الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران ودورها الأساسي في التقارب العربي الاسرائيلي!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


( هل ايران تهدد بالفعل أمن الصهاينة أم بالمحصلة تخدم مصالحهم بعيدة المدى!؟)
*********************************
الشيء المؤكد أنه ومنذ الثورة (الاسلاماوية) الايرانية أصبحت ايران تعمل على محاولة تصدير الثورة والمذهب الشيعي لأغراض سياسية وايديولوجية فضلًا عن العمل على تقويض استقرار المملكة السعودية على وجه التحديد لكن ظل تأثيرها في هذا الأمر محدود الأثر.. لكن لحسن حظها وسوء حظ العرب - ونتيجة خطأ جنوني وقاتل من (صدام حسين) يصل إلى حد الجريمة السياسية ضد العرب - قرر هذا الأخير احتلال الكويت.. فقرر الامريكان في عهد بوش الأب التدخل لتحرير الكويت بالقوة وفعلوا ولكنهم تركوا صدام في الحكم!.. ثم في عهد بوش الابن قرروا غزو العراق واسقاط نظام صدام بالقوة بدعوى دعم القاعدة وامتلاك أسلحة دمار شامل وهو ما اتضح أنه غير صحيح!!، وكان المستفيد الأكبر بسقوط صدام بالطبع ايران!.. وهكذا ومنذ ذلك الحين وبعد أن تخلصت إيران من جارها وخصمها اللدود صدام أصبحت تسعى للتمدد في العالم العربي مستعملة الشيعة العرب المواليين لإيران كأداة تخدم استراتيجيتها القومية (الفارسية)(*) ونجحت في اجراء تغيير في المعادلة (الجيو سياسية) في العالم العربي بالفعل بما يخدم مصالحها واهدافها القومية... وأصبحت تشكل تهديدًا مُقلقًا للعرب خصوصًا في الخليج، تهديدًا معاديًا ومخيفًا يتنامى بدوافع قومية ترتدي شعارات دينية جعل العرب حكامًا ومحكومين ينسون عدواتهم لإسرائيل وأصبح جل همهم وخوفهم متوجهًا نحو الخطر الايراني المتمدد والمتنمر!!، وهذا الخوف والقلق من نجاح ايران في بسط نفوذها في عدة دول عربية جعل بعض الحكام العرب يندفعون نحو إسرائيل طلبًا للتحالف ضد العدو المشترك وطلبًا للحماية!!.... وهكذا فالواقع الصارخ اليوم يؤكد لنا - على الاقل خلال هذه الحقبة - أن ايران باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على العرب!، كما يؤكد أن ايران هي الرابح الأكبر سياسيًا من اسقاط أمريكا لنظام صدام حسين واحتلال العراق!.

السؤال هنا: هل كان الامريكيون حينما قرروا ذلك يعلمون أنهم يقدمون خدمة جليلة لإيران!؟ هل كانوا - بخبث ودهاء - يريدون أن تشعر دول الخليج بالذعر من التمدد الايراني بما يدفعهم للاحتماء بأمريكا أكثر فأكثر بل وربما التحالف حتى مع اسرائيل!!؟.. هل كانت تدرك أمريكا كل ذلك أما أنها وقعت في عهد (بوش) في خطأ سياسي فاحش نتيجة حسابات ومعلومات خاطئة دفعت ثمنه غاليًا وهي بالتالي - الآن - في عهد (ترامب) تحاول تصحيح هذا الخطأ الشنيع بتحجيم إيران وتقليم أظفارها!؟ أو ربما يكون الغرض تضييق الخناق عليها واستفزازها لدفعها إلى الانزلاق في عمل متهور كالذي وقع فيه صدام حسين لتتخذه ذريعة لإسقاط نظام الملالي وإعادة تشكيل المنطقة بعد أن تكون ثورة الخميني أدت غرضها بدفع العرب في أحضان إسرائيل؟!!.. وهل كانت (ايران الخمينية الثورية) بحزب الله اللبناني وحزب انصار الله الحوتي بالفعل تهدد أمن اسرائيل بشكل جدي وحقيقي أم أنها بالمحصلة تخدم أجندة راسمي الاستراتيجية الصهيونية في اسرائيل والغرب من خلال ترك هذه (الفزاعة الايرانية) تثير فزع وقلق العرب وتدفعهم شيئًا فشيئًا نحو التقرب إلى اسرائيل على طريقة (عدو عدوك صديقك) أو طريقة (دفع الخطر الأكبر بالخطر الأصغر!)، هل أوصلتنا ايران بتصرفاتها وسياساتها التوسعية إلى هذا الحد الذي يخدم عدو الأمة العربية الاستراتيجي!؟ أي الكيان الصهيوني!؟.. أي لنصبح ننظر إليه بالقياس لتنمر وتمدد الايرانيين في بلداننا على أنه الخطر الأقل شرًا وضررًا!؟... على حكام ايران الخمينية أن يتحملوا المسؤولية التاريخية عن هذه العداوة المتنامية في العالم العربي ضد بلادهم (**)!.. كما قد يكون عليهم تحمل المسؤولية مستقبلًا عن انهيار ودمار يحل ببلادهم كالذي تسبب فيه (الصداميون وحزب البعث) للعراق!!.
********************
سليم نصر الرقعي 2018
(*) لا شك أن ليس كل الشيعة العرب مواليين لإيران، تمامًا كما أن ليس كل السنة العرب مواليين لتركيا/أوردغان، فالكثير من الشيعة العرب يعرفون أن ايران تستخدم المذهب الشيعي وقميص سيدنا الحسين عليه السلام لتحقيق أغراضها القومية التوسعية في العالم العربي كما تحاول تركيا بالمقابل استخدام الاسلاميين العرب السنة بالتباكي على قميص وخلافة بني عثمان لتحقيق مآربها في العالم العربي!.. اليوم الكثير من الشيعة العرب يعرفون أن ايران بنظامها وسياستها الحالية لا تختلف عن اسرائيل في كونها تشكل خطرًا حقيقيًا محدقًا بالعرب بل ربما باتت - وخلال هذه الحقبة - هي اخطر على العرب من الاسرائليين!!.. بل باتت تخدم مصالح الصهاينة من حيث تظن أنها تهدد مصالحهم في العالم العربي كحال العدو الجاهل أو الغبي الذي يخدمك من حيث يظن أنه يضرك!!
(**) كنت أيام شبابي من أشد المتحمسين والمعجبين بالخميني والثورة في ايران وكانت تلك الثورة المدوية مصدر فرح وفخر لنا واعتزاز والهام ولكنها (فرحة ما تمت!) فقد انجلى غبار الأيام والاحلام على أن ايران الخمينية أصبحت تشكل خطرًا على العرب واستقرارهم كما لو أنها خنجر آخر غرس في خاصرة العرب غير الخنجر الاسرائيلي المسموم!!.. بل في تحليلي أن انتصار الثورة الاسلاماوية في ايران كان عاملًا مهمًا في نمو موجة التطرف الاسلاماوي السني من جهتين، جهة المعجبين بالخطاب الثوري للخمينيين، وجهة الخائفين من محاولة ايران تصدير الثورة اليهم وتحريك ورقة الشيعة العرب ومد التشيع للمناطق السنية!، وهنا تحركت عدة دول عربية وعلى رأسهم السعودية بدافع الأمن الوطني والقومي لزيادة دعمها بشكل كبير منقطع النظير للجماعات السلفية الوهابية في كل العالم العربي بغرض استخدامها لوقف التمدد الشيعي (المخيف) فتطورت الأمور وخرج بعض هؤلاء الوهابيين عن سيطرة السعودية وانقلبوا ضدها ونبتت منهم الشجرة الخبيثة للفكر التكفيري الارهابي المتمثل في الدواعش وأشابههم، فالثورة الاسلاماوية الايرانية عام 1979 بلا شك لها دور في تسريع وتوسيع عجلة الأصولية الدينية في العالم السني كرد فعل معجب بها أو كرد فعل خائف منها معادٍ لها!













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هههههه استاذسليم الطائفيه الداعشيه وصلتكم ام دعما
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2018 / 11 / 5 - 22:16 )
ام دعما لابن سلمان-يا للعار ان يتحول الوطني الى مهرج طائفي استجابة لاستغاثة الوحش الوهابي


2 - لم ولن أتدوعش ولكن..!؟
سليم نصر الرقعي ( 2018 / 11 / 6 - 01:04 )
صدقني يا صديقي انا من اشد المحاربين لفكر الدواعش والوهابية بل وحتى الاخوان المسلمين ، لو كنت تطلع على مقالاتي لوجدت هذا .. هذا اولا ثانيا انا من انصار توطين الديموقراطية في عالمنا العربي وبالتالي انا معارض لهذه الانظمة لكننا نحن العرب وجدنا انفسنا في مواجهة التطرف الاسلامي من جهة ومن جهة التغول الايراني ، مشملة كبيرة .. انا كنت من انصار ثورات الربيع العربي لكن انظر ماذا حدث!؟ .. لهذا بت ارفض فكرة تقويض هذه النظم العربية برغم ما فيها من سوء، حتى يمكننا ان نجد امرين البكيل السليم المناسب لكل مجتمع عربي والذي يحقق الامن والاستقرار والازدهار لكا شعب فما يصلح للبنان لا يصلح للسعودية والعكس صحيح، الامر الثاني هو وجود نخبة عربية سياسة ناضجة قادرة على قيادة المرحلة وهو غير متوفر ، اذن والحال هذه لماذا نقوض هذه الانظمة ونترك الناس في العراء !؟؟ اليس هذا جنون!؟؟ انظر لليبيا واليمن وسوريا !؟ هل نريد السعودية تصبح بهذا الحال!!؟ اذا كنا مثقفين مسؤلين لابد نرفض هذه الحلول الانتحارية

اخر الافلام

.. بوتين يقبل نسخة من المصحف أهداها لمسجد -النبي عيسى- في الشيش


.. تعرف على تطورات مفاوضات القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة




.. ا?ول تبادل سجناء بين كييف وموسكو منذ هجوم ا?وكرانيا على كورس


.. حزب الله: استهداف وحدة مراقبة وإدارة العمليات الجوية لجيش ال




.. في العام 1918 تمكن الأمير فيصل بن الحسين من الدخول إلى دمشق