الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوق رؤوسنا ، يخوضون حروبهم .

يوسف حمك

2018 / 11 / 12
الادب والفن


هاهم على أجسادنا يحتسون نشوة نخب عراكهم ،
و فوق أشلاء جثثنا يرقصون .
مضى على حربهم الأولى التي أشعلوها في بلدانهم قرنٌ كاملٌ .
لم تثلج صدرورهم حينما أوقفوها .
فبعد عقدين جددوها .
صالوا في ساحات معاركهم يقتلون بعضهم .
دمروا .... استباحوا كل شيءٍ ، وهم يجولون .
الخاسرون منهم و الفائزون أنهكتهم ويلاتها ،
فأثقلتهم كوارثها .
انحسرت عزيمتهم .... استنفدت طاقاتهم ...
فأوقفوها ثانيةً .

قسموا بلداننا ، و اقتسموها بينهم .
تعاهدوا على عدم الاحتراب ، و تدمير أوطانهم .
على أن يشعلوها في بلداننا ، و يدمروها .

في الحصص و النفوذ مختلفون .
لكنهم في إبادتنا ، و نهب ثرواتنا متفقون .
ميكيافيليون خلَّطوا بين المكر و الحق ،
و بين الوطن و الطائفية و التحزب خيَّرونا .
اخترنا حكم الفرد ، و فضلنا المذهبية
و المنافع الحزبية على الوطن .
و عن النهضة و المجد و ركب الحضارة عزَّلونا .

عادوا إلى جادة الصواب حينما فكَّروا بعقولهم .
و وضعوا أوطانهم في قلوبهم .
ليعلِّموا حكامنا :
أن مكان كرسي السلطة - و ليس الوطن - في القلوب .
فنجحوا في استعبادهم و إيانا ، و احتلال بلداننا .
و لنحتمي بهم من بطش حكامنا ، فنهدم بلداننا ،
و نلجأ إليهم ، فنبني أوطانهم .

طغاةٌ كلهم ، عتاةٌ و مستعمرون .
أثاروا الفوضى لخلق أجواء الضلال .
و نصبوا الأفخاخ بإفتراءاتٍ لصقوها بالضحايا ،
لتهيئة مناخ الدجل ، و تجميل وجوه الكذب ،
و جعل سفك الدماء مشروعاً .

لكن الأيام و نتائج الزمن فضحتهم ...
سقطت أقنعتهم .... انقرض الوفاء ...
و الشعارات من زيفها تعرت ...
و وعودهم تبخرت ....

فمن تعاسة حظوظنا ،
وُلدنا في هذه البلدان المعطوبة ،
و أوطاننا غدت جيفاً ، تنهشه الثعالب و الوحوش ،
فلا الأحلام ازدهرت ،
و لا الأمنيات اخضوضرت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة أسطورة الموسيقى والحائز على الأوسكار مرتين ريتشارد شيرم


.. نحتاج نهضة في التعليم تشارك فيها وزارات التعليم والثقافة وال




.. -الصحة لا تعدي ولكن المرض معدي-..كيف يرى الكاتب محمد سلماوي


.. كلمة أخيرة - في عيد ميلاده.. حوار مع الكاتب محمد سلماوي حول




.. لماذا تستمر وسائل الإعلام الغربية في تبني الرواية الإسرائيلي