الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى السيد عبد الحليم خدام

اسماعيل خليل الحسن

2006 / 4 / 10
حقوق الانسان


قد يكون للسياسيين عذرهم و لديهم من المبررات ما يكفي لوضع أيديهم بيدك, لكنني كمعتقل سابق و ككاتب مستقل يؤسفني أنني لا استطيع أن اغفر لك لأن حقا شخصيا ترتب لي في ذمتك, فأنت مطالب بالاعتذار لي عن سنوات سجني التي استمرت عقدا و نيـّف من الزمن حيث كنت تبرر اعتقالي و سواي من سجناء الرأي بكل ما أوتيت من بلاغة.
إن ذاكرتي ما زالت قوية فيداك ملطختان بدم ربيع دمشق, و تحدثت عن الطريق إلى جهنم المبلط بالنوايا الحسنة, و تحدثت عن الجزأرة¸و أن المعارضين إما مرتبط بمشروع أو جاهل, وعندما عرض النائب رياض سيف مشروعه الإصلاحي عليك اعتبرته بمثابة البيان رقم واحد.
فكيف انبثقت فجأة في ذهنك فكرة الديمقراطية و حقوق الإنسان؟. و متى اختمرت الفكرة في رأسك و أنت كنت تدافع عما اعتبرته اليوم أخطاءا قاتلة حتى اللحظة الأخيرة قبل أن تفاجئنا بانشقاقك؟.
إن المبادئ التي تربيتُ عليها لا تجيز ما تجيزه السياسة, فإنني اعتبر نفسي مدعيا شخصيا لانتزاع حقوقي منك سواء إن بقيت خارج البلد تخطط للمجيء زعيما, أو رأت المعارضة تطويبك قائدا عليها, و المحاكم بيني و بينك.إن سمحت الأقدار بتحقيق مشاريعك وعدت إلى سدة الحكم.
هذا أولا, و ثانيا إن في أموالك الطائلة حق معلوم للسائل و المحروم, و بما إني لست من السائلين فإنني من المحرومين فقد حرمتني من إبداء رأيي و حرمتني من رؤية أهلي و حرمتني من الحقوق الإنسانية, فأنت مدان لي بالتعويض المالي وفق ما تقرره القوانين الدولية و المحلية.
إنني أطالبك باعتذار شخصي لي على الملأ و على وسائل الإعلام, و التفاهم معي على قيمة التعويض المطلوب منك ثم بعد ذلك تصبح بالنسبة لي مواطنا عاديا و ليس شخصية اعتبارية, فلست ملتزما بانتخابك مسئولا في أي منصب تترشح إليه, ولا أعدك بأن أكون من مناصريك, وقد أصبحت خلوا من الأتباع, الذين كنت تلقي إليهم بالأوامر للإخضاع, وليس لديك من وسيلة اليوم سوى الإقناع, وهو من أصعب المسالك على المرء خاصة لمن ينزل من برجه العاجي إلى عامة الناس, فهو مطالب بجهد مضاعف لإثبات مصداقيته, و من ثم المقدرة على إقناع المتلقي بحقيقة ما يقول.
إن من حقك تغيير أفكارك من الشمولية إلى الديمقراطية, و لكن من حقي ألا اقتنع بما تقول, لان القول حتى يكون نافذا إلى ذهن متلقيه ينبغي أن يعبـّد طريقه بالنوايا البريئة, و ما زلت لا أثق بنواياك, لأنك خير من يقتنص الفرص, وما زال في عنقك و في ذمتك حقوق جمّة لضحاياك, و للوطن في أموالك حق إعادة ما ليس مشروعا, فلو لم تكن في السلطة هل كنت ستجمع كل هذه الأموال أنت و أولادك؟.
إنني اعتبرك الوريث الحقيقي للنظام الذي بنيته بيدك, فإن فاتك أن تكون صاحب السلطة فيه و انصرف ذلك إلى غيرك, فإنني أرى أن تبعات النظام أنت من يتحمل وزرها, و لو أن أصحاب القرار اليوم على شيء من الحصافة لحمّـلوك كل خطايا إسلافهم, بدلا من أن ترفعها عن كاهلك و تلقيها على كاهلهم, و لخرجوا منها نظيفي اليد, سيكون عندئذ الطريق ممهدا لان يطرحوا إعلانهم عن ولادة الدولة الحديثة بدل الحديث عن مسيرة الإصلاح السلحفاتية, حيث نسمع جعجعة ولا نرى طحنا.
ولو كانت المقاليد بيدي لأرسلت إليك حزب البعث بكل منطلقاته و مؤتمراته و كذلك جبهتة الوطنية التقدمية, كي تشبع بهما لأنك وكيل التفليسة فيهما, و لأنهما يحولان دون تغيير حقيقي ملموس في الوقت الذي زادت معاناة الناس أضعافا, فالحياة مليئة بالأفكار الخلاقة, التي تبني أحزابا جديدة, و السفينة التي تداهمها الأخطار تتخفف من حمولته الزائدة عن الحاجة, لكي تصل إلى بـرّ الأمان.
فما رأيك دام فضلك؟ هذا إن كان لك من فضل يذكر و معروف يؤثر و إلى اللقاء في رسالة قادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3