الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيضاء: العدالة، الطب الشرعي ومناهضة التعذيب

حياة البدري

2018 / 11 / 6
حقوق الانسان


نظمت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، مؤخرا، بكلية الطب والصيدلة بالبيضاء، ندوة حول "العدالة، الطب الشرعي ومناهضة التعذيب"، وذلك ابتداء من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الخامسة بعد الزوال، تم التطرق فيها إثبات التعذيب أو سوء المعاملة، أو العقوبة، يقوم بالدرجة الأولى على دلائل طبية، تساعد رجال القانون والقضاء، على إقامة العلاقة السببية بين الوقائع المادية والادعاءات وصولا إلى تطبيق الجزاءات المناسبة لكل فعل، وان الطب الشرعي يحتل مكانة مركزية في قضايا التعذيب.
وعرفت ندوة "العدالة، الطب الشرعي ومناهضة التعذيب" مجموعة من التدخلات لبعض ضحايا التعذيب بتيندوف، الذين سردوا وقائع التعذيب الخطيرة والمحزنة، التي مورست عليهم، والتي لم تندمل جروها وآثارها النفسية لحدود الساعة، بالإضافة إلى تدخلات بعض جمعيات المجتمع المدني، ثم التطرق خلالها إلى العنف البدني وخاصة النفسي الذي يطال نسبة كبيرة من النساء سواء لدى المساعدات بالبيوت أوالزوجات ببيت الزوجية أو من قبل رب العمل أو في الشارع، وما تعرفه بعض النساء والفتيات من اختطافات وتعذيب في حقهن، والذي يرقى إلى مستوى التعذيب، والتساؤل حول آليات إثباته، وكيفية إنقاذ هذه الشريحة من التعذيب النفسي الذي لا تندمل جروحه ويؤدي إلى العديد من الأعطاب والأمراض.
وأبرزت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، على كون التعذيب يعد جريمة بمقتضى الدستور والقانون الجنائي والتزامات المغرب الدولية، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من المقتضيات القانونية الوطنية، والتي تتطلب اتخاذ إجراءات تشريعية ومؤسساتية وعملية لمناهضة جريمة التعذيب والوقاية منها. وعلى أن الهدف من هذا اللقاء المنظم من قبلها، هو جزء بسيط من إشاعة معرفة حقوقية علمية تساعد الفاعلين والنشطاء والمهتمين بالمجال الحقوقي والقانوني على التمكن من أدوات فعلية لمناصرة والدفاع عن ضحايا التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة.
وركزت جمعية إعادة تأهيل ضحايا التعذيب، على أن إثبات التعذيب أو سوء المعاملة، أو العقوبة، يقوم بالدرجة الأولى على دلائل طبية، تساعد رجال القانون والقضاء، على إقامة العلاقة السببية بين الواقائع المادية والادعاءات وصولا إلى تطبيق الجزاءات المناسبة لكل فعل، وان الطب الشرعي يحتل مكانة مركزية في قضايا التعذيب، إضافة إلى إمكانية اللجوء إلى شعب طبية متخصصة عند الاقتضاء، لتقديم دليل قاطع على انتهاكات التعذيب المحتملة.
وأبرز عبد الكريم المنوزي، أن المجتمع الدولي قد توصل إلى إنتاج "دليل للتقصي والتوثيق الفاعلين للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة"، والمعروف ب"بروتوكول اسطنبول" والذي يعد ثمرة مجهود 3 سنوات من العمل لأزيد من 40 منظمة دولية، وأزيد من 75 خبير دولي في مجالات الطب والقانون وحقوق الإنسان، وهو دليل ناجع وعملي للفحص و التقصي/ التحقيق، ولتقديم تقارير ناجعة للسلطات المعنية فيما يتعلق بادعاءات التعذيب أو سوء المعاملة، إلا أنه بالرغم من اكتسابه الطابع الدولي واعتماده ضمن مرجعيات اللجنة المعنية بحقوق الإنسان، يبقى مفعوله ضعيف الحضور، إن لم يكن غائبا، عند ممارسي المهن أو القانونيين أو الحقوقيين. نتيجة الحضور الباهت للقانون الدولي، ولحقوق الإنسان بمنظومتنا التعليمية والتكوينات ذات الصلة بالمجال القضائي.
وخلصت "جمعية إعادة تأهيل ضحايا التعذيب" إلى التأكيد على خلق دينامية مشتركة تجمع مابين مهنيي الصحة والقانون من أجل تعزيز المجهودات لمناهضة التعذيب والوقاية منه والتكفل بضحايا التعذيب، للمساهمة في توفير معلومات علمية وعملية دقيقة، ونشر ثقافة حقوقية رصينة تمكن من المساعدة على توفير قواعد إثبات حقيقية، تستخدم في المتابعات الإدارية والقضائية، وتوفيرالرعاية الطبية للضحايا، واستحضار المعايير المتعارف عليها دوليا، والاحتياجات العلاجية لضحايا التعذيب أو سوء المعاملة وإجراء التحقيقات السريعة والنزيهة في كل ادعاءات التعذيب وسوء المعاملة، والعمل على تحريك المساطر القضائية والادراية في مواجهة كل من ثبت تورطه في أفعال التعذيب، وحماية الضحايا وعائلاتهم والشهود وتمكين الضحايا من جبر الضرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن


.. استمرار الاحتجاجات في جامعات أميركية عدة رغم اعتقال المئات م




.. آلاف النازحين يناشدون العالم للتدخل قبل اجتياح إسرائيل مدينة


.. رفح الفلسطينية.. جيش الاحتلال يدعو النازحين إلى إخلائها مرة




.. تعرف على صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية وآليات إصدار مذكرا