الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهلا وسهلا بإسرائيل إلى نادي ال 22 دولة

عودة بشارات

2018 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



في احتفال استقبال السبت، الذي أقيم قبل نحو شهر في نيويورك، وصف وزير الإعلام أيوب قرّا لقاءً بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو و«زعماء في محيط الشرق الأوسط»، فقال إنهم نظروا إليه بأعجاب، «وكأنه زعيمهم»، لا أقل من ذلك. واضاف: «يتطلعون إليه، ويريدونه، هو جزء لا يتجزأ مما يجري في الشرق الأوسط، وبدونه الوضع متعثر».
ها قد ظهر لنا فرع جديد لحزب الليكود ـ فرع منتدى زعماء الدول العربية. إن وصف الوزير قرّا مناسب أكثر لاجتماع انتخابي داخلي للحزب حيث يقص فيه نتنياهو القصص العجيبة عن زوجته سارة، أو بالعكس يمكن القول: «أهلا وسهلا بالمنضم الجديد لنادي الـ 22 دولة عربية، ليس بصفته عضوا لا سمح الله، بل بصفته زعيما يثير إعجاب الجميع».
تثبت الزيارة التاريخية الأخيرة في عُمانأن أقوال قرّا تعكس الواقع حقا. هناك استقبله السلطان قابوس بن سعيد رئيس الحكومة استقبال الملوك. وميري ريغف، وزيرة الثقافة، زارت أبو ظبي، والله أعلم في أي دولة من الدول العربية يتجول الآن مندوبون عن إسرائيل كأنهم أصحاب بيت.
يتبين الآن أن الدول العربية مفتوحة أمام إسرائيل أكثر مما هي مفتوحة أمام الفلسطينيين. وبعد ذلك يقولون لهم «لديكم 22 دولة». مع ذلك، لم أفهم لماذا شارك رئيس الموساد، يوسي كوهين في الزيارة. تسفي بارئيل كتب: ليس من المستبعد أن نخمن أن الموساد الإسرائيلي أخذ مكان وكالة الاستخبارات البريطانية في حراسة الديكتاتور في عُمان، السلطان قابوس («هآرتس»، 28/10). حقًا إنه لأمر يبهج الروح. مبروك، للكولونيالية البريطانية في عُمان هنالك من يكمل طريقها.
ولكن، إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم ينضم وزير التعليم نفتالي بينيت للزيارة من أجل تعزيز العلاقات التعليمية وأن يمنح إخوته في عُمان دروسًا في التشدد الديني؟ وماذا بشأن الوزيرة ريغف؟ كان يمكنها أن تشرح لهم كيف يبدو الولاء في الثقافة القومية. ومن المهم كذلك حضور وزيرة القضاء أييلت شكيد من أجل أن تتعلم من العُمانيين طريقة الحكم.
بالمناسبة، ليس قرّا فقط من تفاخر بالعلاقات مع زعماء عرب. آخرون كثيرون يعودون متأثرين بعد كل لقاء شبه سري مع ممثلي العائلة المالكة السعودية تحت صولجان ولي العهد محمد بن سلمان، ويتحدثون عن طموح السعودية ودول خليجية أخرى لإقامة علاقات اقتصادية وسياحية مع إسرائيل، لكنهم يخجلون بسبب حقوق الفلسطينيين المسحوقة.
ثمة محور في الشرق الأوسط يتشكل من ثلاثة أضلاع: دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان (وهو على رأس كتلة تضم مصر أيضا). الآن أحد الأضلاع تم كشفه بكامل عريه وقسوته. وعندما يتطلب الأمر صوتًا شجاعًا وأخلاقيًا ضد العمل الرهيب لمحمد بن سلمان الذي حسب كل الإشارات هو المسؤول عن القتل المروع للصحافي السعودي جمال الخاشقجي، فإن إسرائيل تلتزم الصمت، سواء في أوساط الائتلاف أو المعارضة. وبالذات فإن الرئيس ترامب هو يطلق،هنا وهناك، تحت ضغط الرأي العام الأمريكي، إدانات وتهديدات ضد السعودية. وكل ذلك في الوقت الذي وقّعت فيه الولايات المتحدة على صفقات بمئات مليارات الدولارات مع المملكة.
الرأي العام الأمريكي، بواسطة الصحف وأعضاء الكونغرس، لا يسمح لإدارة ترامب بالمرور مر الكرام على هذه الجريمة، ولا أحد هناك يتهم وسائل الإعلام بأنها تخرّب الاقتصاد.
في إسرائيل، كما هو الحال دائمًا، حتى لو كان الأمر يتعلق بالعلاقة مع ديكتاتور، فإن الجميع يهللون. حاكم عُمان، قابوس، يبدو على هيئة المنقذ للسياسة الخارجية الإسرائيلية، ونظام الأخلاق في إسرائيل توقف عن العمل. ولكن حتى لو جاء جميع زعماء الدول العربية ووقفوا على باب نتنياهو مثل المتسولين، فإن إسرائيل ستبقى مرفوضة بسبب النفور منها من قبل الانسان البسيط في العالم العربي، طالما أنها تقوم بسجن الفلسطينيين خلف القضبان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صـــرخـــة
غسان صابور ( 2018 / 11 / 2 - 09:36 )
صرخة إضافية ضائعة ـ مع مزيد الحزن والأسى والفشل الإنساني ـ بوادي الــطــرشــان... والـــعـــربـــان!!!...

اخر الافلام

.. الأحزاب الانفصالية في كتالونيا تخسر الأغلبية في الانتخابات ا


.. بلينكن: الاجتياح الواسع لرفح سيزرع الفوضى ولن يؤدي إلى القضا




.. ترقب في إسرائيل لأمر جديد من محكمة العدل الدولية في قضية الإ


.. طائرتان مسيرتان عبرتا من لبنان إلى إسرائيل وانفجرتا في منطقة




.. الإعلام العبري يرصد التوتر المتصاعد بين إسرائيل والولايات ال