الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتتاحية العدد 48 من جريدة طريق الثورة .

حزب الكادحين

2018 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


‎ ‎مـــــا العمــــــــل ؟

‏ تتكشّف يوما بعد يوم في تونس، ‏تفاصيـل الأزمة التي تضرب مختلف ‏الميادين ومعها تتّضح انعكاساتها في ‏شتى مفاصل حيـاة الشعب وخاصّة ‏الكادحات والكادحين. وقد بات من السّهـل ‏أن يلاحظ الكلّ مظاهر هذه الأزمـة ‏واستتباعاتها إلاّ لمن اختـار عنوة أن ‏يُــغمض عينيه أو يصمّ أذنيه عن تردّي ‏الأوضـاع ، وقد لا تكفي الأرقـام الرّسميّة ‏وغير الرّسميّة الصّادرة عن جهات من هنا ‏وهنـاك لتعطي صورة كاملة وصادقة عن ‏هذا الـواقع القـاتم، مع إنّهــا تساعد على ‏تقريب المشهد صوتا وصورة من أولئك ‏الطّرشان والعميان عمدا. ‏
‏ وقد لا نفي الوضع حقّـه إن نحن حاولنا ‏في هذه المساحة الضّيقة استعراض مختلف ‏تفاصيل هذه الأزمة واستتباعاتها، ولذلك ‏نختصر القول في ما يلي: إنّها أزمـة ‏شامــلة وحـادّة وإنّ الـوضع شبه كارثي ‏وإنّ البلد على حافّة الاِنهيـار. ولا يحتاج ‏هذا الاستنتاج إلى دليل أو إثبــات أكثر ‏تعبيرا من الواقـع الاجتماعي والاقتصادي ‏والسياسي والثقافي والتعليمي وحتّى ‏الرّياضي. وإذ تبدو صور هذا الـواقع ‏المكشوف للجميع موغلة في القتامة ‏والرّداءة فلأنّها تعكس واقعا بتلك ‏الأوصاف تماما أو أعمق ممّا تمّ تصويره.‏
‏ أمّا بخصوص العوامل التي تسبّبت فيها ‏، فإنّ الأمر يتعلّق رئيسيّا بالجهة أو ‏الجهات الحاكمة والجهات الدولية الدّاعمة ‏لها التي تسطّر السياسات في مختلف ‏الميادين وتكلّف بيادقها في الدّاخل بتطبيقها ‏، حيث لا تمثّل هذه الجهات الدّاخليّة سوى ‏آلات تنفيذ لما يسطّره سادتها في العواصم ‏الامبريالية. وبما أنّ تلك السياسات التي ‏أثبتت لا وطنيتها ولا شعبيّتها منذ عقود ‏طويلة، فإنّ تراكمها ولّد تراكم الأزمات ‏وتكدّسها إلى درجات قياسيّة. ولم تخرج ‏الإصلاحـات المزعومة التي تفتتح بها كلّ ‏حكومة برنامجها عن دائرة نفس ‏السياسات التي عهدها الشعب فهي لم تنتج ‏إلاّ مزيدا من التفقير و البطالة و الفساد ‏والاضطهاد . ونتيجة لهذه العوامل ‏اجتاحت الأزمة الحكّام أنفسهم فأصبحوا ‏عاجزين حتّى عن مواكبة إملاءات سادتهم ‏وغير قادرين على تنفيذ شروطهم فدبّت ‏الخلافات إلى الوفاق وانهارت حكوماتهم ‏‏"الوطنية" وذرت العواصف وثائقهم إلى ‏حدّ إعلان الطّلاق. غير أنّ حلول الطّلاق ‏مكان الوفاق لا يعني نهاية الأزمة ذلك أنّ ‏كلا الرّجعيّتين مازالتا تحكمان والتناقض ‏بينهما يبقى ثانويّا وستظلاّن في الحكم ما لم ‏تستفق القوى الثّوريّة وتتّحد في جبهة تلفّ ‏داخلها الطّبقات الشّعبيّة التّواقة الى التحرّر ‏والاشتراكية وتركيز نظام ديمقراطيّ ‏شعبيّ وتكون أولوّياتها تحقيق سيادة الوطن ‏وسيادة الشعب على ثرواته وتركيز ‏الإصلاح الزّراعي لصالح الفلاحين الفقراء ‏والمتوسطين. ‏
‏ لقد دعا حزب الكادحين في مرّات عديدة ‏إلى توحيد قوى الثّورة لمواجهة وحدة ‏الرّجعيّة والانتهازيّة والإصلاحيّة، وشارك ‏في عدد من النقاشات في هذا المستوى، ‏وهو يكرّر دعوته هذه ويوجّهها مجدّدا إلى ‏هذه القـوى من أجل مصلحة الشعب ‏والـوطن.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول