الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باب الطباشير وفرانكشتين في بغداد

عبدالله النائلي

2018 / 11 / 3
الادب والفن


هذه المقالة القصيرة سوف تزعج الكثير من أصدقائي؛ لذلك أحب أن أنوه أني أحب سعداوي كإنسان، لكن هذا الكلام يجب أن يقال:

أتيت بانطباع مسبق بأن أحمد سعداوي كاتب ممتاز، وكنت على استعداد نفسي حقيقي لكي أحبه، فقررت أن أبدأ بقراءة باب الطباشير التي قيل لي إنها أفضل أعماله. في البداية لم أشعر بأية متعة، لكنني لم أفقد صبري حتى وصلت صفحة 100 ، بعدها دخلت في صراع مرير مع الصبر حتى أكملت الرواية ، وكانت مملة جدا وتفتقر لعنصري الأصالة والإبداع، إضافة إلى الأخطاء النحوية واللغوية المهولة ( وهنا أحسست بخوف شديد ، نعم خوف شديد، فهل ندرك معنى الخطأ النحوي في عمل أدبي معروف؟!)
انتقلت بعدها إلى فرانكشتين في بغداد ( الحاصلة على البوكر)، فكانت صدمة كصدمة باب الطباشير وتزيد عليها.

وما يجمع بين الروايتين، على اختلاف أسلوبيهما، هو التشتت الواضح ، والقفز غير الرشيق بين الأفكار والانطباعات، مع التراكيب المرتبكة في أكثر الأحيان واللغة الفقيرة التي تشي باحتياج فعلي إلى قاموس لغوي أوسع ، يضاف إلى كل هذا ضعف الحبكة و تشابك الخيوط السردية في خيال الكاتب.

وهذا الرأي لن يضر الكتابين وكاتبهما شيئاً؛ فالكاتب ناجح والروايتان ناجحتان.

ولست عدوا للنجاح، ولكنني مستغرب أشد الاستغراب من هذه الهالة الضوئية التي أحاطت بالعملين، مع أنهما لا يقارنان فنياً بالكثير من الأعمال الروائية العراقية المعاصرة كبابا سارتر أو سابع أيام الخلق مثلاً، أما اذا قارناهما عربيا فإننا نجازف بهما، وقد يحتج أحدهم فيقول أنها وصلت للعالمية وترجمت للعديد من اللغات، لا بأس يا صديقي لكن ضع في حسبانك : أن يترجم العمل ويباع ليس معناه أنه أصبح عالمياً حتى لو ترجم لمائة لغة وبيعت منه ملايين النسخ ، يجب أن يكون العمل مؤثرا عالمياً. أجاثا كريستي مثلا ترجمت وبيعت بالملايين لكنها لم تترك قيمة أدبية مؤثرة. هي هكذا القصص البوليسية التي تنتمي إليها فرنكشتين مرغوبة دائما.

وهنالك أعمال عراقية لكتّاب من جيل سعداوي أعلى مستوى من فرانكشتين وباب الطباشير، وبالمحصلة هنالك كتّاب عراقيون أعمق وأنضج بكثير من تجربة سعداوي فمثلا علي بدر يتربع على عرش السرد العراقي منذ بداية الألفية الثالثة وحتى الآن وأراهن على أنه سيستمر في هكذه المكانة طويلا، بما يملك من أدواة لغوية وفنية عالية، ولأسلوبه المميز الخاص به.
ولا بد لن أورد في هذا المقال القصير بعض الملاحظات لأختم بها:

*1كنت فرحاً جدا باسم احمد سعداوي كممثل للسرد العراقي ولكنني صدمت جدا بالمستوى وأدعو أن يكتب ما هو أعمق في قادم الايام وخصوصا أن شهرته تجعله داخل مسؤلية كبيرة.

*2 لست هاوياً فأنا من مدمني قراءة السرد العالمي والعربي من ثيربانتس إلى يوسا وباموق ولم يبق كاتب معروف لم أقرأ منجزه، وجميع أصدقائي يعرفون ذلك.

* 3كل من يخالفني الرأي يجب أن يكون مطلعا على أحد العملين أو كليهما وإذا كان كذلك يجب عليه أن يبين لي مواطن القوة فيهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة