الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساحة - الملعب-

عبد اللطيف الصافي

2018 / 11 / 7
الادب والفن


هذا البرج ماثل
أمامي
يسنده جدار مائل
وذاك الباب الخشبي المتشقق
عليه أثر حذوة
وأصابع نسوة
وقلب يخترقه رمح شبق
هي شواهد كثيرة
تعيدني عنوة
الى ذاكرتي
حيث تتداخل أصوات مألوفة
الى مخيلتي
حيث تتشابك صور موصوفة
سأرتبها
لأنسج منها حكايات لأطفالي
أحكيها لهم في الاعياد
وحفلات الميلاد
أجول بها في الاسواق والمواسم
ها ساحة " الملعب "
تطربني الخيل فيها
حين تضرب الارض بحوافرها
مسترشدة بصيحات " النداه "
آآآآآآ حفيظ الله... آآآآآآ حفيظ الله
فتثير النقع
موعدها برج " سي سالم"
صوت البارود يدوي
تتبعه الزغاريد
والأناشيد
وصوت " محجوبة " الشجي
يصدح بمدح النبي
رائحة البارود وغبار العتمة
تنعش الجماجم الهرمة
والهاربون من حروب " السائبة "
تثور ألسنتهم اللاهبة
تحكي عن بطولات خارقة
عن الموت المجاني
تحت شمس الصحراء الحارقة
عن الفدائي
الذي لم يصب قط بالرصاص
يتباهى و يباهي
وعن الجاني
الذي لم ينفذ فيه حكم القصاص
وأصبح الآمر الناهي
عن القبائل
التي سافرت مع النجوم
والقوافل
التي ابتلعتها الغيوم
و المراعي و منابع المياه
عن السطو واللغو
والحور والنحور
عن النصارى وشيوخ ايت أربعين
و قواد الحماية وحملات التنصير
وعن المخبرين والمخربين
وقادة جيش التحرير
يستيقظ الوحش الرابض
بين ثنايا المحكي
يحيي قروح الماضي
ويشغل فخاخ التاريخ المنسي
تقفز العيون من المحاجر
تلمع الخناجر
تنقبض الحناجر
تضيق ساحة " الملعب"
تغرق في صمت رهيب
وحده صوت " الطبل "
يمزق السكون
وحدهم أهل " لكصر "
يوقفون هذا الجنون
وحدها خلاخل نساء الحي
تطفئ جمرة الغضب المكبوت
في ساحة " الملعب"
حين يفرد الليل اجنحته
على ساحة الغبار والبارود
يتحلق الأطفال
تحت ضوء العامود
فتغدو الحكايات
محاكاة وهمية
و يصبح النزال
مجرد تسلية

كلميم في: 19/09/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟