الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحدث

أحمد الشطري
شاعر وناقد

(Ahmed Alshtry)

2018 / 11 / 3
الادب والفن


في ساعة ما من الزمن، استيقظ الناس من نومهم، وراح كل واحد يحدق في من يجلس، او يقف، او يستلقي بجانيه. لا احد يعرف احدا، ولا احد يعرف المكان الذي هو فيه. بعضهم نهض دون اي كلام، وانطلق هائما في الطرقات. لا احد يعرف عن ماذا يسال؟ او بماذا يتحدث؟ او حتى كيف يتحدث؟ الذين شعروا بالجوع، او بالعطش اخذوا يتذوقون الاشياء التي تقع امامهم دون ان يعرفوا عنها اي شيء. الذين كانوا عراة خرجوا عراة، والذين كانوا يرتدون ملابسا، او بعض ملابس ابقوا عليها كما هي. لم يفكر احد ان يغير شكله، او هندامه. ليس هناك اي شيء يثير اهتمامهم سوى ذلك الضياع الذي هم فيه. لا احد يحب احدا، ولا احد يبغض احدا. كانوا يدورون في فضاءات لا يدركون ما هيتها، وينظرون الى اشياء لا يعرفون اهميتها. كان كلّ شيء هادئا. لا اصوات، ولا ضجيج. حتى الطيور لم تعد تمارس فعل الطيران، او الزقزقة. حتى البهائم كانت تسير بصمت. كان الناس، والحيوانات بشتى اصنافها ينتشرون في كل مكان؛ في الشوارع، والبيوت، والصحارى، والغابات، والجبال دون اي توجس، او خوف، فهم في الحقيقة لا يعرفون شيئا اسمه التوجس، او الخوف. وكان كل من شعر بالجوع يأكل ما يجده امامه بعد ان يستسيغه، او ينجذب اليه بواسطة النظر، او التذوق دون ان يتذكر ما ملأ به معدته في اللحظة الماضية. لم تعد الذاكرة، او الغريزة تختزن ما اكتشفته في اللحظة الماضية. كانوا دائما يحاولون اكتشاف الاشياء التي حولهم. ولذلك كانت حدقات عيونهم مليئة بدهشة الاكتشاف دائما. كل من تعب ينام حيث شاء، وكيفما شاء. وقد يصادف ان يناموا ملتصقين ببعضهم، او متباعدين حد الوحدة. لم يكن اختلاف الاشكال، والالوان، والهيئات يميز احدهم عن الاخر؛ حتى ان فضلاتهم كانت تخرج بشكل فوضوي. لم يكن ثمة اماكن تحرك الغرائز الجنسية او تثيرها .
بيد ان الصدفة جمعت ذات مرة رجلا، وامرأة ناما ملتصقين ببعضهما، فاحس الرجل بتصلب عضوه الذكري عندما تلامس مع جزء من جسد المرأة التي كانت بجانبه، وشعرت المرأة برعشة غريبة تسري في جسدها، دون ان يدرك اي منهم السبب في ذلك؛ غير انهما التصقا ببعضهما بقوة اكثر، وما ان بلغا ذروة النشوة حتى انفتحت ذاكرتهما، وبدأ سيل الذكريات يتدفق كما يتدفق الماء من ينبوع.
دفع ذلك الاكتشاف العظيم الرجل، والمرأة الى تعليم كل من حولهما متعة ما اكتشفاه، فبدأت ذاكرة المخلوقات تعود للعمل شيئا، فشيئا حتى عاد الناس والاشياء مثلما كانوا عليه.
ومع عودة الفضائيات و وتقنيات الاتصال الى العمل من جديد عرف الناس ان حربا حدثت في ذلك اليوم استخدمت فيها اسلحة من الاطراف المتحاربة تفقد الكائنات الحية ذاكرتها .
في اول اجتماع لمجلس الامن بعد الحرب قررت الدول العظمى تحريم تصنيع تلك الاسلحة واستخدامها وتدمير ما تبقى منها غير انهم اختلفوا على هويات اللجان التي تشرف على تنفيذ التدمير ومراقبته.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص