الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طويل العمر

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


كلما ذكر أحدهم "اسرائيل" انتفض مسؤول بحريني صارخا على طريقة الفنان الراحل فؤاد المهندس "طويل العمر يطول عمره ويزهزه عصره وينصره على مين يعاديه .. هاي هئ."
والحقيقة أن الأمر اصبح مثيرا للعجب حتى أنه جعلني اتخيل حوارا يدور في الكواليس بعد كل هذا الغزل الغير عفيف الذي يقوم به النظام البحريني لاسرائيل في الآونة الأخيرة.
ويجعلني الأمر اتخيل الحوار التالي:
البحرين: هل رضيت عني
اسرائيل: نعم
البحرين: هل ستحميني من ايران؟
اسرائيل: اكيد
البحرين: وهؤلاء الأولاد الاشرار الذين يقولون الفاظ قبيحة من عينة "حرية .. ديمقراطية .. عدل" هل ستعطيني الأسلحة القمعية وتوفر لي الغطاء الدولي للتنكيل بهم واخراسهم؟
اسرائيل: نعم نعم نعم
ان الأنظمة العربية أصبحت مكلفة للغاية على شعوبها وبلدانها، فهي تعتاش في الوقت الحالي على البطش والقهر والتنكيل والاحتماء بالقوى الخارجية مقابل تحقيق مصالح القوى التي تقوم بحمايتها.
وهؤلاء يعرفون جيدا كيف يستغلون هذه الأوضاع في استنزاف موارد البلد وتحقيق الرفاهية على حساب الشعوب المقموعة التي يساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر في قمعها.
وليس من عجب ان تتضامن هذه الأنظمة التي يجمعها نفس اسباب الوجود ونفس طريقة الحكم، ونفس القدرة على سرد الأكاذيب اللانهائية.
لقد كان مضحكا للغاية ما قاله السيسي في مؤتمر الشباب وهي فاعلية لم يتمكن احد من فهم الغاية منها حتى الأن حيث تسائل لماذا لا يصدق الدول الغربية ما تقوله حكوماتهم على الرغم من ان التأخر الاقتصادي لا يعني ابدا انهم يكذبون!
وفي نفس اليوم يقول ايضا ان مصطلح صفقة القرن هو مصطلح اخترعته وسائل الاعلام ولا يعرف عنه شيئا على الرغم من أن اول شخص استخدم هذا المصطلح كان هو السيسي نفسه في لقاءه مع ترامب ومن بعدها وتناقلت وسائل الاعلام المصطلح عنه.
احيانا اتسائل هل كل هذا القدر من الأكاذيب الفجة التي يقولها المسؤولون في الدول العربية مقصود أم ان هناك مرض ما يصيب عقولهم أو نفوسهم أو يؤثر على ذاكرتهم؟
هل يدركون بالفعل الى أي مدى يكذبون وكيف ان كل ما يقولون في العصر الحديث يمكن استرجاعه بضغطة اصبع؟
من يهتم بصالح بلاده لا يحتاج الى الكذب .. من يحكم برضا شعبه لا يحتاج الى الكذب .. من يحترم شعبه لا يحتاج الى الكذب .. من يحترم منصبه وذاته وبلده لن يكذب.
كفى اكاذيب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة