الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقرير السياسي

الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزية

2006 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ انهيار التحريفية السوفياتية ومعسكرها سجلت الامبريالية انتصارا في العالم ولشعوبه اخفاقا خاصة التي كانت تناضل من اجل حريتها وتقدمها في ظل التوازن العالمي فانصاب التحريفيون في العالم بصدمة وذهول حيث كان الذي يعبدونه قد ذاب كقطعة من الثلج في الماء فتبددت احلامهم العصفورية بالانتصار السلمي على الرأسمالية وذهبت كل التنظيرات والحجج التي كانوا يسارعون لتبرير اي خطا من المعسكرات التحريفية ويدفعون الرفاق في ساحات محرقة البرجوازية من اجل دعمها ضمن سياق النهج التحريضي العالمي كذلك كان تأثير انهيار المعسكر الشرقي له انعكاس مباشرعلى دول العالم الفقيرة والتي تتشبث من اجل حياة حرة كريمة ..
ان اول المهرجين الشامتين على انهيار المعسكر الشرقي حلفاؤهم الذين كرسوا كل الجهود لدعمهم سياسيا واقصاديا وعلى شكل جبهات داخلية يسندها السائرون خلفهم ومن المؤلم ما ان مضت فترة قصيرة على انهيار هذا المعسكر حتى بدات الاحزاب السائرة في ركابه تنتقده وتعلق على شماعته كل عجزها وخذلانها في قيادة شعوبها نحو التحرر والاشتراكية فاعلنت التخلي عن اسم الحزب الشيوعي وبجرة قلم حذفت من قاموسها دكتاتورية البروتارية والنهج اللينيني في التنظيم ...فامست لا لون لها ولا طعم في الشيوعية .نعم اصابهم عمى الالوان فباتوا لايميزون بين المراحل النضالية اوبين التكتيك والاستراتيجية . فاصبحت بنظرهم اشرس دولة امبريالية في العالم صديقة وامل الشعوب في الحياة فبدأوا يفلسفون للنهج الامبريالي باحتلاله للعام على انه خطوة ايجابية في تحضر العالم المتخلف وفي واقع الحال هم اكثر من المتخلفين في فهم دور الثائر الشيوعي في العالم وان الصراع لن ينتهي ما ان وجدت طبقة مٌستغلة ومستغًلة وان الصراع الطبقي في العالم اشتد اكثر من ذي قبل وتنوعت اشكاله في مشروع عولمة العالم وفي ظل اعلان الطبقات البرجوازية في العالم اسنادها للامبريالية والخضوع لها خاصة لامريكا التي تسعى للاستحواذعلى ثروات الشعوب والتحكم بمصائرها باسرع وقت .. وان اوربا حليفتها لم تنجو من محاولاتها للسيطرة عليها وحسب تطورات النزاع ومحاولة حسم هذه الصراعات لكل منهم لصالحه ..
ان الحرب الكونية التي خلقتها امريكا باسم الارهاب والتي تبتز به شعبها وشعوب العالم تحت راية الخطر الوهمي الذي يهددها فتخلق لها نفير دائم وجيوش تحتل احتلال مباشر او تهدد به ..وهكذا ديدن للراسمالية للسيطرة على العالم وباسرع مايمكن وباقل خسارة مادة وبشرية مسخرة عملائها القدماء والجدد من حكام ومنضمات عالمية خاصة الامم المتحدة التي اضحت حاملة اختام طبع الموافقة على كل الاجراءات الامريكية في محاربة الشعوب المظلومة وتعطيها الشرعية الكاملة فبالرغم من اعتراف امريكا وبريطانيا انهم اخطأوا في تقديراتهم بوجود اسلحة الدمار الشامل في العراق لم تغير المنظمة الدولية اي شيء من موقفها بعد هذا الاعتراف بــل استمرت فـــي غيها واعتبرت الاحتلال الاجنبي للعراق كان

(1)



موفقا واصبح العراق محررا فيه قوات متعددة الجنسيات لتدفع عنه مسؤولية الخسارة التي الحقت بالعراق نتيجة احتلاله من قبل القوات الاجنبية والانكى من ذلك اعتبرت العراق مستقلا ذا سيادة وطنية وحسب طلب هذه الحكومة الموالية لامريكا بابقاء الجيوش الغازية لحاجتها لحفظ الامن وبناء الجيش والشرطة للسيطرة على الشعب .
ان هذه الحكومة رغم حصولها عالى اصوات ناخبيها الا انها لم تمتلك القرار الوطني والحكومة القادمة لاربع سنوات بعد مسرحية الانتخابات هي الاخرى لم تمتلك القرار الوطني ولم تخرج من دائرة الولاء للامبريالية وخداعها لناخبيها بشعارات زائفة تتكشف عن زيفها خلال هذه المرحلة المؤقته ولم يحصد الشعب منها غير الوعود الكاذبة وليحققوا لهم مكاسب خاصة على حساب بيع الوطن ارضا وشعبا . ومقرا لها لنشوء الارهاب المتعدد الجنسيات في مشروعها السياسي ينفذه اقزامهم باسم الديمقراطية والحرية والسلام هذا الخطاب الجديد بديلا لخطاب صدام القومي والديني وفلسطين ولم يقدم هذا الدكتاتور سوى مايهدم هذه الشعارات .
لقد عبر الكثير ممن ساهموا في الانتخابات عن خيبة املهم لما بذلوه من اجلها رغم الظروف الامنية السيئة . نحن نعلم اللعبة جيدا الا ان جماهير المغيبة عن المسرح السياسي لم تجني الا على ضياع الامن والاستقرار السياسي والانهيار الاقتصادي وتردي الاوضاع الخدمية من جميع الاوجه خاصة في الصحة والماء والكهرباء والمحروقات وغياب البطاقة التموينية وعدم تشغيل المعامل المتوقفة, فوق كل ذلك البطالة المدمرة .. ان الجماهير المغيبة سياسيا ً تحتاج الى التجربة في الوطنية والاختيار لتربط التطورات الحاصلة والمسببة لكل ذلك حتى تتمكن من تصويب الهدف وهو الاحتلال والطبقة المستغلة البرجوازية المرتبطة بالرأسمال العالمي .


احتلال العراق

منذ احتلال العراق وعدوا الشعب ان العراق سيكون الولاية الخمسين للولايات المتحدة الامريكية من حيث التطور والازدهار والمؤلم حقا من كانوا يحسبون انفسهم وطنيين يساريين اصبحوا بوقا للاجنبي وتناسوا ان اليسار الثوري هو من يقود الناس للاتجاه الصحيح فيغير الحال من والى احسن الاحوال بالنضال ولن يكن عن طريق استجداء تبرعات لبلد يطفو على ثروة هائلة تحت الارض وفوق الارض والتي يجري نهبا من المحتلين واذنابهم منظمات وشخصيات تحت شعارات ملونه بالوان تعدد جيوش الاحتلال وجواسيس الدول المجاورة والصهيونية .
كـــان احتلال العراق بشكل غير اعتيادي ككل احتلال اذ وضع لـه سيناريو محكم تــم تنفيذه

(2)




امريكيا مئة بالمئة ومنذ فترة ما بعد حرب الخليج اتضح للعالم كله كيف انقذت الامبريالية صدامها من الانتفاضة الشعبية وسعت عسكريا على عودته للسلطة لكن من دون سيطرته على كل العراق اذ اقتطعت شمال العراق من تحت حكمه لغرض كانت تعد له وفي هذا الجزء الذي سمي بكردستان المحمية لم يتحرك صدام لتحريرها من الامريكان ولم يكن له مثل هذا القرار لانه خاضع لارادتهم .
اما الزعيمين الكرديين القوميين فينسقان المواقف مع امريكا وصدام . اما ما تسمى المعارضة العراقية التي اتخذت من شمال العراق ملجأ لها لــم تقم هي الاخــرى بـأي نشاط
عسكري ضد النظام انطلاقا من تلك المناطق وكان من المعتاد سابقا في حروب النضال لاسقاط اي حكومة مركزية او اضعافها تبدا من كردستان لكن الامر في هذه المرحلة الكونية الجديدة للامبريالية جعلهم رموزا ليس الا وحدد دورهم في اصدارات صحف وكتب واذاعات لتحرير العراق عن طريق امريكا والتي اعلنت انها قادرة على تغيير صدام متى ارادت لمصلحة امريكا ودليل على ذلك سمحت امريكا لقوات صدام ان تدخل مدينة اربيل وتضرب رموز المعارضة اضافة الى احتلالها لمعسكر تجميع العسكريين الفارين من النظام فاخذت هذه القوات حريتها برميهم بالرصاص بعد اعتقالهم في داخل المعسكر وانسحبت بعد ذلك بشكل هاديء دون اعتراض من القوات الامريكية ولا من القوات التابعة للزعامة القومية الكردية اذ كان السيناريو معدا لتهيئة الاجواء ان لا يكون للمعارضة العراقية اي قوة يحسب حسابها في اسقاط النظام حتى الذين تعاونو معها لن تعطيهم دوراً سوى دور مخابراتي ووساطة ورشاو لازلام النظام من مسؤولين عسكريين عندما احتل العراق. وقد تم اعداد المعارضة بشكل يكونوا فيه اداة طيعة بيد الامريكان ومخططاتهم بعد ان هيأت الاجواء السياسية المحلية والاقليمية والعالمية لاحتلال العراق واسقاط رأس النظام وليس كل النظام المتمثل بزمر صدام والطبقة المستفيدة منه , فكان احتلالاً غير مبرراً قانونياً من جميع الوجوه والاعراف والاخلاق الدولية لكن امريكا وحليفتها انكلترا كشرتا عن انيابهما بعد انهيار المعسكر الشرقي واصبحتا لاتخشيان لومة لائم ا و احراج دولي بل جعلت من الدول الاوربية تتنازل وتؤيد اجراءات الاحتلال واعتبارها تحريراً للعراق كذلك ما تسمى بالامم المتحدة المقامرة على حياه الشعوب لم تكن الا غطاء للامبريالية العالمية ولاتزال تمارس هذه السياسة رغم اتضاح انحرافها وتآمرها على الشعب العراقي . ضمن هذه الاجواء احتلت القوات الاجنبية بلدنا وبأبشع صور الاحتلال اذ دمرت البنية التحتية الاقتصادية والخدمية للبلاد ودمرت مقرات الوزارت مع مؤسساتها وحرضت على النهب والسلب العام الا وزارة واحدة امنت الحماية لها وهي وزارة النفط كذلك عمدت على حل كل القوات العسكرية للجيش العراقي الذي لم يقاتل اغلبه
واستسلم من دون قتال بعد خيانة وهروب قياداته ليسلموا على ارواحهم وهروب الدكتاتــور

(3)




واختبأ في جحر وقد سلمه اقاربه العسكريون مقابل اموال حيث غيب صدام الدورالوطني وجعل المال هو المعيار للامانة والاخلاص فسقي مما سقى الاخرين به...
ان المحتلين لم يقضوا على الرؤس الصدامية التي تعلم علم اليقين بأن لديهم القدرة والتحرك لتقديم الخدمات لها حسب الظروف الملائمة الا انها حلت كل الجيش العراقي مما افقد العراق هويته الوطنية كدولة واصبح العراق مفتوحاً ومنهوباً لكل من هب ودب من جواسيس اوربية واقليمية وصهيونية ومن دول الجوار فهؤلاء جميعاً يعملـــون لمصالـــحهم
ضمن حدود التحـــالف مع قوات الاحتـــلال وهكـــذا اصبح وامسى العـراق مقرا للارهاب
العالمي المخطط له ان يكون هذا الدورمهيأ له تخادما مع قوات الاحتلال وكان العراقيــــون
يــلاحظون في عهد الطاغية صدام كيف كان يسمح للتنظيم السلفي بالعمــل بحريــة الا انهم
تحت سيطرته وجرت محاولات قادها عسكريون سلفيون فقضى عليهم صدام رغم ذلك ابقى تنظيمهم المدني ينشط في الجوامع هكذا هيأ لهم مقدما اسباب وموطيء قدم للارهاب ,فاعلن المجرم بوش قرارا وبدون دبلوماسية وخجل يقول لشعبه انه ابعد الارهاب عنهم واضحى يحاربه في العراق وهو الخط الاول في صراعه معه وهذا الاعتراف دليل لجعل العراق مجزءا ومحطما ارضا وشعبا .


القوى السياسية والاحتلال

ان الذين قدموا وجاء بهم المحتل بعد دخول الجيوش الغازية جعلوا من قوات الاحتلال جيوش تحرير واخرون اعتبروها تحصيل حاصل لا مفر من تاييده لها لاسقاطها راس النظام......
الا ان هذه الشرائح البرجوازية هي ذات ارتباط مصلحي بالرأسمال العالمي لهذا السبب يؤيدون ويعملون وفق السياسة الامريكية باسم الحرية والديمقراطية والسلام ليظفروا مكاسب اقتصادية طائفية وقومية وعنصرية على حساب الوطن والوطنية فساهموا بشكل مباشر منذ بداية الاحتلال وتدنت نفوسهم الضعيفة على سرقة اموال مؤسسات الدولة المُنحلة النقدية فيها والعينية اضافة الى استلام مبالغ من الدولارات من دول مانحة للعراق لتدخل في جيوبهم بهذا كانوا المثل السيء في المسؤولية ,والبلد يعيش في تردي يومي فالوضع الاقتصادي منهار اصلا والبطالة في اعلى معدلاتها والارهاب واللصوص ينهشون المواطنين دون ان تكون لهم الحماية والحماية فقط لمن تنصبوا مسؤولين ...
اما جيوش الغزاة فهم يصولون ويجولون في البلاد ينشرون الذعر والدمار فيها ولهم القول الفصل في كل شيء ولن يكن لما يسمى الحكومة الوطنية المنتخبة سوى عشرة بالمئــة مــن

(4)



القرار الوطني فقد كان موقف حزبنا صائبا في الانتخابات الماضية ولمس المواطن مهزلتها
والكثير ممن ساهموا فيها ندم على ذلك كذلك الموقف من الدستور الذي اعد في ضرف غيرمؤاتي ومناقشته اججت الصراعات الطائفية والقومية والعرقية....
ان اي اجراء من هذا القبيل لتثبيت مثل هذا الدستور هو بمثابة سباق تلك القوى لتعزيز مصالحها في بنود الدستور مما يشتت البلاد ويمزقها غير مباليه بالمصلحة الوطنية .


الارهاب والمقاومة

لقد ذكرنا سلفا ان الارهاب نتاج امريكي وان تعددت الاسماء والاشكال وهو المطلوب للسياسة الامريكية في عراقنا الحبيب من اجل اجهاض اي مقاومة حقيقية الان او فيما بعد
إذ سيتم محاربتها بأعتبارها أرهابا وان تسويق امريكي للعالم يهددون به شعوب العالم
ويبتزون الحكومات للاصطفاف معهم في غزوهم للعالم وقد ذكرنا ان صدام كان قد هيء التربة الخصبة للسلفية وعلاقته مع منظمات ارهابية عالمية فبعد اسقاط هذا النظام تلبس اعوانه لباس الطائفية وأتحدت بشكل منظم مع الارهاب لتغازل به المحتل وتضمن لها العودة للحكم او حصة فيه بشكل مباشر او غير مباشر وقد استلمت هذه الزمرة اشارات من المحتل تعطيها دعما سياسيا وارهابيا ففي ذلك يمسك المحتل كل اوراق اللعبة السياسية في يده وحسب تطور الاحداث المتوقعة وغير المتوقعة الا ان الغيرة الوطنية لشعبنا ومايلاقيه المواطنون من تعسف وارهاب من جيوش الاحتلال يدفعه للمقاومة المسلحة وهو حق مشروع عندما تنتهك حرمات المدن والبيوت وتهدم على رؤوس ساكنيها ماذا يتوقع المحتل ردود الفعل ؟ غير المقاومة في ظل اليأس من اي مخرج يعطي الامل للمواطن في حياة آمنة فيها استقرار سياسي وخروج المحتلين من الوطن ليبنيه اهله بصدق .. عراق ديمقراطي موحد خالي من اي نوع من الدكتاتوريات وتحت اي مسمى يكفي شعبنا معاناته ولا يحتاج الى حاكم وحكيم بل يحتاج الى اخلاص وطني حر يخدم فيه الانسان دون تمييز وتفريق في المذهب والقومية والدين واننا نرى ان النضال السلمي المقاوم في الوقت الحاضر انجح السبل لتهيئة مشروع الوحدة الوطنية الرافضة لكل الاحتلال وداعمة للمقاومة في جميع اشكالها وحسب تطور الاحداث على الارض سياسيا وعسكريا ..





(5)




النضال المركزي

الية التحرك بالنضال في سبيل تحرير الارض والانسان :
قال رفيقنا الخالد فهد :-( كلما كنت اكثر شيوعية كنت اكثر وطنية )
( كلما كنت اكثر وطنية كنت اكثر شيوعية)
من اولى البديهيات للماركسية والينينية ان يقوم الشعب بمقاومة المحتل بشتى الوسائل المتاحة وحسب الظروف التي تحكم التوجه السياسي في البلد . فما بالنا نحن الثوريون نرى بلدنا قد دمر تدميرا كاملا في مرحلتين في الاحتلال الصدامي المحلي والجيوش الغازية وبات وطننا بلا هوية ومعروض للبيع في المزاد العلني حسب قانون ادارة الدولة الذي يجري تنفيذه ,ومستقبل عراقنا السياسي المظلم وينتظر ان تتحكم به الطائفية او القومية الموالية كلها للمستعمر اضافة الى اطماع دول كانت تحلم بابتلاع اجزاءً من العراق وهي من دول الجوار واخرى تهدد باجتياحه لحماية قومية ما . بهذا الشكل اين الوطنية ؟ من يوحد الشعب العراقي وتحت اي راية ؟ انما يوحد الشعب العراقي هونضال الشعب المقاوم للمحتل باسم الوطنية ورفع راية الوطن عاليا ولنكن نحن الطليعة الثورية التي تستطيع ان تغير وتقود عملية التغيير هذا هو الموقف المبدأي ,اما الاختباء وراء الامكانات وصعوبة التحرك بسبب انتشار التيارات السياسية الاسلامية فهذا العجز بعينه . لقد اثبتت التجربة ان الانسان العراقي رغم المحن وتربيته في ظل دكتاتورية مقيته احادية الجانب يبقى نبها وحساسا فهو اليوم غير الامس وكل يوم يتعلم الجديد وهذا هو الواقع ان عجزنا الجماهيري لايحق لنا ان نرميه على شماعة الاحزاب والقوى الاخرى انه واقع جديد يحتاج الى تكنيك جديد لتنفيذ سياسة الحزب ضد الاحتلال ومشروعه السياسي كي لانكون مثل النعامة عندما تضع راسها بالارض ولا ترى الاخرين ولكنهم يرونها وتنفي وجود احدا ان واقع الحال هذا الخلط والاضطراب السياسي والصراع الفكري للفرد الذي يعيش داخل نفسه يجعل موقفه متذبذبا بين هذه التيارات العديدة المتنوعة والمتشابكة والمتشابهة فعلى الثوري ان يجد صيغة ملائمة لنشر برنامجه والدخول الى عمق الجماهير وليس على هامشها خاصة بين الطبقة العاملة والمعدومين والمظلومين .
ان حرية المرأة من حرية الرجل فاذا كان الرجل مستلب الارادة كيف تحصل المرأة على حقوقها؟ يكون ذلك بنضالها الى جانب الرجل من اجل اخراج المحتل وبناء الوطن ثم اعطاء كل ذي حق حقه في الحرية في الحياة الكريمة فالنضالات المطلبية المهنية كلها تتوحد في الكفاح من اجل اخراج المحتل وتحرير العراق وبناء دولته الوطنية الموحدة خالي من الاستعباد والاضطهاد لكل الناس دون تفريق حيث ناضلت المرأة مع الرجل سوية ودفعوا ضريبة النضال فهم ينالون حقوقهم ولم يمنحهم احداً منة . في ذات الوقت لايجب ان نترك اي عمل جماهيري مهني او غير مهني دون ان يكون لنا دورا فيه او اي نشاط للاحزاب او المنظمــات من اجل ان نثبت موقفنا وليصطف معنا من يشابهنا بــهذا الهـــدف
(6)



المرحلي . فالانفتاح والاتصال بالاحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني لشرح موقفنا والتنسيق معها وطنيا بالغ الاهمية ماعدى الارهابيين وزمر صدام الذين يسعون لعودة الدكتاتورية ومن له مصالح مع المحتل . نحن حزب سياسي عريق له جذوره ووزنه تاريخيا وحاضرا رغم الحصار الذي نعانيه من القوى السائرة مع الاحتلال اننا نتقدم لكن ليس بالشكل المطلوب لصنع الفعل الثوري لصنع المهمات الصعبة لكنها ممكنة والثوري يصنع الممكن دون ذلك سيبقى حجرا يأكل بعضه بعضا تحت شعارات ومنطلقات غير واقعية للضرف الراهن ان الامتناع عن لقاء هذا الحزب او هذا التيار لاسباب بعيدة على الضرف الوطني وبلدنا محتل .. اننا لانخشى لومة لائم جاهل وبما اننا ثوريين نعمل المستحيل والمبادرة هي روح المناضل وكفانا البكاء على الاطلال والتغني بالماضي فالماضي مضى ونحن نحمل جزء من المسؤولية فاما ان نكون أو لا نكون . اننا على ثقة ان المناضل الحقيقي لا يعرف العجز والتقدم بالعمر لايعني الانهزامية بالعكس نعطي تجربتنا للشباب ونكون لهم المثل الاعلى في التضحية واسلوب النضال ...

كسب الشبيبة والطلبة

من الاساسيات كسب الشبيبة والطلبة عن طريق منظمات مهنية غير منظمة ثم تحويلها الى منظمات جماهيرية غير حزبية واختيار من يكون صالحا للعمل المنظم بعد تربيته في مجال الجماهيرية وهذا يحتاج الى تقدير جيد لكسب الشباب والطلبة وكيفية النفاذ الى افكارهم وتنويرهم بافكارنا وتوجيهاتنا التي لم يسمع بها اصلا المهم انشاء منظمات خاصة بهم والاختيار الدقيق في توجيهها وحسب طبيعة تفكير هذه المجاميع وتوجهاتها الثقافية العلمية والرياضية .....

العمل بين المنظمات الجماهيرية

غياب الشيوعين عموما على مدى 35 عاما من الدكتاتورية لم يكن حدثا اعتباطيا فان من اهداف الامبريالية التي نفذها صدام اعطاء زخما للطائفية التي في صفه والمعادية له اضافة الى التوجه الارهابي في فكر حزبه ومنظماته في خطاب كاذب معاد لكل ما هو تقدمي باسم الدين وقضية فلسطين والدفاع عن العروبة فكان تحصيل حاصل هذا الانحسار عن كل الجماهير خاصة المثقفين منهم ... عليه يستوجب بذل كل الجهد بنّاء للعمل في صفوف كل تجمع جماهيري منظم او غير منظم واتخاذ الاسلوب المناسب في المنطلقات الفكرية وتفسير الاحداث وفق منطلقات اكثر وعيا من ذلك التجمع ,نحن بحاجة الى ثوري واحد جيد في كل منطقة يؤدي الهدف في نشر برنامج الحزب وفضح السياسة الامريكية واهدافها والسائرين مــع نهجــها المظلل لجماهيــر الشعب يجب ذلك منذ اليوم الاول للاحتلال حتى
(7)



يومنا هذا نحن في تحليلاتنا ومواقفنا على صواب لاهداف الاحتلال ومن جاء معه . والمتتبع لسياسة الحزب من منظار مستقل يدرك ذلك بسهولة أننا نملك الحقيقة كلها لكنها أسيرة ومحدودة فيجب أن ننطلق لتعريف الشعب والقوى السياسية والاحزاب برامجنا واهدافنا ويخضع الرفيق أن قصر في ذلك الى المساءلة والحساب الشديد.


الطبقة العاملة

ان اكثر من تحمل الاذى والضرر من سوء الوضع الحالي هي الطبقة العاملة فالكثير من المعامل الحكومية معطلة كذلك القطاع المختلط والاشتراكي أضافة الى المعامل الاهلية في مختلف المجالات أصبحت غير قادرة على الاستمرار في ظل الفوضى في استيراد مواد يتم تصنيعها محليا اضافة الى ذلك عدم انشاء مشاريع جديدة أو تشغيل المتوقف ...هذه هي سياسة المحتل المتعمدة حيث أن الكثير من المناطق في العراق لم يصلها الارهاب بشكل منظم رغم ذلك أن العمل معطل فيها.
كما كنا نتوقع بما سيحصل منذ الاحتلال نراه على ارض الواقع الان ..ان الجوع لايرحم فان الانفجار قادم بين صفوف العمال والمضطهدين الذين يرون ان من انتخبوهم يزدادون ثراء وهم يزدادون الما ً وفقراً وضيقاً في المعيشة لهذا يتوجب التوجه بشكل مركزي لتحريض هذه الشريحة وتوعيتها بان البلاء الذي يسود البلاد اساسه الاحتلال وعملاءه سارقي ثروات البلاد لا هم لهم سوى الثراء غير المشروع والسريع ان البلاد اصابها الشلل الاقتصادي بعد الانتخابات والدستور فيوعدون الشعب بالرفاهية في بيع العراق لشركات اجنبية باسم الخصخصة والعولمة . لذلك يكون النشر الاعلامي التحريضي مهم جدا والمساهمة او قيادة اي تجمع احتجاجي مطلبي يوجه ضد الاحتلال ورموزه ..

من اجل جبهة شعبية وطنية

اننا كماركسيين نحلل الاشياء طبقيا ونقول ان المشروع السياسي الامريكي في العراق بدأ العد التنازلي لفشله وستنتفض هذه الجماهير المغرر بها اذ ان الفقر لاتسعفه مرجعيات دينية اوقومية فامام هذا التخبط المزري نريد نحن الشيوعيين ان يرتفع صوت الوطن في تلاحم وطني بجبهة شعبية ضد الاحتلال تكوّن الاطار الساسي العام لوحدة الشعب تحت راية تحرير العراق وهو اساس الخلاص من كل الدرنات والشوائب السياسية وان الطريق الوطني هو كفيل بصقل المواقف والتلاحم من اجل الوطن ومن اجل ان يكون العراق ديمقراطيا حقيقيا تكفل به حرية الانسان في كل شيء تحت راية وحدة التراب والعراقي من

(8)



شماله الى جنوبه . اننا يجب ان نمد ايدينا لكل من يريد ان يحقق ذلك حقا لا الى مكاسب مع المحتل او خدمة ًلمصالح دولية واقليمية ..
ان المحتل يلعب الاعيبه مع عملائه فيضحكون اليوم فرحين على تقسيم الوطن لكنهم كم سيبكون مستقبلا وستلقيهم الجماهير في اي مزبلة من مزابل التاريخ بعدما تكتشف حقائقهم .

هدفنا الاستراتيجي بناء عراق اشتراكي

كانت وستبقى الاشتراكية العلمية خادمة الانسان ومطورة له نحو التقدم والازدهار الانساني والاقتصادي والثقافي والعلمي أنها القانون المتجدد في خدمة البشرية جمعاء وكثيرا من الادعياء لبناء الاشتراكية شوهوها كالدكتاتور صدام وتكتلات برجوازية رفعت شعار الاشتراكية تمركسا في فترة النهوض الثوري حيث تم تطبيق تأميمات معينة للقطاع الخاص وجعلها للقطاع العام لا اكثرولا اقل . ان الطبقة العاملة وحلفاؤ ها من الفلاحين والمستضعفين في الارض هم اصحاب البناء الاشتراكي وبشكل يحفظ ديمومتها وتطورها في خدمة كل الشعب وبشكل يختفي فيه استغلال الانسان للانسان ..

الحركة الشيوعية والماركسية في العالم

بعد انهيار المعسكر التحريفي العالمي وبالشكل الماساوي والمؤلم وتفتت شمل السائرين خلف هذا المعسكر وكثيرا منهم من بدأ يسير وراء التنظير الامريكي الليبرالي فمنهم من غيّر اسم الحزب ومنهم من تنكّر للصراع الطبقي ومنهم من اصبح توفيقيا وغالبية قادة الاحزاب تركت العمل الحزبي لتشكل تكتلات ديمقراطية ذات نفع شخصي خاصة في العالم العربي اذ انقسمت احزابها الى احزاب وتجمعات لم يكن الخلاف خلافا مبدئيا اكثر مما هو شخصي وشعور قواعدها انها خدعت من قبل قياداتها فتحركت للانقسام هي الاخرى وكلها لن يكن لها دور مؤثر في شعوبها بل تفاوتت المواقف بين مواقف يمينية ومواقف انتهازية .
اما اليسار العربي وبشكل عام يسار مخدر ولم يكن لديه معالم اليسارية الحقيقية فمنهم من تراجع عن الماركسية فاصبح اما متطرف ديني او قومي او سائر وراء العربة الامريكية الاستسلامية ومن المؤلم والمؤسف ان هذا اليسار كان غالبيته مجيّرا لصدام الدكتاتور في دعم حكمه ومواقفه .. فلم نسمع يوما ان هذا اليسار اجتمع او عمل مهرجانا ًلنصرة شعبنا العراقي وهم يعلمون علم اليقين انه يعيش في قمع وحشي للحريات الحزبية والديمقراطية والانسانية فاصبحوا بذلك بوقا لصدام ولم يقفوا الموقف الصحيح من الاحتلال ومن الارهاب الذي يدمر ويقتل الشعب العراقي حتى هذه الساعة وكثيرا منهم يدعوالى عودة النظام السابق ويبدو ان دولارات زمر صدام لا تزال تضخ عليهم .. وما يؤسفنا ان الرفـــاق

(9)



والاخوة الفلسطينيين في الجبهتين الديمقراطية والشعبية الذين يدركون جيدا نوايا صدام من حركة التحرر خاصة والموقف من الشيوعيين العراقيين فكنا حين ذلك على تنسيق واتصال بهم بشكل مستمر فيعرفون كل الحقائق لكن للاسف كانوا يسايرون الدكتاتور على حساب الشعب العراقي .
وبالشواهد عمل صدام ضد القضية العربية والفلسطينية بشكل خاص ودليل ذلك بكل بساطة فلم يكن لبعث صدام اي تاييد او موقف مؤثرفي الوسط الفلسطيني لو كان له ذلك لسمع العالم كله بهذا الحزب لكن المواطنين يؤيدون على هوى الدعاية والدولار الذي كان يمطره عليهم وللآن لم نسمع من اي تنظيم او تجمع مساند للعراقيين ضد الارهاب والقتل الجماعي والاحتلال وارهابه ...اننا كشيوعيين لا تؤثر فينا مواقف الاخرين المهزوزة اننا مع القضية الفلسطينية ونضال شعبها من اجل اقامة دولة المستقلة ...
اما الحركات اليسارية العالمية فبعضها يمتلك مواقف جيدة ضد الاحتلال وضد الارهاب وهناك حركات يسارية اكثر جذرية حملت السلاح سابقا وترفع السلاح حاضرا للدفاع عن مصالح المستضعفين . واننا دعونا الى اقامة محور يساري ضد العولمة العالمية مع دعم حركات التحريرفي العالم وهي مسالة لم تكن سهلة تقع على عاتق الثوريين في العالم . اننا على ثقة ان حركة الشعوب لم تنته ما دام هناك صراع طبقي واستغلال الانسان لاخيه الانسان وان الصدام لامحال مع معسكر الامبريالية هنا وهناك والنصر دائما للشعوب المناضلة .

الارض والفلاحين
لقد اعطت ثورة تموز انجازا مهم هو قانون الاصلاح الزراعي حيث اصبح الفلاح يشعر بقيمته الانسانية والاجتماعية فامسى صاحب القرار في التصرف بالارض التي وزعت عليه فانتعشت العائلة الفلاحية وتمكن الفلاحون من ارسال ابنائهم الى المدارس, هذه النقلة من العبودية الى الحرية اعطت للفلاحين وعيا بمصالحهم فلم يكترثوا بموقف رجال الدين الذين وقفوا بصف الاقطاع ضد اجراء توزيع الاراضي للفلاحين وحرموا الصلاة في ارض الاصلاح الزراعي فلعبت الجمعيات الفلاحية والجمعيات التعاونية البسيطة في تكوينها في زيادة دفع الفلاح الى رفع الانتاج الزراعي بانواعه هكذا نرى ان الفلاح حين يلمس الفائدة لمس اليد فينطلق بشكل واسع في الابداع ...لقد انتعشت الحركة التعاونية بشكل لافت للنظر فترة السبعينات من القرن الماضي زمن صدام الدكتاتور ليعطي صورة ان نظامه اشتراكي يغازل به التحريفية المحلية والعالمية على انه البطل التقدمي كما لقبوه الان ان هذه التعاونيات سرعان ما تحولت الى مجال للنهب والتحايل على الفلاحين من قبل جمعيات صدام الفلاحية ومن ضرورات امن حكومت صدام وحروبه الطويلة دعم الفلاحين بشراء محاصيلهم وبسعر جيد ضماناً لارسال ابنائهم لساحات القتال .وبعد ذلك خاصة بعد الثورة العفويـــة 1991 وجـــــــه صدام للفلاحين عدة ضربات اقتصادية مفاجئــه مما جعل
(10)




الفلاحين بحيرة من امرهم باستثناء زمره فامتنعت الحكومة من شراء محاصيلهم المختلفة او اخذها بادنى الاسعارالتي لاتفي بتكاليفها وضيق عليهم الحصة المائية او اعدمت مما جعلهم يحفرون الابار الارتوازية وشراء المضخات المائية والمولدات الكهربائية وهكذا استمر الحال لحين اسقاط النظام فتفاقمت مشكلة الفلاح من جميع الاوجه ككل المواطنين العراقيين عمالا واصحاب مهن وكسبة اذ انهارت الحركة التعاونية وظهرت تكتلات صغيرة من ذوي القربى والعشيرة فالتعاونية الواحدة اصبحت رقما 10-15تجمعا يلعب السماسرة من جمعيات صدام الفلاحية دور الوسيط الكاذب بين هذه التجمعات ودوائر الزراعة من اجل الحصول على الاسمدة الكيمياوية فيستلمونها باسم الفلاحين ويبيعونها في الاسواق السوداء وموظفي الدوائر الزراعية يتعاونون مع هذه الرموز في تبادل نفعي فالخراب يقع على الفلاح البسيط بالاضافة الى ان الحكومة العراقية منحت قروضا للفلاحين غير يسيرة كما تبيع الالات بزيادة الاسعارعشرين مرة عن الاسعار القديمة.. ان الفلاح بطبيعته تجريبي فتعد هذه السنين كافية ليتعلم ان التعاونية هي العصب المنظم لاقتصاده الزراعي فذلك يمكنه من انجاز كبير لصالحه فلابد من استرجاع دور الحركة التعاونية بشكل اكثر جدية وبعيدا عن التدخل المباشر من الموظف الزراعي وليكون دوره استشاريا ليس الا فالفلاحون يديرون تعاونياتهم بانفسهم حتى وان كانت اصغر حجما من حيث عدد المنتفعين لتجمع معين اوقرى معينه وبامكانهم ان يعينوا لهم خبراء ادارة زراعة يساعدونهم في تنظيم حساباتهم والشؤون الاخرى للجمعية . ان التفرد واعتماد الجهد الفردي للفلاح هو مضيعة للوقت وتفتيت للجهد الوطني الزراعي بديلا للتكاتف الذي سيحتاجه الفلاحون في الحقبة الاتية الصعبة والتي يهدد فيها الفلاحون بسحب الاراضي منهم وارجاعها كليا او جزئيا للاقطاع وهذا الاجراء معززببدعه لقرار مرجعي ديني انها لكارثة ان حدثت فسيكون للفلاحين موقف اما الاستسلام او الصدام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج


.. مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة | #راد




.. نتنياهو يزيد عزلة إسرائيل.. فكيف ردت الإمارات على مقترحه؟


.. محاكمة حماس في غزة.. هل هم مجرمون أم جهلة؟ | #حديث_العرب




.. نشرة إيجاز - أبو عبيدة: وفاة أسير إثر قصف إسرائيلي