الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قديم بملابس جديدة . جديد بملابس قديمة

ثائر دوري

2006 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


مفارقتان في الوطن العربي يمكن ملاحظتهما بسهولة . قديم بلباس جديد ، و جديد بلباس قديم
الوضع الأول ، القديم باللباس جديد ، وضع يخص الأنظمة العربية الرسمية و محاولات ما يسمى بالإصلاح التي تقوم بها . فنراها تغير ملابسها و تضع الأصبغة و المساحيق على وجهها لتصطنع الشباب لكن بنيتها الداخلية كهلة مهترئة لم تعد تصلح للعصر . أنظمة تستورد أحدث منتجات التكنلوجيا و تتغنى بالأنترنت و أجهزة الاتصال الحديثة لكنها ما زالت تعيش في عقلية ماضوية أكل الزمان عليها و شرب و لم تعد تصلح لشيء فقد تجاوزتها الحياة لكنها كالعجوز المتصابية تصر على أنها ما زالت صالحة للغنج . و هكذا ينطبق عليها المثل الشهير :
- أرواح قديمة بملابس جديدة
على الجانب الآخر . هناك النهوض الشعبي المتعاظم يوماً بعد يوم و هذه حالة جديدة لم تعرفها أمتنا منذ مئات الأعوام . و كل يوم يزداد هذا الحضور الجماهيري فتتوسع ساحات المقاومة ضد العدو الصهيو – أمريكي ، و يثبت هذا الحضور فعالية ميدانية عجزت عنها دول عظمى ، فعلى سبيل المثال اجتاح الغرب الإتحاد السوفيتي و فككه دون أن يطلق الروس طلقة واحدة لمقاومة هذا الاجتياح ، أما في المنطقة العربية فها هي جيوش الأمريكان في العراق تتوحل و تفقد مبادرتها الميدانية و تتصرف بردود أفعال و لا تصل لنتيجة إلا إذا اعتبرنا القتل و التدمير و الخراب نتيجة !! و كذلك الوضع في فلسطين حيث استنفذ الصهاينة كل ما بحوزتهم من أدوات قتل فوصل بهم الأمر لاستعمال طائرة الـ F16 كأداة للاغتيال الفردي ، كالمسدس تماماً،بدون نتيجة . فالمقاومة متجذرة عصية على الاقتلاع . و يتكرر الأمر في لبنان ، حيث وصل المشروع الأمريكي إلى الحائط و ما زال سلاح المقاومة مرفوعاً في وجه العدو .......
و يوماً إثر يوم تصطف شعوب العالم من أمريكا اللاتينية إلى شرق آسيا وراء هذه الكتلة الجماهيرية المقاومة ، حيث أن مصير شعوب الأرض و تحررها من هيمنة القطب الأمريكي بات مرتبطاً عضوياً بمصير المعارك التي تخوضها أمتنا ، خاصة في الميدانين الفلسطيني و العراقي . لكن المفارقة تكمن بأن هذا النهوض غير المسبوق لم يجد الخطاب الذي يعبر عنه بعد و لم يجد طريقة يفهم نفسه بها و يفهم دوره في التاريخ و في العالم . فتراه يرفع شعارات من الماضي أو يحاول أن يفهم نفسه بالقياس إلى الماضي فيستعير من الماضي شعاراته و ألبسته و صيحات معاركه بينما هو منهمك في بناء المستقبل . على ما يذهب إليه ماركس في الثامن عشر من برومير . و هكذا نصل إلى وضع معاكس تماماً لوضع الأنظمة فنوصفه بأنه :
- أرواح جديدة بألبسة قديمة .
ربما كان هذا قانون تاريخي . لكن هذا الوضع يلقي على عاتق المثقفين الوطنيين دوراً أكبر ، فقد أناط التاريخ بهم مهمة إنتاج خطاب متقدم يعبر تعبيراً حقيقياً عن هذه الجماهير المقاومة التي تحقق فعالية ميدانية هائلة و تؤدي وظيفة تاريخية إنسانية تتجاوز الإطار المحلي و العربي و الإسلامي إلى إطار كوني ، و بالتالي فإن الخطاب الذي ينطبق مع هذه المقاومات العربية – الإسلامية يجب أن يكون خطاباً وطنياً - قومياً – إسلاميا له بعد كوني .هنا يكمن الدور التاريخي للمثقفين فعليهم يقع الجهد الأساسي في بلورة هذا خطاب وطني – عربي – اسلامي ببعد كوني يلتحم بالمقاومة فيعبر عنها خير تعبير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل