الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيما صباح / نُضجٌ ملفتٌ للانتباه

حسناء الرشيد

2018 / 11 / 2
الادب والفن







كنتُ قد كففتُ عن كتابة مثل هذه المواضيع المختصة بتحليل القصائد منذ زمنٍ ليس بالقليل وما ذلك إلا لانشغالاتي المتعددة ولأن مثل هذه المواضيع تستلزمُ الكثير من الوقت وتستنزف مشاعري فعلاً كلما قمتُ بالكتابة عنها ..

لكن بعض الشعر ( سحر ) ومن منّا لهُ القدرة على مقاومة السحر مهما حاول ؟

وما لفت انتباهي لقصيدة اليوم ليس جمال حروفها وصورها الشعرية فحسب ، بل لأني فوجئتُ حقاً بمدى نضج شاعرتها مما جعلني أظنُ حقاً أني أقرأُ لها من جديد ، ففي هذه الأبيات قرأتُ لــ ( إيما ) مختلفة للغاية وأعترفُ أني لم أكن قد رأيتُ هذا الجانب المهم منها في قصائدها السابقة رغم أني قمتُ بكتابة موضوع خاصٍ عنها قبلاً ، وكنتُ قد ذكرتُ فيه أني أجد الحضور الأنثوي واضحاً للغاية في قصائدها لكني اليوم أراها قد كبرت شيئاً فشيئاً بين أبيات قصائدها وصارت تدعو كل من يقرؤ لها للتوقف قليلاً عند هذه النقطة تحديداً قبل الولوج إلى دواخل القصيدة ( وهذا ما كان يجول بخاطري حال قراءتي الأولى ) ..

أما حين أعدتُ القراءة من جديد فقد وجدتُ أن إحساسي الأول بالحروف لم يخطئ أبداً وهذا ما أكّدهُ لي مطلعها :

غيّرني الهجر صرت انهطر بالصوت
وانه احچاية اسم الله افزع لكل عاثر


وبرأيي أنكِ تغيرتِ للغاية يا ( إيما ) والبيت الأول كان يصف الإنسانة فيكِ ، لا الشاعرة أبداً ، فالإحساس الحقيقي هو ما يصل إلى القلب مباشرةً وأنا لم أجد صعوبةً في تلقي هذه الإشارة الرائعة منكِ عن نفسك ، فتلك الروح التي تكاد تقعُ مغشياً عليها خوفاً وفرَقاً من سماع الصوت حتى ، هي المعيار الحقيقي للتغيّر الذي لن أقول عنهُ سلبياً بقدر ما سأصفهُ بأنهُ تغييرٌ مؤذٍ للشخص نفسه لأنه سيكونُ محفوفاً بقدرٍ كبير من رهافة المشاعر التي قد يوجعها الهواء حتى إن مرّ عليها في لحظة سكونٍ ودِعَة .

ثم تستمر في تحديد مظاهر وجعها حين تقول :


التكسره الشمس ينجبر بس بالطيف
وعيوني ويه اهلها نعاسها مسافر

( فكيف بمن لا يغمض لهُ جفن من أن لا يبدو هذا واضحاً للغاية على ملامحه ؟؟ )


وكل ما حولها يشفقُ عليها من النوم والراحة :


تندلني السما شما نمت جرح بگاع
النجم ندهة جروح الضوه المتناثر


ثم تنتقل للإجابة عن بعض الأسئلة التي لا نسمع فيها صوت من يسأل بل لا نعرف أسئلته حتى ، لكننا ندرك معانيها من خلال إجاباتها هي حين تقول :


شلتمّ والحنين يحارب الملموم
من صمّ روحي چفي شگد طلع خاسر

والإجابات لا تنتهي عن هذا الحدّ ، فليلها قد ينتهي ولكن :


هسه الليل يگضي من احط خلگي وياه
بس من يگضي حيلي بياهو افض باچر ؟


والسؤال مؤلم فعلاً ..


أما عنه ، ذلك الحبيب المهاجر أو المفارق ربما فهي تعود من أفكارها وتساؤلاتها لتخاطبهُ ( هو ) بصورةٍ مباشرة :


وانت ولا نِشِد منك يطَيب البال
يلوحشة وداعك والية الخاطر

ويا للحزن الكبير والانكسار الأكبر في طريقة كلامها معه !


والكلام وحده لا يكفي مما يدعوها للانتقال للشكوى والصراخ كي تتمكن من التعبير عن عن حالها بفراقه :


ابّختمن شوغتي وشمّ الهوى المحروگ
وچويات الظنون المالهن آخر ؟؟

وهي هنا تصف الحال المؤلم لكل من فارق عزيزاً بصورةٍ دقيقةٍ للغاية .


أما عن مشاعرها حال سماعها لأغنية حزينة أو (موالٍ) مثلاً فهي تُجسدهُ هنا بصورةٍ استطاعت من خلالها التعبير عن حال الفاقدين لأحبتهم بصورة واضحة ومؤلمة للغاية في ذات الوقت :

بچاني الصبا ونغّمت بيّه الويل
حنّيت وعزفني العود من خاطر


ثم تستمر في الكلام عن لهفتها الكبيرة للقاء ذلك الحبيب وحزنها البالغ الذي حاولت وصفهُ بشتى الطرق ثم قررت أخيراً أن تكتفي بتقريب صورته للآخر وجعلهُ يشبه (الموت) تماماً وهل بعد الموت من وصفٍ أو تعبير :


لا بردت لهفتي ولا فترلي ونين
الفاگد حزنه يبدي بطيحة الچادر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان


.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي




.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء