الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


: ترتيب قطع البازل بجوار بعضها يؤدي للنتيجة المنطقية … جرد الأحداث في أسبوع يصل بنا لمصالحة قطرية سعودية ستتم تحت ضغوط غربية

خالد الكيلاني

2018 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لأن السياسة لا تعرف غير لغة المصالح ، ولأنها فن الممكن بعيداً عن العواطف أو الأمنيات .
فإن الترتيب المنطقي للأحداث في المنطقة خلال أسبوع ، كان لابد أن يؤدي بنا إلى النتيجة المرتقبة ، وهي مصالحة قطرية سعودية داخل البيت الخليجي ، لابد أن تتم قبيل مؤتمر قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي المرتقبة يوم 9 ديسمبر المقبل بموافقة إماراتية بحرينية .
مقتل خاشقجي لم يتم صدفة ، ودور تركيا المشبوه في العملية لم يكن صدفة أيضاً ، فسوف تثبت الأيام والأحداث أن السعودية قد اُستدرجت لهذه العملية بطريقةتشبه إستدراج صدام حسين لغزو الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 ، ذلك الغزو الذي أعاد الأمة العربية مائة عام للخلف ، وترتب عليه غزو وتدمير العراق ، وتفتيت أقوى جيش عربي في ذلك الوقت ، كمقدمة طبيعية للخريف العربي الذي حاولت به أمريكا والدول الغربية تفتيت عدة دول في المنطقة ، باستخدام دول عربية وإقليمية ( قطر وتركيا نموذجاً ) ، ونجحت بالفعل في تدمير سوريا وليبيا واليمن بشكل كلي ، وإلحاق الضرر بمصر وتونس بشكل جزئي ، وتقسيم السودان إلى دولتين تتصارعان حتى الآن .
كنت قد كتبت يوم 20 أكتوبر الماضي عن الشروط الست التي حملها مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي للرياض مقابل " التغاضي " عن وضع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على رأس قائمة المتهمين ، وكان من بين تلك الشروط - بل وعلى رأسها - إعتراف السعودية بمسئوليتها عن الحادث ، وهو ما قد حدث بالفعل بعد ما كتبته بأيام قليلة ، ثم المصالحة مع قطر والإلتفات عن التحالف الرباعي الذي يضم مصر مع السعودية والإمارات والبحرين ، وهو ما أتوقع حدوثه قريباً .
وعلى نفس المنوال أيضاً لم يكن توجه مصر القوي نحو إفريقيا صدفة ، فمصر تكاد الآن تنفض يديها ( يأساً ) من هذا التحالف الرباعي .
لنقرأ الأحداث طبقاً لترتيبها الزمني ، ونكتشف كيف أننا في كل مرة نكون ضحايا للعبة غربية حقيرة :

- يوم الأحد 11 نوڤمبر : ولأن مصر كانت قد قرأت ما تُعد له أمريكا وبريطانيا وتركيا من محاولات لفض التحالف الرباعي المصري الخليجي ضد قطر ، فإن وزيرا خارجية مصر والبحرين يعلنان من المنامة ، أن مصر والبحرين تتمسكان بالمطالب الثلاثة عشر والمبادىء الستة للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب كأساس لحل الأزمة مع دولة قطر ، ويشددان على أن كافة المحاولات القطرية للالتفاف على هذه المطالب لن تقود إلا إلى إطالة المدى الزمنى للأزمة ، مع الإشادة بالمساعى الكويتية المستمرة لإنهاء الأزمة .

- وفي نفس اليوم يتم إختلاق أزمة بين الكويت ومصر عن طريق النائبة الكويتية صفاء الهاشم ، التي أدلت بتصريحات مسيئة لمصر ولوزيرة الهجرة المصرية ، فتنطلق بين البلدين حرب طاحنة على السوشيال ميديا كادت تعصف بعلاقات الشعبين الشقيقين … ولكن حكومتي البلدين يتجاوزان الأزمة بهدوء وعقل وحكمة ، إلا أن هذه الأزمة " الشعبية " قد شجعت برلمان وحكومة الكويت على المضي قدماً في جهود المصالحة بين قطر من ناحية وبين السعودية والإمارات والبحرين من ناحية أخرى ، بإعتبارها أزمة تساهم في تصدع البيت الخليجي الذي تُعتبر مصر ليست جزءاً منه .

- يوم الإثنين 12 نوڤمبر : وزير خارجية بريطانيا ومستشار الأمن القومي الأمريكي يذهبان إلى أبوظبي بهدف الضغط على الإمارات من أجل عدم الممانعة في المصالحة السعودية القطرية التي تسعى إليها أمريكا وبريطانيا .

- يوم الثلاثاء 13 نوڤمبر : ينسحب الوفد التركي برئاسة فؤاد أقطاي نائب إردوغان الذي كان يشارك في مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية قبل نهاية المؤتمر ، ويعلن الحزب الحاكم في تركيا أنه يرفض " المعاملة السيئة " التي لقيها أقطاي في المؤتمر ، بعد أن تبين لهم أنه لا دور مستقبلي لتركيا في ليبيا .
فقد كانت تركيا وقطر ومعهما ربما الدولة الداعية للمؤتمر ( إيطاليا ) يتوقعون مقاطعة مصر للمؤتمر بعد إعلان حليفها القوي المشير خليفة حفتر مقاطعته لحضور المؤتمر ، إحتجاجاً منه على دعوة إيطاليا للميليشيات الليبية المسلحة التابعة لتركيا وقطر في ليبيا لحضور لمؤتمر ، فتفاجئهم مصر بحضور الرئيس السيسي شخصياً للمؤتمر ، ويفاجئهم غسان سلامة المبعوث الدولي في ليبيا - قبيل إنعقاد المؤتمر - بأنه يتبنى وجهة النظر المصرية بشأن توحيد الجيش الليبي ، وضرورة نزع سلاح الميليشيات ، ما جعل تركيا ( ومن ورائها بريطانيا وأمريكا ) يعودون لفكرة فصم عرى التحالف المصري السعودي ، باستخدام ورقة إتهام محمد بن سلمان في قضية مقتل خاشقجي .

- يوم الأربعاء 14 نوڤمبر : يصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً بتعيين الچنرال المتقاعد چون أبي زيد قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط أثناء حرب تحرير الكويت ، وقائد القيادة المركزية الأمريكية أثناء غزو العراق عام 2003 ، والمعروف بتأييده للتقارب مع إيران ( !!! ) ، سفيراً لأمريكا في السعودية ، في محاولة أمريكية مكشوفة للضغط على السعودية برجل يميل إلى إيران ، وفي نفس الوقت يُذكرالسعوديون بأنه هو الذي حماهم من " طموحات وتهديدات صدام حسين " ، بتعيينه سفيراً لهم في بلدهم .

- يوم الخميس 15 نوڤمبر : وعقب إعلان النيابة العامة السعودية بيانها حول قضية مقتل خاشقجي ، كان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي " تيموثي لندركنج " يجتمع في الرياض مع عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ، ويقدم له شروط أمريكا مقابل " التغاضي " عن إتهام محمد بن سلمان في القضية ، والموافقة على إستمراره في السلطة .

ومنذ يوم الخميس الماضي بدأت أصابع الإتهام التركية والغربية في قضية مقتل خاشقجي تتجه مرة أخرى إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، ليس في تركيا وحدها ولكن في بريطانيا وأمريكا أيضاً ، من خلال تصريحات رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الامريكي ، علي خلفية معلومات من ال CIA ، وتدخل على الخط جريدتا الواشنطن بوست والنيويورك تايمز الأمريكيتين ، ومعهما قناة ال BBC التابعة للمخابرات البريطانية والتي أصبحت نسخة إنجليزية من قناة الجزيرة القطرية .

يوم الخميس الماضي أيضاً التقى مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بالعاصمة واشنطن ، خالد محمد العطية وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع ، وناقش الوزيران العمل من أجل " قيام تحالف استراتيچي في الشرق الأوسط ، ترتكز عليه دول مجلس التعاون الخليجي ، من أجل تعزيز الرخاء والأمن والاستقرار في المنطقة " ، كما ناقش الطرفان توسيع قاعدة " العديد " الجوية الأمريكية في قطر ، والحوار الاستراتيجي القادم بين واشنطن والدوحة .

- يوم الجمعة 16 نوڤمبر : وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الروسية رفضها لتسييس قضية خاشقجي ، جرى إتصال تليفوني بعد هذا الإعلان بقليل بين ترامب وإردوغان ، أُعلن بعدها أنه ( الإتصال التليفوني ) تضمن مناقشة تحقيقات السلطات السعودية في القضية ، وبيان النائب العام السعودي الذي ترفضه تركيا ، وتصمم على أن محمد بن سلمان هو العقل المدبر لجريمة مقتل خاشقجي .

- يوم السبت 17 نوڤمبر : ترجح مصادر دبلوماسية كويتية أن قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ستنعقد في الرياض في 9 ديسمبر المقبل بحضور جميع قادة دول المجلس أو من يمثلهم بما فيهم قطر .
وقالت المصادر أن القمة المقبلة سوف تكون صفحة جديدة في العلاقات بين دول الخليج ، مشيرة الى ان المساعي " قائمة على قدم وساق من أجل الوصول الى نقاط مشتركة يمكن البناء عليها لإنهاء الأزمة الخليجية " .
ولم تستبعد المصادر إمكانية حصول اجتماعات ولقاءات تمهيدية قبل القمة " حتى ولو من دون إعلان " ، تجمع بين مسئولين رفيعي المستوى من مختلف دول الخليج " لوضع مسودة اتفاق للمرحلة المقبلة على قاعدة المصارحة والمكاشفة " .

ومساء السبت وفي محاولة أمريكية جديدة لإبتزاز السعودية ، ترامب يعد الأمريكيون بتقرير واف عن مقتل " خاشقجي " قبل يوم الثلاثاء القادم ، وأضاف ترامب أن التقرير سيتضمن من الذي تسبب فيه ومن قام به ، مؤكداً أن الحديث عن دور لمحمد بن سلمان ما زال أمراً مبكراً ( !!! ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال