الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساعة الإضافية بين الغائية والنتيجة.

عبد الكريم لمباركي

2018 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لا مراء أن ما يعيشه الوضع المغربي اليوم من صراعات إجتماعية ونفسية ,ما هو إلا نتيجة صراع طبقي بالأساس ,بين بورجوازية إقطاعية وشعب يحلم بعيش أفضل ,وفي ظل هذه الثنائية  الجدلية بين أمنيات طوباوية و واقع إقتصادي في يد أصحاب النفوذ ,يبقى الضحية الوحيد هو الفرد المغربي ,الذي لطالما تذوق طعم المعاناة والإهانات ,منذ نعومة أظافره,وما نشهده اليوم من( إحتجاجات ) أو بالأحرى من فوضويات داخل الشارع العام ,ما هو إلا تعبير عن السخط وعدم الرضى على الجو الروتيني الذي يعيش في كنفه كل فرد ,والسبب في هذا هو قلة المشارع الإقتصادية ,والتنموية والثقافية,وبهذا حاولوا الشباب ان يخلقوا لذواتهم أشياء تملأ وقت فراغهم ,وهذه الأشياء تكون أكثر إرتباط باليومي ,أي إعادة تكرير نفس الأفعال على مدار الاسبوع.وحينما خرجت الحكومة بهذا القرار ,وكأنها قامت بزعزعة نفسية كل فرد ,لأنها مست مشروعه الروتيني الذي أصبح يشعر بالإغتراب من دونه,وكأن شيء يمتلكه قد سلب منه ,لأن الوقت في أخر المطاف هو ملك للإنسان.ومن هنا تتبادر إلى ذهننا مجموعة من الأسئلة من قبيل ما هو الوقت ,وما علاقته بالمكان والإنسان؟ثم ما هي الأسباب التي جعلت التلاميذ يحتجون بهذه الطريقة العنيفة والعشوائة؟

أن الوقت هو تلك الفترة اللازمة لحركة الأجرام السماوية، والمكان هو الحيز الذي تكون فيه الأشياء,ومن هنا نجد بأن هناك علاقة ترابط وتكامل بين مفهوم الزمان والمكان في إرتبطهما بمفهوم الإنسان ,بحيث إذا تغير أحدهما بالضرورة يتغير الأخر ,وقد تبث علميا بأن هناك علاقة واضحة بين تغيرات طبيعة الإنسان ومواقع الأجرام السماوية وتأثيراتها (وخاصة القريبة منها)، وكذلك مع الأشعة والظواهر الكونية. وقد بيَّن التنجيم وجود إرتباط بين أوضاع الكواكب وطبيعة الوليد ومهنته في المستقبل. لذلك فإن دراسة أوضاع وحركة الأجرام السماوية في لحظة ولادة الإنسان تيتيح الوصول إلى نوع من التنبؤ حول مستقبل الوليد وخصائص طبعه وسلوكه الإجتماعي. فقوى الجاذبية للأجرام السماوية القريبة من الأرض والأشعة الكهرومغناطيسية وطاقة الرياح والانفجارات الشمسية لها تأثير كبير وواضح على الظروف الفيزيائية للأرض، وبالتالي على طبيعة الإنسان والحيوان وحتى النبات.ومن هنا نلاحظ بأن الساعة التي أضيفت هي نوع من تغير  الوجود ككل ,وكذا نمط تفكير كل فرد ، فالوقت إذن لا  يمكن أن يكون حيث لا توجد مخلوقات لقياس مروره,وحينما يتغير وكأنك غيرت وجود الإنسان ككل.

لقد تحول فعل الإحتجاج من ردة فعل إتجاه قرار عشوائي إتخدته الدولة,إلى فوضى وعدم المسؤولية حيال الفضاء العام ,والمدارس بالخصوص .والسؤال الذي يرهق التفكير هنا ,هو لما تخريب المدرسة بدل الدفاع عن الحق في إطار قانوني؟

إن الجواب على هذا الإشكال ,لا يخرج على نطاق مؤسستين في تقديري .الأولى تتمثل في الأسرة , والثانية تكتمل في الدولة ذاتها.
لأن الأسر المغربية تعيش أزمة على مستوى تربية أبنائها ,وهذا راجع بالأساس إلى الواقع الإجتماعي الذي ترعرع بداخله الأبوين .وهو واقع صراع   وجدلية لا على مستوى التفكير ,ولا على مستوى نمط التعايش,فالمرأة كانت محكومة بأوامر الأب ونهاياه ,وإن خالفتهم ستعاقب بأبشع الطرق ,وإن لم يعاقبها هو ستعاقب من طرف العقلية القضيبية السائدة في المجتمع.والرجل كذلك محكوم بسلطة رب الأسرة ,الذي يراه بمتابة طاغية يحد من رجولته وحريته.وبهذا فإن ما عاشه الوالدين من مشاكل نفسية يلقين لأبنائهم بطريقة لا شعورية.حيث نجد الأب دائما ما يحاول إخداع أبنائه ,وجعلهم يستسلمون لأوامره كما عاش هو.......ولأم كذلك لتخدعهم لأوامرها , تقوم بإخافتهم بأشياء لا منطقية ولا يمكن للعقل مواجهتها ,مثل (بوعوا ,بو خيشة,عيشة قنديشة ).وهذا لا لشيء سوى أن ينام ذلك الطفل ويردخ لأوامرها. ونفسية الطفل تتعدى فضاء الأسرة في معاناتها,فالدولة كذلك لها الدور الأوفر في شن هذه الفوضويات ,وذلك راجع إلى هدفها الذي لطلما تسعى إلى تحقيقه ,وهو الإطاحة بالتعليم العمومي وإعطاء فرصة لتعليم الخصوصي ,لأن السلطة الأولى للبلاد لا تزال متشبتة بمسار الفرنسيين في تعليمها ,وهذا راجع لفترة الإستعمار ,لكون المستعمر الفرنسي أنذااك كان يقوم بتدريس أبناء القياد والتابعين لهم في مدارس خصوصية ,من أجل السيطرة على الوطن والمواطنين العاديين .ومن هنا فإن الدولة تحاول بشتى الطرق ترويج فكرة الخوصصة في كل القطاعات ,لكي يصبح الشعب برمته تابعا لأوامر فرنسا والفرنسيين.
والساعة المضافة ما هي إلا وسيلة لتحقيق غاية كبرى وهي خوصصة التعليم ,لذا نجد بأنها تحاول فرضها بأي طريقة كانت ,حتى  وإن لجأت إلى ممارسة العنف المادي على التلاميذ.
ومن منظوري: إذ التلاميذ لم يحتجوا وجلسوا في منازلهم ,لما كان هنالك مشكل للدولة,بل بالعكس كانت ستحقق غايتها بدون عراقيل تعترض طريقها.

إذن ما نراه اليوم من إقتتال وعنف داخل الإحتجاجات ,ماهو إلا نتيجة تربية خرافية لا عقلية,تشبعوها من الأسرة .وكذا هو نتيجة السياسة اللاتربوية التي تحاول الدولة إحقاقاها ,بدون إكتراث لنتائج.وحينما يقوم الفرد بكسر وتخريب المدرسة ,فإنه يبحت عن تسلية الذات فقط ,والمحاولة للخروج ومن قوقعة المشاكل النفسية التي تعتريه.والإحتجاج هو فرصة لراحة وكذا الإبتعاد عن إلإلتزام في القسم والإمتثال للأستاذ.

خلاصة القول أننا لم نستقل بعد ,لا نزال مستعمرين في تعليمنا ,وما دام هذا الأخير هو الذي يحدد كيفية ونمط تفكير كل الشعوب ,وبإعتباره ألية للوعي بالحقوق والواجبات, فهو المستهدف بالدرجة الأولى من طرف الدولة.
سأختم بقول وهو أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي:
1/إهدم الأسرة
2/إهدم التعليم
3/إسقاط القدوات والمرجعيات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج