الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعند فراقنا سيبكي القمر

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2006 / 4 / 9
الادب والفن


وهكذا أسافر, أحملُ ما أملكه من ذكرى وأطأ قلبي بقدمي في الخطوة الأولى.
أتوكأ على غيابها مكسورا, لا شئ يلملم الفؤادَ من تبعثره, ولا شئ يُقيت القلب في الانتظار.
يُدركُني ليلُ الطريق, فأستظِل بِلَظَى العتمة في روحي الضالة, وأسترجعُ الأمس والذكرى.
كانت امرأةٌ تشتهيني حلما للسفر, تهربُ من نبضها, فيداهمها طيفي, أرافقها في العمل, في الخزانة, في شؤونها الصغيرة, المرآة, الوسادة, في حقيبتها وكأنني قطعة حلوى تتناولها مع قهوة الصباح.
وحين تُمْسِي أراودها ببعضِ الكلام البرئ, أُسِرُّ لها بقصيدة عشق, فتُحرّضني على الشِعر, لتَحْتَلُني نشوة حضورها.
أقدم للعقل استقالتي وأكتب بالحبر السري على شفتيها أني أشتهيها أكثر وأحبها أكثر.
تبتسم بفضول الأنثى لشئ لا يهمد في صدر الرجل وتتنهد بانتظار البقية, فأزداد ترددا و احتراقا كمقامرٍ يستنجدُ بالورقةِ الأخيرة في لعبةٍ خاسرة !.
تقرأ ما في سريرتي فتهمسُ: يا أيها الحب المغفل أقْبِلْ, إني أتنصلُ ممن أحببت قبلك وأقرُّ أنّي لن أحب بعدك.
وكأنّ كلامها يسير على روحي ليكفّرَ عما فاتني من عمرٍ بلا حب!.وأثمل بالأمنيات وتؤرقني شجون أحلامي.وأشعر أننا لو بدأنا سنفترق, و أن العصافير لن تغني بعدها وسيبكي القمر.
فأؤثر بكائي وأمثل الرغبةَ في الرحيل, تصرخُ غير مصدقةً أن أزَفَ الوقت, فأمدّ لها يدي صامتا: عانقيني قليلا ريثما تهدأ الريح وارحلي, فقلبي وطنٌ وفيٌ وفاء الغيمات للمطر, لا أكثر ! .
وترحل امرأتي لأرضٍ أخرى تنهلُ من بئرها الأماني وأبقى كما أنا, مشروعَ سفر.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل