الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكنولوجيا اللغة و الترجمة الآلية

عزالدين غازي

2006 / 4 / 10
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


إن معالجة اللغات الطبيعية بواسطة الحاسوب، كما في يعتقد المهتمين من العلماء والدارسين ، تتطلب استعمال مفاهيم ذات أصول معلوماتية كمفهوم الخوار زم الذي يعتبر ضروريا لوصف ميكانزمات اللغة تحليلا وتوليدا. ومن هنا تأتي نظريات تقر بتطوير أنحاء صورية تكون قابلة للاستعمال على شكل خوارزمي يشبه إلى حد ما لغات البرمجة الاصطناعية ستكون لا محالة أسلوبا إجرائيا لبناء آلة مترجمة تماثل بحق الترجمة الطبيعية.

ومن الجهود التي أثمرت البحث في هذا الميدان نجد أعمال الرياضيين واللسانيين والمناطقة الذين أفادوا وأغنوا كثيرا أبحاث اللغات الطبيعية ومعالجتها وظهرت نماذج، إثر ذلك، أكثر تعقيدا وأكثر تطورا لتقييس اللغة. وعندما صمم الحاسوب الرقمي الثنائي خلال الأربعينات، بدأت المحاولات الأولى للترجمة الآلية بإنشاء قاموس آلي ثنائي اللغة يساعد على ترجمة كلمة مصدر بكلمة هدف. غير أن النتائج ظلت ضعيفة فتم التفكير في إدخال قواعد لغوية إلى الحاسوب تضم السمات الدلالية والنحوية والصرفية للمفردات.

وعلى الرغم من هذه المجهودات، طرحت الترجمة الآلية مجموعة من المشاكل اللغوية وخاصة الدلالية والتداولية والتأويلية منها ، فاقترح نظام لتحليل المادة اللغوية تحليلا معجميا وتركيبيا ودلاليا، مع القيام في نفس الآن بوضع معادلة هذا التحليل في اللغة الهدف. ولذلك وجب على الحاسوب التوفر على عناصر لاستقبال المادة اللغوية وتحليلها وأخرى للتعامل مع القواعد المخزونة في ذاكرته ثم تحويل هذه المادة إلى لغة ثانية.



وفي الواقع لم تعط هذه المقترحات أية نتائج ملموسة ما دامت تطرح المستويات اللغوية المعقدة مشاكل بالغة الأثر على الترجمة الآلية التي يمكن اختزالها في صنفين هما :

ü كيف يجب على الآلة أن تشكل خصائص ومستوى التمثل الدلالي لنص ما في لغة طبيعية.
ü ما هي الإجراءات التي يجب توظيفها لتحويل نص دخل، حسب هذا التمثل، إلى نص خرج يمكن استعماله من قبل الإنسان.

وما يلاحظ ، هو أن الحاسوب يوظف " الفهم الاصطناعي" و "التخزين الاصطناعي". هذا يعني أن مسألة » تمثل « المعرفة اللغوية بالنسبة للآلة محدد بشكل مجرد ولذلك تبقى المسافة ما بين التمثل الإنساني والتمثل الحاسوبي للمعرفة قائمة ومسألة يجب التعمق فيها.

إن جودة الترجمة الآلية للنصوص وللوثائق كذلك، لا تعزى إلى مسألة "التمثل" اللغوي المعرفي لدى الحاسوب فحسب. بل أيضا يرجع الأمر إلى نوعية النظريات اللسانية وحول مدى واقعيتها في وصف الكفاية الخطابية وكيف تتم؟ ثم كيف يمكن معالجة هذه البنيات وحوسبتها قصد بلورة وبناء أنظمة آلية للترجمة تكون كفيلة بالترجمة في نظام متعدد اللغات؟.إن الأبحاث التي اعتمدت المتن المحصور في عينة من الظواهر اللغوية لا يمكنها الحصول على نتائج أفضل كما هو معروف في الأنظمة المتاحة . لذلك اقترحت النظريات اللسانية المتقدمة في المعالجة الآلية كنظرية المعجم-التركيبي معالجة اللغات الطبيعية معالجة موسعة تروم الشرح والتفسير وإعادة تنظيم الظواهر اللغوية حيث اعتبرت التعابير الاصطلاحية والمسكوكة في كفاية المتكلمين بنيات عالية الإنتاجية، إذ أنها بنيات لسانية ومداخل معجمية تتميز باللاتأليف و بالتعتيم الدلالي وهي قابلة للوصف والتصنيف. ولذلك يمكن القول أن بناء قواعد بيانات هذه التعابير تيسر عمل الحاسوبيين وبرامج الترجمة الآلية كما يقول د. محمد الحناش . وهذا سيكون له دور كبير في تطوير أنظمة الترجمة الآلية على مستوى اللغات العالمية حتى ترقى إلى جودة أفضل عما عليه الآن. وستنال لغتنا العربية حضها حينما ستلج مشاريع تكنولوجيا أنظمة الترجمة الآلية كمشروع EUROTRA الأوروبي و CIMOSوغيرهما كثير... وستساهم هي الأخرى في تخطي صعاب هذا لأنظمة بتطويرها وجعلها ذات نجاعة عالية وخاصة ترجمة النصوص الأدبية شعرا ونثرا لما تتسم به من تعقيدات تركيبة ودلالية وتداولية. ولأجل هذا فضلت بعض الأنظمة في هذا الباب بناء لغة دلالية وسيطة يتم اختيار الأنسب منها عند مباشرة الترجمة إلى البنى السطحية للغات مختلفة. هذا وتعتبر الترجمة الآلية نماذج للمعالجة الآلية للغة ونماذج لتمثل الحاسوب للمعرفة اللغوية وكيفياتها، وهي أيضا تحتل مكانة الصدارة في الأبحاث المعلوماتية ووسيلة وملاذا بحثيا ومحورا مثيرا لتحقيق الذكاء البشري
في الحاسوب لأنها تمثل ذروة الحوار بين الإنسان والآلة.

إن تصميم نظام الترجمة المتعدد اللغات يستدعي مترجمين ولغويين ومهندسين كذلك. لذلك فإنه يجمع بين مفاهيم جديدة في المعالجة المتعددة اللغات والترجمة الآلية وحفظ البيانات المتعلقة بالترجمة.وتمثل الجملة الوحدة الأساسية في عملية الترجمة كما يقوم هذا النظام مستندا إلى قواعد ويعمل مستعينا بقاعدة بيانات معرفية . فبعدما يقوم النظام بتحليل الجملة تحليلا عميقا ويحدد مختلف التراكيب وفئات الكلمات يلتجأ إلى تحليل الكلمات في سياقها ثم يبني الروابط الدلالية.وتنتهي
عملية التحليل بتمثيل داخلي للجملة المعنية.أما كيفية توليد النص فتجري بحسب اللغة الهدف بالقيام بطرق تحويل القواعد النحوية المبرمجة في قاعدة معرفية خاصة تعنى بذلك. إن منهج هذا النظام طبعا هو مختلف تماما عن الترجمة اليدوية والحرفية إذ أن ترجمته عملية يُِهتدى فيها بتحليل عميق للجمل وبالمعاني الدلالية للكلمات وخاصة التعابير المسكوكة والمستخدمة في مجال اختصاص معين . وضمن معمارية هذا النظام نجد مجموعة من القواميس عبارة عن قواعد بيانات تتعلق بالترجمة ومحفوظة في ذاكرة الآلة المترجمة لتستخدم حتى فيما يسمى بالترجمة المعاونة بالحاسوب وهي الأكثر استعمالا لحد الآن .

هوامش :

كريستيان فلوهر. الترجمة الآلية والمساءلة المتعددة اللغات. مجلة التواصل اللساني. ملحق سلسلة الندوات.
المجلد3. ص.91.
LENY. F.(1989) P. 36 - 2 .
3 .د. محمد الحناش. برنامج لساني-حاسوبي للتعرف الآلي على التعابير المسكوكة في اللغة العربية. مجلة التواصل اللساني
.(ملحق) سلسلة الندوات. المجلد 3 . سنة 1996. ص.89.

مراجع :

1- كريستيان فلوهر. الترجمة الآلية والمساءلة المتعددة اللغات. مجلة التواصل اللساني.
ملحق سلسلة الندوات المجلد3.
2-LENY. F.(1989)
2- د. محمد الحناش. برنامج لساني-حاسوبي للتعرف الآلي على التعابير المسكوكة في اللغة العربية.
مجلة التواصل اللساني .(ملحق) سلسلة الندوات. المجلد 3 . سنة 1996








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م