الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رثاء حسقيل قوجمان

يعقوب ابراهامي

2018 / 11 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في 5/11/2018 رحل عنا حسقيل قوجمان عن عمر يناهز الثامنة والتسعين. أود أن أسجل بضعة كلمات في رثائه وان جاءت متاخرة.

في "حوار مع يعقوب ابراهامي" ("الحوار المتمدن" - 10/7/2009 ) كتب حسقيل قوجمان: "قررت من الآن عدم قراءة كلمة واحدة يكتبها يعقوب لان وقتي أثمن من أن أضيعه في قراءة هراء كهذا. . . [مقالات يعقوب هي] عبارة عن هذيان محموم من شخص موتور حاقد على كل انجاز أحرزته الحركات الثورية والشيوعية في تاريخها. "
لكنه كتب ايضا : "اشكر الصديق يعقوب ابراهامي على تذكره وتقديره للعلاقة االصداقية التي كانت بيننا في حياتنا السجنية وهي علاقة ما زالت قائمة حتى اليوم فأنا ما زلت اعتبره صديقا عزيزا ولن انسى فضل عائلته الكريمة بكل اعضائها التي استقبلتني عند اطلاق سراحي من السجن في ثورة تموز كأني أحد ابنائها رغم عدم وجود يعقوب بينها. ولكن سواء في السجن ام حاليا ام في الفترة التي عشتها في اسرائيل كنت اختلف معه في الآراء وهذا ليس عاملا يخل بالصداقة والاحترام المتبادل."
هكذا لخص حسقيل قوجمان العلاقة الوثيقة بيننا، بيني وبينه، والتي توسعت لتشمل فيما بعد كل افراد اسرتنا.
كانت هذه علاقات صداقة واحترام متبادل، لكنها كانت ايضا علاقات نقاشات وصدامات فكرية عنيفة، دامت عشرات السنين، في سجون العراق ، في إسرائيل وعلى صفحات "الحوار المتمدن".
عندما كتبت في "الحوار المتمدن" سألني أحد القراء : لماذا تهاجم حسقيل قوجمان في كل مقالاتك؟ أجبته: لانني احبه.
في أول مقالة لي في "الحوار" بتاريخ 27/6/2009 كتبت ما يلي:
"صداقة حسقيل قوجمان عزيزة علي. هذه صداقة شدت عراها سنوات طوال قضيناها معاٌ في سجون العراق, في نقرة السلمان والكوت وبعقوبة. كنا شباباُ (بل صغاراُ) متحمسين وحسقيل قوجمان كان لنا قدوة تحتذى (لن أنسى رباطة جأشه وهدوء أعصابه, في تلك الليلة الحالكة في سجن الكوت, حين كنا نعرف, وكان هو أول من يعرف, أنه على رأس قائمة المستهدفين برصاص حراس السجن, وأنه لن يبقى حياُ حتى صبيحة اليوم التالي).
بين إضراب عن الطعام ومناوشات مع حراس السجن كنا نتناقش وندرس الماركسية. كان ستالين إلهنا ومرشدنا الأعلى إلى أن وردتنا الأنباء عن خطاب خروشوف في المؤتمر العشرين.
أنا أنهيت سنوات سجني الطويلة و انخرطت في صفوف اليسار الإسرائيلي أعمل من أجل تحقيق ما أحلم به: السلام الإسرائيلي-العربي بعد أن قطعت كل صلة لي بالشيوعية "الستالينية" على أثر احتلال براغ على أيدي القوات الروسية. (حلم السلام الإسرائيلي-العربي يتحطم هو ايضا فيما بعد على أرض الواقع).
أما حسقيل قوجمان فقد حرره الشعب العراقي في ثورة تموز, وبعد محن وعواصف شتى (لست ملماً بها) حطت به الرحال في آخر المطاف في أحد معاقل الرأسمالية (لندن) يكتب من هناك عن فظائع الدكتاتورية الرأسمالية ومآثر الدكتاتورية البروليتارية."

كنت على خلاف فكري عميق مع حسقيل قوجمان. لم اتفق معه في تفسيره للماركسية بل أنا أشك كثيرا اذا كان حسقيل قوجمان قد فهم الماركسية حقا. كنت ارى انه تحت ستار مفهوم مشوه ل"علمية" الماركسية جرد حسقيل قوجمان الماركسية من محتواها الإنساني والأخلاقي. أطلقت على هذه الظاهرة في حينه اسم "ماركسية بلا كارل ماركس". لذلك سكت حسقيل قوجمان على جرائم ارتكبها واحد من أكبر القتلة في التاريخ الحديث ما دامت هذه الجرائم قد حدثت باسم "قوانين تطور المجتمع البشري".
حسقيل قوجمان (وقد أعلنت له عن رأيي هذا أكثر من مرة) آمن بالماركسية كما يؤمن رجل الدين (كل رجل دين) بكتابه المقدس. اي انه راى في الماركسية حقائق مطلقة لا تقبل التفنيد ولا سبيل, أو حاجة, للبرهنة على صحتها.
في عملية ديالكتيكية مذهلة تحولت الماركسية في ذهنه الى نقيضها : من نظرية ثورية انقلبت إلى عقيدة دينية.

ولكن حسقيل قوجمان كان الى جانب كل ذلك مثالا للنزاهة والصدق والاستقامة، رمزا للأمانة والتمسك بالمبادئ حتى النهاية ومهما كان الثمن. وهكذا سوف يذكره أصدقاءه ومحبوه الكثيرون.
عن مثل حسقيل قوجمان قيل: كان له خصوم كثيرون ولم يكن له عدو واحد.
التعازي لعائلته، لأبنائه ولكل محبيه.
التعازي للشيوعيين العراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أهلاً بالمُحاوِر القدير الأستاذ يعقوب ابراهامي
ليندا كبرييل ( 2018 / 11 / 7 - 14:30 )
الحمد والشكر والسلام على عودتك الطيبة حضرة المعلم القدير
الأستاذ يعقوب ابراهامي

افتقدتك كثيرا وسألت عن حضرتك الأستاذ سيلوس العراقي الفاضل، وتمنيت دوما للقلم المتمرد والفكر الثائر والمُحاوِر الصلب أن يعود بسلامة وبعافية

لست شيوعية .. تقدمت في العمر وأنا لا أعرف إلى اليوم شيئا عن مبادئها، ومصطلحاتها، وما الاختلاف بين رؤية هذا الشيوعي وزميله، لكني كنت دوما أنظر إلى الشيوعي نظرة إعجاب وأعتبر بيني وبين نفسي أن كل شيوعي لا بد أن يكون طيبا وإنسانيا ومثقفا

كنت أتابع تعليقاتكم فتدهشني حوارات مليئة بكل مقومات الرصانة والثقافة العالية

كان الفضول أولا هو الدافع للقراءة، ثم وجدت أني أحرص على المتابعة لأتعلم من كبار النفوس الاختلاف الراقي مهما احتدم الخلاف، والحوار المتمدن مهما تصادمت الأفكار، وبالمرة أتعلم ولو كلمتين من هذه التي تسمى شيوعية أحسن ما أموت وأنا لا أفقه شيئا منها

الرحمة والسلام على روح صديق الحوار الأستاذ حسقيل قوجمان
والعمر للجميع

والشكر الجزيل للأستاذ ابراهامي، وأتمنى ألا تتوقف عن الكتابة
وكل رجائي عودة سالمة للفاضل الأستاذ سيلوس

تمنياتي للجميع بالصحة والعافية
وشكرا




2 - وأنا أكتب -سارة- اليوم عن سارة وإبراهيم فكرت فيك!
أفنان القاسم ( 2018 / 11 / 7 - 15:29 )
فهل سمعت أفكاري؟ يسمون هذا تناقل الخواطر والوجدانيات من عقل إلى عقل على البعد من غير الوسائل الحسية... وضعت في قصيدتي جدنا المشترك في السياق الذي يشغل بالي وبالك، ربما لذلك... بهذه المناسبة السعيدة للمناسبة غير السعيدة سأحمدل على طريقتنا!


3 - تعازينا الحارة
بارباروسا آكيم ( 2018 / 11 / 7 - 16:35 )
تعازينا القلبية
و لعائلته و محبيه الصبر و السلوان
و لنا فيكم خير عزاء
تحياتي و تقديري


4 - اطلالة مفرحة مع كلمة عتاب!
طلال الربيعي ( 2018 / 11 / 7 - 21:56 )
عزيزي يعقوب ابراهامي
تفرحني اطلالتك من جديد بالرغم من ان ما سببها هو كتابة الرثاء. واتمنى ان تكون بصحة جيدة الآن, او احسن من قبل, وان تعاود الظهور بين حين وآخر على الاقل وذلك لاسباب بعضها انانية من قبلي لاني احب السجال واهوى المناقشة معك ومع الكل.
ان كتابة كلمة رثاء بحق صديق او رفيق لسنين عديدة وطوال امر صعب, بالنسبة لي شخصيا. فالكلمة ينبغي ان تكون صادقة ولكنها في نفس الوقت عليها ان تتحلى ببعض الدبلوماسية عملا بمقولة -اذكروا محاسن موتاكم-. انك اجدت الجمع بين الاثنين.
وانت تقول
-عندما كتبت في -الحوار المتمدن- سألني أحد القراء : لماذا تهاجم حسقيل قوجمان في كل مقالاتك؟ أجبته: لانني احبه-
وانت قد لا تصدقني ان قلت لك اني كتبت مرة مسودة مقالة اعزي فيها سجالاتك -وهجومك- على الراحل الى حبك له. ولكني قررت ان لا انشرها كي لا اتهم الجنون من قبل احدكما او كلاكما. ولكننا نعلم من التحليل النفسي ان عكس الحب هو ليس الكراهية وانما اللامبالاة وكما يقول مثل اسباني محبب لدي
No hay peor venganza que la indiferencia
-ليس هنالك انتقام اسوء من اللامبالاة-

يتبع


5 - اطلالة مفرحة مع كلمة عتاب!
طلال الربيعي ( 2018 / 11 / 7 - 21:59 )
ولكن لنكن صريحين (فوق العادة!) لنقول ان سجالاتك الساخنة معه لم تكن فقط بسبب الحب, وانما لاسباب فكرية وسياسية تشير انت اليها ايضا في كلمتك.
واسمح لي ان اعتب عليك. لماذا, قد تتسائل؟
لقد ذكر الراحل مرارا في مذكراته ان الحزب الشيوعي العراقي, او بعض قياداته, اساؤوا اليه وحاولوا ارغامه على اعتناق الاسلام, وهذا امر سبب له الكثير من الالم والمعاناة بالرغم من عدم ايمانه هو بالدين. واني, ولربما آخرون ايضا, توقعوا منك ان تظهر البعض من التعاطف معه وان تحاول ان تكون مرهما لتضميد جراحه لانك صديقه ورفيقه ولكما جذورا دينية واحدة وتاريخ مشترك الى حد كبير. الا انك للاسف تعاملت مع المه بنوع من الانكار والتعالي وكأن الراحل, باعتبارك, كان يفتعل خلق ميلودراما لا ادري لماذا, لربما بتصورك لتسليط الاضواء عليه او تضخيم اناه الخ. اني اعتقد ان موقفك سبب له الما اضافيا. اتمنى بالطبع ان اكون مخطئا في تقديري.
يتبع


6 - اطلالة مفرحة مع كلمة عتاب!
طلال الربيعي ( 2018 / 11 / 7 - 22:04 )
واني شعرت وقتها ان تجاهلك او استخفافك بالم الراحل هو من نوع الانضباط الحزبي وكأنك لا زلت داخل حزب ستاليني, مما كان يمنعك من اظهار عواطف بشرية قد تزعج القيادة وتكدر صفوها-برنامج دماغي يصعب التخلص منه (بالكامل)! ويبدو لي ان الستالينية, التي تنتقدها بشدة وبحق وبدون ذكر اسمها, لا زالت مزروعة, او بعضها, في اعماقك. ان الخراب الذي سببه ستالين للحركة الشيوعية وللنفس البشرية (الشيوعية سابقا او لاحقا ان صح التعبير!) لا يمكن تصحيحه بجرة قلم وهو خراب فادح, كان وما يزال!
كما كنت ولا ازال امني نفسي ان تقوم الحكومة العراقية بالاعتذار لليهود العراقيين بسبب احداث الفرهود, فاني كنت اتمنى ايضا من الحزب الشيوعي العراقي ان يعتذر للراحل في حياته لما سببه له من الم بسبب يهوديته. والحزب للاسف لم يكتب حتى رسالة تعزية الى عائلة الراحل. لقد جبن الحزب الآن كما فعل من قبل. فالحزب بسبب تحالفه وعمله مع الاسلام السياسي حاليا يخشى, كما يبدو, تبعات ذلك عليه وعلى تحالفه. لقد جبن الحزب الآن كما فعل من قبل. وماركس يقول في الثامن عشر من برومير ان التراجيديا تكرر نفسها كملهاة.
يتبع


7 - اطلالة مفرحة مع كلمة عتاب!
طلال الربيعي ( 2018 / 11 / 7 - 22:05 )
وتقول
-حسقيل قوجمان...آمن بالماركسية كما يؤمن رجل الدين-.
واني اتسائل: هل نعتب على الراحل لاحالته الماركسية, جزئيا على الاقل, الى دين؟ الدين بعرف ماركس افيون الشعوب, وكان على ماركس ان يضيف انه افيون الافراد ايصا. ولكن ماركس كان عالم اجتماع وليس عالما نفسيا- والعياذ بالله من علم النفس, ستقول! والدين هو الدين سواء كان دينا سماويا او لا سماويا. والراحل قد سُجن وعذب في العهد الملكي ومن ثم سجن ايضا في العهد الجمهوري وكان يعاني من عوز مادي شديد وغربة نفسية قاتلة وخصوصا بسبب مقاطعة الحزب له. ومن ثم هاجر الى ايران, اسرائيل, ثم بريطانيا, والقصة معروفة ولا داعي لتكرارها. لقد كان الراحل انسانا قويا وصلبا ولكن هذا لم يمنعه من ان يعاني الما لا يطاق. ولا بد انه كان بحاجة الى مورفين الدين/ الماركسية. فكيف يمكن لاي انسان تحمل كل هذا الالم والعذاب؟
اعزيك واعزي انفسنا كلنا بوفاة الماركسي الكبير حسقيل قوجمان واتمنى لعائلته واحباءه جميل الصبر والسلوان!
اتمنى لك الصحة الوافرة والعمر المديد!


8 - تحياتنا استاذنا يعقوب ابراهامى
على عجيل منهل ( 2018 / 11 / 7 - 22:25 )
ونحمد الله على سلامتك وعودتك ونتمنى لك الصحة والعافية
والرثاء للمرحوم حسقيل قوجمان يعبر عن النزاهة الفكرية لاستاذنا ابراهامى
لقد خدم المرحوم الحركة الوطنية وقدم الكثير من اجل العراق والوطن الحر السعيد
وسيبقى خالدا فى تاريخ العراق المعاصر اسمه ونضاله وجهاده من اجل العراق المستقل
تحياتى لك افرحنا حضورك وصورتك الباهيه


9 - استاذنا ابراهامى
على عجيل منهل ( 2018 / 11 / 7 - 23:21 )
في 5/11/2018 --رحل عنا حسقيل قوجمان عن عمر يناهز الثامنة والتسعين
من اين جئت بتاريخ وفاة المرحوم كما كتبت -- اعلاه --واليوم 7-11-2018-


10 - نحن
ماجدة منصور ( 2018 / 11 / 8 - 05:37 )
نحن أمواتا....ندفن موتانا0
لقد ارتاح...و سبقنا
ربما هو الآن ينعم بالهدوء و السلام

أقدم لذويه التعازي الصادقه..فهو قد كان رجلا عز نظيره


11 - عَوْدَة مَيْمُونٌة
عبد الحسين سلمان ( 2018 / 11 / 8 - 09:39 )
عَوْدَة مَيْمُونٌة : للمعلم يعقوب ابراهامي , ابن الرافدين

الحمد والشكر والسلام على عودتك الطيبة حضرة المعلم القدير
, بعد غياب لمدة سنتين, كان القلق والخوف يقتلنا بغيابك , لولا رسائل شقيقك فوزي والتي كانت تبعث الامل في قلوبنا .


12 - الى يعقوب أبراهامي
آكو كركوكي ( 2018 / 11 / 8 - 12:58 )
كيف حالك ياصديقنا العزيز

أتمنى لك دوام الصحة والعمر الطويل، أشتقنا لكتابتك الجميلة

أرجو أن نراك في ظروف أفضل وكتابات جديدة، لكن ليس للرثاء فقط

سبق أن سألت عنك صديقنا المشترك -عبدالحسين سلمان - والآن أسعدني عودتك


13 - عزيزتي ليندا : شكرا
يعقوب ابراهامي ( 2018 / 11 / 9 - 10:25 )
عزيزتي ليندا كبرييل
اسعدتني كلماتك. شكرا
ارجو ان يكون قلقك حول اختفاء صديقنا المشترك سيلوس في غير محله. اتمنى ان يسمعنا صوته قريبا
لا. لن اعود الى الكتابة ثانية في المستقبل القريب على الاقل، لانه ليس لي ما اجدده ولان صديقي العزيز وخصمي العنيد قد مات
تحياتي لك


14 - متى يعود المعلم للكتابة
عبد الحسين سلمان ( 2018 / 11 / 9 - 13:02 )
آهلاً وسهلاً استاذي العزيز

Max Stirner ماكس شتيرنر و كارل ماركس كانا صديقين حميمين , ومع ذلك سخر منه ماركس سخرية من العيار الثقيل في مخطوطة الايديولوجية الالمانية 1845, كما يقول السير أشعيا برلين Sir Isaiah Berlin .

ينتظر القراء عودتكم للكتابة , الجميع يسئلني , هذا السؤال: متى يعود المعلم للكتابة , التي تبعث الحرارة في موقع الحوار.

تمنياتي لكم بالصحة الطيبة والعمر المديد


15 - يُصقل العقل طالما الحوار مستمر وبدونه تصدأ الذاكرة
ليندا كبرييل ( 2018 / 11 / 9 - 15:50 )
أستاذنا القدير

يقول الخالد شكسبير: الأسباب القوية تولد أفعالا قوية
فلا تدعْ موت الصديق العزيز يسرق منك حماستك وتوقد فكرك

الخصوم .. وما أكثرهم، فهم ملح الحياة والعنصر الأهم لدفعها إلى الأمام
وحواراتكم ، وتصادم الأضداد يمهّد للقارئ الانتقال من عالمه الذاتي الضيق، إلى وسط إنساني ثري، يساعده على أن تتسع اهتماماته لتتضمن قيمة قبول الآخر المختلِف

الرحمة والسلام على روح الكبير حسقيل قوجمان الذي ظل حتى الفترة الأخيرة من حياته حاملا مشعل البحث والمعرفة

وكما قال طيب الذكر الأديب جبران: إذا تعاظم حزنك أو فرحك صَغُرَت الدنيا

فلْتتسعْ دنياك أستاذنا .. فتواصلك معنا يمدّ بأعمار عقولنا
ذلك أن الأفكار عندما تدخل في صراع الحوار الراقي من أجل فرض نفسها على ساحة البقاء، سيحدث اصطفاء يؤدي إلى بقاء الفكر الحي الأصلح والأكثر تكيّفا مع بيئته
وفي اللحظة التي تعلن انقطاعك عن التواصل مع وسطك وأنت ما زلت على قيد الحياة، فإن المساحة التي تركتها خالية ستؤدي إلى أن تتراجع الحياة خطوة بل خطوات إلى الوراء

مع أصدقائك في اتفاقكم وفي صدامكم تتألق الحياة وتسير قدما إلى الأمام

بيت الأهل ينتظر عودة المهاجر

محبة


16 - الى الزميل افنان القاسم : سارة وابراهيم
يعقوب ابراهامي ( 2018 / 11 / 9 - 21:41 )
تحياتي وشكري لك
جميل منك ان تفكر بي وانت تكتب عن سارة وابراهيم (ابراهام). لكنني لم افهم لماذا انت تحب سارة الشريرة التي طردت هجار مع رضيعها من بيتها (خيمتها) وتكره جدنا الكبير ابراهيم (ابراهام) النبي الوحيد الذى تحدى الله وجها لوجه، عندما كشف له هذا عن نيته في ابادة سدوم عن بكرة ابيها، وصاح بوجهه: حاشاك ان تفعل ذلك! حاشاك ان تقتل البريء مع المذنب! هل حاكم كل الكون لا يحكم بالعدل؟
اي نبي اخر تحدى الله بهذه الصورة؟
او ربما لم افهم القصيدة (هل هي قصيدة؟) كما يجب
تحياتي لك مرة اخرى


17 - بكل بساطة لأنني لا أتمسك بالتاريخ كمعايير
أفنان القاسم ( 2018 / 11 / 10 - 05:58 )
أنت أحسنت التذكير بها، وكمفاهيم تناقلها البشر دون التفكير في نقائضها، كل الحقائق اليوم كحقائق أو كأوهام غدت حقائق هي غيرها، فالقيم اليوم ليست ثابتة، القيم كيمياء، والقيم سياقات، على الخصوص في نص أدبي، لهذا تجدني أصنع من الإله الشيطان، ومن الشيطان ساندويتش من الهمبرجر خدمةً لنصي الأدبي... وعن قصيدتي إذا ما كانت قصيدة؟ هي قصيدتي أولاً، ثم هي قصيدة، أو ملعقة من العسل، أو قُبْصة من الملح. أسئلتك عن القصيدة وعن الأسطورة في محلها وشرعية لكنها جِد واقعية في مكان وزمان (مكاننا وزماننا) غير واقعيين لِمَا نعيشه اليوم من تغريب لكل شيء، وهذا ما ستقف عليه -لو أحببت- بالتفصيل في قصيدتي النهرية ((التراجيديا الإنسانية)).


18 - الى الزميل والصديق علي عجيل:تحية وسلام
يعقوب ابراهامي ( 2018 / 11 / 10 - 09:26 )
تحياتي لك وشكرا على تمنياتك لي بالصحة والعافية. انا بصحة جيدة
ارى انك، في غيابي، قد اخذت على عاتقك وظيفة اصطياد الاخطاء وانت تقوم بهذه المهمة على احسن وجه. شكرا لك على تنبيهي، وتنبيه القراء، الى الغلطة الواردة في مقالي حول تاريخ رحيل حسقيل قوجمان


19 - الى الصديق العزيز اكو كركوكي
يعقوب ابراهامي ( 2018 / 11 / 10 - 15:02 )
اهلا بالزميل والصديق العزيز اكو كركوكي
شكرا لك على استفسارك عني لدى صديقنا المشترك (وصديق الجميع) عبد الحسين سلمان
لا انكر عليك انني اشوق الى الحوارات الطويلة (التي لا طائل من ورائها) التي كنا نجريها على صفحات الحوار المتمدن
تحياتي وشكري لك



20 - الصديق والزميل عبد الحسين سلمان
يعقوب ابراهامي ( 2018 / 11 / 11 - 10:38 )
تحياي لك. لم نتواصل منذ زمن طويل. لا شك انك الان بارع في اللغة الألمانية
فوزي أعلمني عن قلقك واستفساراتك عني. شكري وشكر فوزي لك
فوزي (ممثل العائلة في اليسار الأوربي - أو هكذا هو يرى نفسه على الأقل) كتب لي يقول أنه حضر مراسيم تشييع حسقيل قوجمان وأعد كلمة لإلقائها في المناسبة ، لكن كثرة الخطباء وطول الخطب حال دون ذلك
اما عن سؤالك حول عودتي الى الكتابة فقد أجبت على ذلك في رسالتي الى اختنا ليندا - تعليق 13.
كل تحياتي لك وللعائلة الكريمة.


21 - الى الدكتور طلال الربيعي: العتاب-1
يعقوب ابراهامي ( 2018 / 11 / 12 - 12:33 )
عزيزي طلال
تأخري في الرد على تعليقاتك لا يعود الى اللامبالاة (لذلك لا تسرع في تطبيق المثل الأسباني المحبب لديك
No hay peor venganza que la indiferencia
ليس هناك انتقام اسوء من اللامبالاة) بل يعود إلى أسباب أخرى من اهمها أنني احتجت بعض الوقت لمراجعة النفس والتفكير بجدية بالتهمة (العتاب) التي وجهتها لي
عتابك يتلخص في أنني لم أقف الى جانب صديقي ورفيقي حسقيل قوجمان ولم أسانده في روايته عن المعاملة السيئة التي تلقاها الشيوعيين اليهود، وهو أحدهم، داخل السجن وبعد أن خرجوا من السجن، من قبل رفاق الحزب الآخرين، بسبب هويتهم اليهودية
وبتعبيرك انت : -اني (طلال الربيعي), وربما آخرون أيضا, توقعوا منك (يعقوب أبراهامي) أن تظهر البعض من التعاطف معه وان تحاول ان تكون مرهما لتضميد جراحه لانك صديقه ورفيقه ولكما جذور دينية واحدة وتاريخ مشترك الى حد كبير. الا انك للأسف تعاملت مع ألمه بنوع من الانكار والتعالي وكأن الراحل, باعتبارك, كان يفتعل خلق ميلودراما لا ادري لماذا, ربما بتصورك لتسليط الأضواء عليه او تضخيم اناه الخ. اني اعتقد ان موقفك سبب له ألما إضافيا. أتمنى
بالطبع أن أكون مخطئ
يتبع


22 - الى الدكتور طلال الربيعي: العتاب-2
يعقوب ابراهامي ( 2018 / 11 / 12 - 12:55 )
نعم. أنت مخطئ في تقديرك ويؤسفني أن موقفي قد فهم بهذه الصورة ويحزنني ان حسقيل قوجمان ربما كان قد فهمه بهذه الصورة أيضا
حسقيل قوجمان في ذكرياته عن الحياة في السجون العراقية، وبعد ذلك عن الفترة القصيرة التي قضاها في العراق بعد خروجه من السجن، تكلم كثيرا عن التمييز ضد الشيوعيين اليهود داخل الحزب وكان يذكر أحيانا أسماء معينة (زكي خيري وبهاء الدين نوري على سبيل المثال) وهذا أغضبني كثيرا لأنه هاجم أشخاصا لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.
أنا دائما أبديت تحفظاتي من ذكريات حسقيل قوجمان عن السجن. قلت دائما ان هذه الذكريات هي رواية واحدة فقط، وهي تعتمد على الذاكرة فقط وغير مقرونة بوثائق
من المحتمل جدا انني لم الاحظ كل شيء وأن أمورا كثيرة قد خفت عن ناظرتي . لكنني لا أستطيع أن أشهد ألا على ما رأيته بأم عيني وما أحسسته بمشاعري. وأنا لم ألاحظ ولم أشعر بأي تمييز ضدي
لا يمكنني أن أصدق مثلا أن زكي خيري قال ما يمكن أن يفهم منه أن رفاق الحزب اليهود ليسوا من أبناء الحزب
ايتبع


23 - الى الدكتور طلال الربيعي: العتاب-3
يعقوب ابراهامي ( 2018 / 11 / 12 - 13:11 )
أنا طبعا لم أكن موجودا عندما اقترح الحزب على الشيوعيين اليهود المسجونين ان يعلنوا اعتناقهم للاسلام. حسقيل قوجمان رفض ذلك وهو يستحق كل التقدير. هذا يتلاءم مع تمسكه بالمبادئ مهما كان الثمن. لكنني في الحقيقة لست متأكدا كيف كنت أنا سأتصرف لو كنت في مكانه. أغلب الظن أنني كنت سأتصرف كما تصرف هو ولكنني لست متأكدا من ذلك. سعاد خيري مثلا أسلمت. هل تخلت بهذا عن عقائدها الشيوعية؟ هل ارتكبت خيانة؟
فكرت في ذلك كثيرا وتوصلت الى نتيجة ان المشكلة لدى حسقيل قوجمان هي أنه حول قضية سياسية تكتيكية الى قضية مبدئية ستراتيجية.
واضح لي تماما: الشيوعيون العراقيون لا تشوبهم ذرة واحدة من شوائب معاداة اليهود. هذا هو تراث الرفيق فهد
أرجو أن أكون قد أوضحت موقفي
ننهي بابتسامة: اسعدني أن الرثاء قد نال اعجابك. وقد لا يدهشك، وأنت الخبير بخفايا النفس
البشرية، أنني أحن مثلك ألى السجال العنيف معك
تقبل كل تحياتي


24 - عود ميمون
حسين علوان حسين ( 2019 / 1 / 1 - 17:22 )
كل عام و أنتم و العائلة و آل قوجمان بخير و في الناس المسرة وعلى الأرض السلام .

اليوم فقط تسنت لي قراءة مقالك الجميل هذا ، فقد اشتقت إليك طويلاً ، فعلّمني أن أزداد شوقاً . و كنت قد أستفسرت من صديقنا المشترك الأستاذ الفاضل عبد الحسين سلمان عنك في مناسبتين سابقتين ، فأبلغني مشكوراً - نقلاً عن الرفيق فوزي الجميل - بدخولك للمستشفى لإجراء عملية جراحية ؛ فدعوت لك بالشفاء العاجل و بالشروق القريب ، و ها قد استجاب الله العلي القدير لدعائي الشيوعي الصميمي المخلص .
للإنسان العظيم و الشيوعي العراقي الكبير حسقيل قوجمان - رحمه الله - دين كبير في عنقي ينبغي لي تسديده في الكتابة المفصلة عن أعماله و شخصيته و منهجه في البحث ، و أنا بحاجة للمصادر . هل تتفضلون بتزويدي بالبريد الألكتروني لشقيقكم المناضل فوزي أو لغيره من أفراد عائلته - إن كانت لديهم رغبة بذلك - ليتسنى لي التواصل معهم بهذا الخصوص ؟
مرة أخرى : ما أحلى إطلالتكم الجديدة البهيجة علينا . و بمناسبة البهجة : هل توفرتم على نيو لُك
New Look
أبهج ؟
حبي و تقدير و اعتزازي .


25 - الزميل والصديق والأخ حسين علوان حسين
يعقوب ابراهامي ( 2019 / 1 / 4 - 21:24 )
خُبِّرْتُ أنَّكَ لستَ تبرحُ سائلاً … عنّي ، تُناشدُ ذاهباً ، أو آيِبا
وتقولُ كيفَ يَظَلُّ ” نجم ” ساطعٌ … ملءُ العيونِ ، عن المحافل غائبا
الجواهري

الزميل والصديق والأخ العزيز حسين علوان حسين
أنا أعرف جيدا أنك استفسرت عني لدى صديقنا المشترك, وصديق الجميع, عبد الحسين سلمان
كل شكري لك على اهتمامك وقلقك
أنا بصحة جيدة. يبدو أن الله (أن وجد أم لم يوجد) قد استجاب لدعائك ودعاء الأصدقاء الآخرين. أما ال(لوك) فلم يتغير
أبلغت رسالتك لفوزي وهو يشكرك على كلماتك الجميلة ويوافقك (مثلي) على أن حسقيل قوجمان يستحق أكثر من كلمة رثاء. بريده الألكتروني هو
[email protected]
تقبل تحياتي العراقية الخالصة


26 - يا مرحباً ، يا مرحبا
حسين علوان حسين ( 2019 / 1 / 5 - 00:15 )
الأخ العزيز الأستاذ يعقوب إبراهامي الورد
جزيل الشكر على ردك الجميل في ت 25
سرني تعافيك و عودتك لنا سالماً منعماً ، و قد أتصلت اليوم برب القدرة و شكرته على سماعه دعائي لك ، فرد علي ، مثل السوريين :
و لو، يا زلمة !
كما اتصلت اليوم بالأستاذ فوزي و طلبت رأيه بخصوص إبداء العون لي في الكتابة عن المرحوم حسقيل ، و أنا بانتظار رده .
هل تنصحني بشيء أتطرق إليه أو التزم به بخصوص الكتابة عن الفقيد حسقيل قوجمان ؟
حبي و تقديري و اعتزازي .


27 - عام سعيد
على عجيل منهل ( 2019 / 1 / 5 - 08:36 )
ستاذنا ابراهامى المحترم
وكل الصحة العافيه اتمناها لك مع احترامى وتقديرى


28 - كل عام وانتم بخير
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 1 / 5 - 12:47 )
المعلم والاخ و الصديق و الزميل يعقوب ابراهامي

تحياتنا لكم وكل عام وانتم بخير .

نحن سُعداءُ جداً بالاخبار الطيبة عن صحتكم.

لقد رتبت اتصال بين شيوعي عراقي عريق في لندن واخونا فوزي , ولقد اعطيته عنوان فوزي على الفيسبوك وفي نفس الوقت اخبرت فوزي بذلك.

استاذي العزيز
اصدقائك و زملائك ينتظرونكم أن تكتب و تعود للكتابة من جديد .

وللاخوة الدكتور حسين و الدكتور علي عجيل : كل عام وانتم بخير و صحة طيبة


29 - تحياتنا -الاخ العزيز عبد الحسين سلمان
على عجيل منهل ( 2019 / 1 / 5 - 16:17 )
عام سعيد وكل الصحة والعافية لك اخى العزيز والعائلة المحترمه


30 - تحياتنا -الاخ العزيز عبد الحسين سلمان
على عجيل منهل ( 2019 / 1 / 5 - 16:24 )
عام سعيد وكل الصحة والعافية لك اخى العزيز والعائلة المحترمه


31 - كل عام و أنتم بخير
حسين علوان حسين ( 2019 / 1 / 5 - 18:20 )
الأخ الأستاذ الفاضل عبد الحسين سلمان المحترم
ت 28
شكري وااعتزازي بتحياتكم و تهنئتكم الكريمة التي أبادلكم ، مع المودة و الإخاء .


32 - الى روح الشهيد اينشتين
نعمان رباع ( 2019 / 10 / 4 - 18:24 )
اهدي الى روح الشهيد اينشتين اغنية في مسلسل دراجنوف الليبي وهي حرام يضيع الحق حرام

اخر الافلام

.. استئناف مفاوضات -الفرصة الأخيرة- في القاهرة بشأن هدنة في غزة


.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال




.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار


.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية




.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار