الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قراءة في كتاب
سربست مصطفى رشيد اميدي
2018 / 11 / 6قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
قراءة في كتاب
صدر قبل ايام كتاب (مسار مناضل) عن مذكرات السيد (خليل سنجاري)، صدور هذا النوع من الكتب في العراق وكوردستان ليس قديما جدا، فنسمع بصدور مذكرات الشخص الفلاني بعد وفاته. لكن اصدار مذكرات من قبل شخصية ما وهو لا يزال على قيد الحياة تعتبر سليقة جديدة نوعا ما بعد ان راج ذلك في اوربا وأمريكا منذ اكثر من خمسين عاما.
اننا قد تعودنا ان نقرأ التاريخ من جانب واحد او منظور واحد وهو دائما منظور المنتصر، اما الشعوب والضحايا فلا يسمع لهم صوت،. فمثلا لم نسمع راي الاف المغتصبات في القسطنطينية يوم دخول السلطان العثماني (محمد الفاتح) اليها، حيث لا زال الكثير يحتفلون بسقوط القسطنطينية لحد الان. فتاريخ كوردستان كتبه المنتصرون الغزاة حيث انهم لم يسرقوا فقط ثرواتها بل ايضا تاريخها وتراثها وثقافتها وطمرت كل ماهو مرتبط بهذا الشعب المغلوب على أمره. لكن بعد انطلاق حركة التحرر الكردستانية فان الوضع بدأ بالتغيير بعض الشي حيث نسمع هنا وهنالك بعض اهات والام ابناء الشعب الكوردستاني، ونقرأ اخبارا عن جوانب من تاريخ الشعب الكوردستاني وحركته التحررية (على الرغم من تراجع اغلب القوى الكردستانية الفاعلة في الاجزاء الاربعة من اعتبار نفسها حركات تحررية، وتعتبر نفسها جزءا من الحركة السياسية والديمقراطية في البلدان الاربعة). لكن حتى بعد هذا التغيير فكثيرا ما تكتب الأحداث من وجهة نظر سياسية بحتة، وان الكتابة عن تجارب ودور شخصيات فاعلة او حتى عادية في نضالات الشعب الكوردستاني لا زالت معدودة وان اغلبها هي مذكرات شخصيات معروفة.
هذا الكتاب هو تجربة شخص واحد التحق في ريعان شبابه بالثورة الكردستانية والتي كانت ملهمة لعقول وتطلعات عشرات الالاف من شباب كوردستان، ولاجل تسليط مزيد من الضوء على فحوى هذا الكتاب، من الجدير ان نحددها بنقاط لعلها تكون ذات فائدة اعم وهي :-
1- يقول مثل روسي ( لا تكتمل الاغنية، اذا حذفت منها كلمة ) فاغنية الشعب الكوردستاني ونضالاته تحوي عشرات الالاف من الكلمات، ولحد الان لم يكتب منها الا كلمات قليلة. فمثل هذه التجارب لعشرات ولربما لمئات الالاف من الشباب الكردستاني تعتبر بمثابة كلمات هذا الشعب التي لم تكتمل لحد الان وتحتاج الى كلمات واسطر وحروف ونقاط لكي تكتمل. ولا يمكن ان تكمل دون معرفة السليقة التي ألفت عليها هذه الاغنية، هذه السليقة او اللحن لا يمكن معرفة فنها وحكمتها وصعودها ونزولها وسكونها الا عن طريق تاليف هكذا مؤلفات لشباب سخروا انفسهم من اجل قضيتهم وامالهم الا وهو رؤية كردستان حرة ابية قبل مماتهم. حيث ان هنالك الاف القصص تنتظر الكتابة لتكون الاجيال الحاضرة والقادمة على بينة مما قدهم اباءهم في سبيل هذه القضية، وايضا مما لم يقدمه الالاف الاخرون الذين فضلوا الاستكانة والعيش الرغيد واحيانا المذل، ولربما لجأ البعض للعيش في احضان العدو لمجرد العيش المهين، والان يتغنون (بنضال) اباءهم وللاسف فان الكثير يصيخون لهم السمع وينالون الثواب والاحترام اينما حلوا ورحلوا.
2- ان اسلوب الكتاب بسيط وسهل الفهم لانه كتب بصيغة القصص القصيرة التي تكون نهايتها مفهومة او تجعل القاريء يستدرك نهايتها كل حسب فهمه ورؤيته للاحداث.
3- الكتاب يمزج في اسلوبه بين كتب المذكرات وبين التوثيق للاحداث او لنقل توثيق الاحداث التي شارك فيها المؤلف وبيان دوره فيها، أو حسب دور المؤلف في ذلك، لانه لم يعد يكفي مجرد الكتابة عن حدث ما دون وجود توثيق لذلك الحدث او بيان دور الشخص الفلاني فيها.
4- لكن من المفيد الاشارة الى ان اغلب مواضيع الكتاب كتبت بصيغة الشخص المحايد، في حين ان المذكرات غالبا ما تكتب بصيغة الفاعل او الجمع الذي يشير للشخص الفاعل وكثيرا ما تكون بصيغة الضمير المستتر، وتمتزج فيها شخصية ونفسية الكاتب. وان كتب المذكرات المعاصرة كثيرا ما تكتب اجزاء منها باشكال ادبية كأن تكون على شكل قصة يكون الكاتب هو الحاكي او الفاعل في احداثها، أو تكتب أجزاء منها على شكل حوار يجري بين طرفين أو اكثر وان احدهم لا بد ان يكون الكاتب.
5- ان اسم الكتاب (مسار مناضل)، وحيث ان المسار هو الطريق او النهج أومؤشرات على الطريق، طريق الانسان ومسار نضاله. ولان مسار صاحب المذكرات مفهوم ومعروف للجميع وهو سبل نضال شعب كوردستان، لكن من عناوين مواضيع الكتاب وفصولها فاننا نرى انها عبارة عن محطات حياتية ونضالية في حياة السيد (خليل سنجاري). لهذا فانا اعتقد ان عنوان الكتاب لا يناسب كثيرا مواضيع الكتاب حيث ان العنوان الافضل باعتقادي هو (محطات في حياة مناضل). ونحن ندعو له بالعمر المديد حتى يضيف الى مسار حياته الكثير الذي يكون من المفيد له وللقاريء الكريم ان يكتب عنها ويضاف الى سجل حياته الحافل.
6- ان بعض فصول ومواضيع الكتاب باعتقادي لم يكتب عنها الكفاية بشكل يشبع رغبة القاريء خاصة للاجيال القادمة، وهي مواضيع مفصلية في الحركة الكوردستانية وان الكثير من تفاصيلها لا زالت غير معروفة او تحتمل اللبس والتاويل فيها ، فكان يفضل الحديث عنها بشكل اكثر تفصيلا وليس بشكل عابر. مثلا الاحداث المرافقة لانتكاسة اذار 1975،وتأسيس القيادة المؤقتة، وفترة تواجده في صفوف البيشمركة في مرحلة القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكردستاني، وايضا دوره في تاسيس حزب الشعب الديمقراطي الكردستاني. لان الكاتب يعتبر شاهدا على الكثير من الاحداث التي اشرنا اليها، فكان يفترض ايلاء اهتمام اكبر بها من المواضيع الاخرى على الرغم من اهميتها ايضا.
في الختام نتمني الموفقية للكاتب، ونامل ان تكون هذه مجرد ملاحظات واذا كانت ذات أهمية فمن الممكن تداركها في الطبعة القادمة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مراسل الجزيرة: مسيرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت عيادة لتطع
.. جيش الاحتلال يعلن رصد صاروخين أطلقا من شمال القطاع تجاه غلاف
.. مسيرة تضامنية مع غزة من شارع وايت هول وحتى السفارة الأمريكية
.. يديعوت أحرونوت: نتنياهو يخشى أن تؤدي صفقة الرهائن إلى مطالبا
.. احتدام السباق لحسم الرئاسة وجهود مضاعفة لكسب أصوات الناخبين