الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قافلة السينما العربية الأوروبية رؤي جديدة.. وأفلام جميلة

اشرف نهاد

2006 / 4 / 9
الادب والفن


- من العمر نتمني أن نقبض عليها.. ولاندعها تفوتنا.. لأنها تحمل جزءا من ذاتنا .. وبعضا من أنفسنا.. تتلخص فيها كل معاني الحياة.. وتجربتها. هذه اللحظات القصيرة قد تحمل في طياتها كل المتناقضات في آن واحد.. خلدتها السينما الفرنسية في واحد من أجمل أفلامها عيد ميلاد كريسماس سعيد والذي يواكب عرضه في إطار مهرجان قافلة السينما العربية الأوروبية الذي يقام تحت رعاية وزير الثقافة فاروق حسني علي مدي أسبوع كامل في مركز الإبداع .. لينتقل بعد ذلك إلي مكتبة الأسكندرية... وفيه تعرض مجموعة لأهم الأفلام الأوروبية وأخري لمخرجين عرب متميزين قدموا أفلاما بإنتاج مشترك. ناقشوا خلالها العديد من القضايا المهمة..
وقد كانت آخر ساعة سباقة في تقديم هذه الأفلام التي يعرض البعض منها لأول مرة في مصر.. خاصة الفرنسية منها .. وبذلك نكون قد كسرنا حاجز الاحتكار علي الفيلم الأمريكي مهما كانت تقنيته أو جمالياته.
وفي فيلم عيد ميلاد مجيد أو سعيد نجح مخرجه كريستيان كاريون أن يقبض علي لحظة نادرة من الزمن.. لحظة تسامح.. وتصادق.. لحظة تاريخية تبدو مستحيلة.. لكنها حدثت .. لتصبح علامة... والغريب أن هذه اللحظة التي قبض عليها المخرج، ولم يدعها تفلت منه أو تهرب بعيدا .. يحاول كثيرون نسيانها.. لكن بالتأكيد هناك أيضا من سيتذكرونها.. إنها لحظة فرض فيها الضمير الإنساني نفسه علي كل الأسلحة والقنابل.. والبارود .. ليلة صمتت فيها البنادق.. وارتفعت في السماء تراتيل المحبة.. إنها ليلة 24ديسمبر 1914 وذلك عندما اتفق ثلاث كتائب كانت علي خط المواجهة .. فرنسية.. بريطانية.. ألمانية.. وذلك عندما قرر قادتهم بموافقة الجنود عدم التراشق بالنيران.. فتبادلوا الأنخاب .. وتقاسموا الطعام.. ولم يستطع أحد أن يوجه لهم تهمة الخيانة.. لأنهم في النهاية احترموا ليلة مولد المسيح.. وقرروا فيما بينهم أن يوقفوا إطلاق النار.. ويستمعوا إلي قداس موحد جمع بينهم. والجدير بالذكر أن بعض شهود هذه الواقعة مازالوا علي قيد الحياة..
وفكرة الفيلم قبض عليها مخرجه كحلم في ليلة صيف 1990 يومها كان عمره 28عاما وانتهي من دراسة الهندسة .. وكان ينوي الالتحاق بمعهد السينما.. لتحقيق حلمه في العمل بالسينما.. وأثناء زيارته لإحدي المكتبات في ليون لفت نظره كتاب معارك فلاندر.. وأرتوا سنة1914 1918 .. للمؤلف الكبير ايف يوفتو وعند تصفحه توقف أمام فصل بعنوان عيد ميلاد غريب روي فيه المؤلف كيف توقف الجنود عن القتال.. واحتفلوا بعيد الميلاد.. بعدها اتصل بالمؤلف إيف وأبدي له رغبته في معرفة المزيد مما حدث.. فكان أن ذهبا سويا للمتحف الحربي في انجلترا.. والأرشيف العسكري في قصر فانسان بفرنسا..
وبدأ يجمع أسماء وعناوين الضباط والجنود.. والخطابات التي كانت مرسلة وحتي النكات المتبادلة في ذلك الوقت.. ليستطيع أن يبدأ بعدها في هذه التحفة الفنية الإنسانية الحية، شارك في بطولة الفيلم الذي يعد ملحمة سينمائية كل من الفنانة دايان كريجر وبينو فيرمان .. ويوم كاتيا .

** *

إلي وقت قريب كانت السينما الفرنسية معظم أفلامها ذات حوار بطئ مما كان يجعل المتابع ينتابه الملل .. أما في السنوات الأخيرة فقد تغيرت الصورة تماما .. وقدمت العديد من الأفلام شديدة الجاذبية والتي لاقت نجاحا كبيرا حتي أن السينما الأمريكية اقتبستها منها.. وكأنها نسخة من كاريون . ومن بين الأفلام التي تعرض فيلم الهروب .. أو المراوغة للمخرج التونسي الأصل عبد اللطيف كشيش الذي حصد في فبراير من العام الماضي ثلاث جوائز سيزر.. بالإضافة لبطلته سارة فورستيه التي حصلت علي سيزار أحسن ممثلة واعدة . والحقيقة أن الفيلم استحق الجوائز الثلاث التي نالها وهي أحسن فيلم.. أحسن سيناريو.. أحسن مخرج ..
ولعل أهم مايميز فيلم عبد اللطيف.. هو الصورة الصادقة التي قدمها لأبناء العرب المهاجرين وحياتهم في المدن.. والمدارس .. وكيفية تعامل الشرطة معهم.. ولقد كان هذا الفيلم لمن يتابعه جيدا.. مفتاحا لما حدث بعد ذلك من ثورة المهاجرين في أكتوبر الماضي بفرنسا.. ليس لأن هؤلاء المراهقين أو الصغار منفصلون عن المجتمع الذي ولدوا به .. واستغرقهم الإدمان .. وعادات سيئة أخري.. لكن لأن الانفصال من قبل الدولة تجاه هؤلاء الصغار في النهاية.. وذلك خلال مجموعة من الطلبة يعملون علي مسرحية لعبة الحب والحظ للكاتب الكبير.. ماريفو أحد أعمدة الأدب الكلاسيكي في فرنسا.
إن أبطال عبد اللطيف كشيش الذين اختارهم من الهواة ليقفوا أمام الكاميرا للمرة الأولي.. لهو أكبر تعبير عن النظرة القاصرة تجاه هؤلاء الأبناء والذي كان من الطبيعي أن يكون العنف أولي نتائجه

** *

هناك أفلام تجهد العقل .. والقلب.. وأخري تروح عنهما. وتمتعهما.. وفيلم مقعد الأوركسترا .. واحد من هذه الأفلام شديدة المتعة تجعل من يشاهدها وكأنه يطير علي بساط من الأحلام.. و مقعد الأوركسترا من إخراج المخرجة دانييال طمسون والتي استطاعت اقناع المخرج الأمريكي سيدني بولاك بالتمثيل فيه .. ليقدم دوره في الحياة.. مخرجا أمريكيا قادما لفرنسا ليبحث عن ممثلين لبطولة فيلمه القادم.
فتحية لكل من أطلق سراحنا من براثن السينما الأمريكية .. وشارك بهذا الجهد الثقافي الذي لن نمل من تكرار قول إننا شديدو الحاجة إليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية جديدة حول مكان السنوار


.. عوام في بحر الكلام -ليه نظلم شفيقة.. الشاعر جمال بخيت يحكي ق




.. عوام في بحر الكلام - صاحب أشهر سيرة شعبية في القرن العشرين..


.. عوام في بحر الكلام - الصعايدة هما أساس الجناس.. الشاعر جمال




.. قبل الامتحانات.. خلاصة مادة اللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية