الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمكو في بغداد

امين يونس

2018 / 11 / 7
كتابات ساخرة


يوميات حمكو
حمكو في بغداد

من فضائِل " حمكو " أو رُبما من مساوئه ، أنهُ ينسى سريعاً . فقبلَ بضعة أيام قالَ لي بصريح العبارة : أياك أن تُحاول التحدُث معي ، فأنا زعلانٌ منك كثيراً .
لكنني فوجئتُ البارحة ، بقدومه إليّ وطلبه منّي الذهاب معه إلى بغداد ! . قُلتُ لهُ مُتحرِشاً وساخِراً : ماذا . بغداد ؟ وماذا ستفعل هناك ؟ هل أرسل عادل عبد المهدي في طلبك ؟ هل ستصبح وزيراً أم مسؤولاً كبيراً ؟ ثم ألستَ زعلاناً مِنّي ؟ أجابَ و" براءة الأطفال في عينيه " : أيُ زعلٍ يارجُل ... هذهِ بطاقات الطائرة لي ولكَ ، من أربيل إلى بغداد مُرّجَع .. لا أريد الذهاب وحدي .. وأنتَ أفضل صديق لي .. حتى أنني حجزتُ لنا غرفتَين في فندقٍ معقول .. أريدُ أن أرى أهم معالِم بغداد ... أنا مُتأكِد أنك ستوافِق لأنك إنسانٌ طيبٌ وعاقِل ولستَ مجنوناً مثلي ها ها ها . إقتنعتُ بكلامه ووافقت ! .
حمكو كان قد سمع الكثير عن شوارع أبونواس والنهر والرشيد والسعدون وعن أحياء المنصور والكرادة والمسبح ... إلخ . عن الشورجة والسوق العربي وعن الملاهي والبارات وكذلك عن المساجد والجوامع .. عن الكاظمية والمراقد المقدسة وعن أبو حنيفة النعمان وعن الكنائس العتيقة . كان يريد ان يرى كُل شئ .
بذلتُ قُصاري جُهدي خلال يومَين ، وذهبنا إلى مُختَلَف الأماكِن في الصوبَين كرخ ورصافة ، لكنني بالطبع إستغليت الفُرصة لزيارة مرابع طفولتي وشبابي ، في المشتل والأمين والنعيرية وكيارة والغدير .. ولم أستطع العثور على متوسطة دار السلام التي كنت أدرس فيها منتصف ستينيات القرن الماضي .
كانَ حمكو مُندهِشاً بصورةٍ عامة ، من هذه المدينة الكبيرة والشاسعة . سألته عن إنطباعاته ، وهل أن ما " سمعه " عن بغداد ، مُطابقٌ لما شاهده على أرض الواقِع ؟
هَرَشَ صلعته وأجابَ على مهلهِ : .. كلا ، فأنا تفاجأتُ على مُستوَيَيْن . فكنتُ أتوّقعُ مدينةً أكثر تنظيماً ونظافةً تليق بكونها عاصمة لبلدٍ عريق . فأما أنك أريتَني الشوارع والساحات " المخربطة " فقط ، أو أن مدينتي دهوك أكثر ترتيباً ونظافةً .
لكن المُهم .. طالما سمعتُ كلاماً كان يجعلني أخاف من الذهاب الى بغداد ( وأصدقك القَول ، أنني تجاوزتُ زعلي منك ، بسبب حاجتي إليك لمرافقتي في هذه السفرة ، حيث أنني خشيتُ المجئ لوحدي ! ) . غير أنني إكتشفتُ خلال هذَين اليومَين .. ان الناس هنا في بغداد ، طيبون عموماً ، بل أنني لم أشعُر بالغُربةِ أبداً . رَمقني حمكو ، بتلك النظرة التي تفوح منها الخباثة وقال : لو كنتُ أعرف أن الأمور على هذهِ الشاكلة ، لما هدرتُ نقودي بشراء بطاقة الطائرة لك ولا دفعتُ إجور الفندق ، ولأتيتُ وحدي !! هاها ها .
أصّرَ حمكو على الذهاب الى ساحة التحرير وإلتقاط بعض الصور التذكارية هناك .. ثم وكأنما تذكَر شيئاً مُهماً ، قال : هل تذكر رواية فرنكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي ؟ .. أعتقد ان بعض أحداثها المفترَضة ، تدور في منطقة الدورة .. خُذني إلى هناك أرجوك .
ذهبنا فعلاً إلى " الدورة " وتجولنا في حي الصحّة والميكانيك . ثم إستقلينا تكسي إلى المطار ، حيث لم يتبقى غير ساعتَين على موعد رحلة العودة إلى أربيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف