحقيق العدل والمساوة وتصحيح المسار المنحرف ومقارعة الفاسدين والظالمين تلك الصفات ان تم تطبيقها في واقعنا الحالي ولو بدرجات اقل فستكون هناك نتائج إيجابية في تصحيح واقعنا المرير ولكن تلك الصفات ليس من السهولة التحلي بها فالنفس البشرية ليس من السهولة تطبيعها بتلك الصفات وان الامر يحتاج الى مطاولة ومقارعة للشهوات الداخلية أولا لضمان الصدق في الأفعال فالوصول الى تلك الصفات التي حملها الامام الحسين هي حلم لكل من يقف في جانب الخير، ومن المهم في واقعنا المعاصر ان تكون تلك المفاهيم ومفهوم الرسالة التي أراد ان يوجهها الامام الحسين حاضرة عند استذكار تلك الواقعة التاريخية وان كانت تلك الواقعة محزنة في جانبها العاطفي ولكنها مليئة بالأهداف السامية التي مثلت خارطة للطريق للذين يريدون العيش بكرامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي