الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزاع الازلي للأنسان حول الموارد

نبيل نريمان عبدالله

2018 / 11 / 17
الادارة و الاقتصاد


يبدو ان اهم مشكلة يترتب عليها الخلاف سواء كان ذلك في الماضي او الحاضر او المستقبل هي النزاع على الموارد الاقتصادية وحسب تعريف موقع ويكيبيديا فالموارد هي (كل ما يشبع حاجات الإنسان من وسائل سواء كانت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة).
هناك نوعان اساسيان من الموارد، النوع الأول هي الموارد الحرة المجانية والتي تكون متاحة في العادة لجميع المواطنين ومنها ضوء الشمس والهواء ومياه الانهار والبحيرات والمحيطات وهي مجانية ولا تكون محط نزاع على المستوى الفردي، اما الموارد الاقتصادية فتلك التي تكون مقابل ثمن او خدمة وتلك الموارد تمثل العامل الأساسي للنزاعات.
بدأت النزاعات للظهور منذ عصور ما قبل التاريخ أي قبل ١.٨ مليون سنة عندما كانت مهنة انسان ذلك الزمان الأساسية هي الصيد و جمع الثمار والنباتات الطبيعية ولم تكن هناك أي إضافة للموارد او انتاج من قبل ذلك الانسان ونتيجة لهذا الدور الاستهلاكي ومع الزيادة المفرطة في الكثافة السكانية فأن ذلك ادى الى حدوث نقصان ملحوظ في الموارد ضمن بعض الرقع الجغرافية مما نتج عنه الاقتتال وسيطرة المجموعات القوية ، اما مصير الضعفاء فقد كان القتل او الهجرة الى أراض أخرى تكون الكثافة السكانية فيها معدومة او قليلة ولكم ان تتصوروا مقدار العنف والهمجية التي استخدمت في حينها في غياب الحضارة والتشريعات التي تنظم العلاقة بين الافراد.
اما في زماننا الحالي وفي ظل الانفجار السكاني العالمي المخيف حيث تشير اخر التقديرات الى ان عدد سكان العالم قد تجاوز السبعة مليارات منذ عام ٢٠١٢ فأن ذلك يعطي مؤشرات خطيرة حول النضوب المتوقع للعديد من الموارد الاقتصادية في قادم الأيام مما سيفتح الباب على مصراعيه للتكهنات حول نوعية الصراعات التي من الممكن ان تندلع في حالة عدم إيجاد الموارد البديلة او عدم السيطرة على النمو السكاني المخيف ومن نظرة بسيطة على اهم الموارد الاقتصادية الحالية وهو النفط فأنه وبأجراء مقارنة بسيطة بين الاحتياطي العالمي من النفط وكمية الإنتاج الحالية فأن ذلك يعطي مؤشرا بحتمية نضوب ذلك المورد او على الأقل شحته خلال الخمسين سنة القادمة في العام ٢٠١٢ أعلنت شيفرون، وهي ثاني أكبر شركة نفطية أميركية، أن العالم استهلك أول تريلون برميل من النفط خلال ١٢٥ عاماً، لكنه سيستهلك التريليون الآخر خلال ٣٠ سنة فقط ، لكن الثلاثين سنة هذه تصبح عقوداً في دراسات وتحليلات أخرى، وكل واحدة منها تقدم أسبابها كما ان الموارد المائية هي الأخرى أصبحت لا تغطي الزيادة المفرطة في الكثافة السكانية وان ذلك يقودنا الى حتمية نشوء نزاعات تشبه النزعات التي كانت سائدة في عصور ما قبل التاريخ ولكن هذه المرة ستكون اشد عنفا وستكون القوى العالمية الكبرى في مقدمة هذا الصراع نتيجة الحاجة الى توفير المزيد من الموارد لضمان استمراريتها واستمرارية الهيمنة الاقتصادية وربما ستكون نتائج تلك الصراعات والنزاعات وخيمة على مستقبل البشرية والحضارة التي صنعها وربما ستعود قرونا الى الوراء فالسلوك البشري التاريخي معروف عنه التوجه الى النزاع والصراع حول الموارد الاقتصادية خصوصا في فترات الشحة ونضوب الموارد ولهذا فلابد لجميع الدول التي تعتمد على المورد النفطي فقط ان تضع حلولا جذرية في التوجه الى الاستثمار في مجالات أخرى ووضع الحلول التكنلوجية في توفير الطاقة البديلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلومبرغ: تركيا تعلق التبادل التجاري مع إسرائيل


.. أبو راقية حقق الذهبية.. وحش مصر اللي حدد مصير المنتخب ?? قده




.. مين هو البطل الذهبي عبد الرحمن اللي شرفنا كلنا بالميدالية ال


.. العالم الليلة | -فض الاعتصامات- رفض للعنف واستمتاع بالتفريق.




.. محمد رفعت: الاقتصاد المعرفي بيطلعنا من دايرة العمل التقليدي