الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية الكتب التي التهمت والدي – أفونسو كروش “‏ لم يكن يُفكر سوى في الكتب”

مارينا سوريال

2018 / 11 / 20
الادب والفن


لم ينغمس فيفالدو بونفين فى القراءة فقط، بل اختفى من هذا العالم بين ثنايا الكتب، وفى هذه الرواية نتابع حكايته التى يرويها لنا ابنه إلياس بونفين، الذى خرج بحثًا عن والده عبر أمهات كتب الأدب الكلاسيكى، مثل جزيرة الدكتور مرور، ودكتور جيكل ومستر هايد "روبرت لويس ستفنسون"، والجريمة والعقاب للكاتب فيودور دوستويوفسكى، وفهرنهايت 451 للكاتب راى برادبرى.
فيفالدو بونفين موضف حكومي يعيش حياة رتيبة ومملة في مكتبه بمصلحة الضرائب ، لذا يأخذ معه بعض الروايات ليقرأها خلسة . ذات يوم ، وبينما كان يتظاهر بالعمل ، انغمس في القراءة واختفى من هذا العالم بين ثنايا الكتب . هذه هي حكايته الحقيقية كما يرويها ابنه إلياس بونفين ، الذي يخرج بحثًا عن والده عبر أمهات كتب الأدب الكلاسيكي مثل جزيرة الدكتور مورو ، ودكتور جيكل ومستر هايد (روبرت لويس ستيفنسون) ، الجريمة والعقاب (فيودور دوستويوفسكي) ، و٤٥١ فهرنهايت (راي برادبري) . فهل يوافقه الحظ في هذه الرحلة الذهنية التي يواجه خلالها شتّى أنواع المخلوقات الخيالية ونماذج مختلفة من المجرمين والشخصيات الأدبية ؟

“‏كان سجنه داخل ذهنه .. ففي الذهن يكون الناس إما أحراراً أو سجناء”
“إن الكتب التي تسنتد ظهورها إلى كتب أخرى فوق الرفوف عبارة عن عوالم متوازية!”
“‏ لم يكن يُفكر سوى في الكتب”
“‏ذلك أننا نتشكل من الحكايات، وليس من الجينات ورموزها ، ولا حتى من اللحم والجلد والعضلات والمخ”
“‏لم أحمل معي أي ذنب، بل على العكس من ذلك، كان رأسي يعجُ بالشتائم والسخط”
“‏ذلك أننا نتشكل من الحكايات، وليس من الجينات ورموزها ، ولا حتى من اللحم والجلد والعضلات والمخ”
“‏ أحياناً، يكون أعتقال نشال أسهل من أعتقال شخص مسؤول عن موت آلاف الكائنات البشرية.. فالحقيقة أن الناس دائماً مايصنعون من هؤلاء المجرمين أبطالاً”
“‏ إن الذكريات تتغير مع مرور الوقت، فهي ليست وقائع دُونت على الورق ووصفت بكل دقة وصرامة”
“‏" فكل شيء (أصبح) يخضع للكثرة، نحن نعيش في مملكة الكم، محاطين بالأشياء كي ننسى أنفسنا وما يجري هنا بدواخلنا”
“‏ما هو نقيض القُبلة؟ ليس فعل الإنفجار كما قد نتوقع، بل هو رؤية من نحب يُقبل شخصاً آخر”
"الكتب التي التهمت والدي" التي نال عنها صاحب "دمية كوكوشكا" جائزة ماريا روزا كولاسو الأدبيّة؛ حول شابٍّ مهووس بقراءة الكتب يُدعى "إلياس بونفين"، يحكي لنا حكاية والده "فيفالدو بونفين"الموظف الحكوميّ الذي يفرض عليه عمله في مصلحة الضرائب حياةً رتيبة ومملة لا جديد فيها. ولذلك، يصطحب معه فيفالدو يوميًا بضعة روايات يقرأها خلسة لتُخرجه من ملله أثناء العمل، وتكسر رتابة يومه. حتّى الآن، لا شيء يبدو مثيرًا في رواية "الكتب التي التهمت والدي"، إلّا أنّ اختفاء فيفالدو في صفحات كتاب كان يقرأه بينما يتظاهر بالعمل أمام زملائه، يفتح أبوابًا جديدة للرواية، تقودنا إلى عوالم موازية يُبدع الكاتب في نسجها، مُستعينًا بخياله الخصب وقدرته على خلق حكاياتٍ جديدة، ناهيك عن مهاراته السردية. بعد اختفاء فيفالدو، يخرج ابنه إلياس الذي أوكل كروش إليه مهمّة السرد ليبحث عن والده متجولًا، كأنّهُ مغامر في إحدى الأساطير اليونانيّة، في الكتب التي يصفها صاحب "الرسّام تحت المجلى" بأنّها أمّ الأدب الكلاسيكيّ، مثل "جزيرة الدكتور مورو، دكتور جيكل ومستر هايد، الجريمة والعقاب، وفهرنهايت 451". رحلة إلياس الذهنية هذه تضعهُ وجهًا لوجه أمام مخلوقاتٍ غريبة وخياليّة، ونماذج مختلفة من المجرمين، وشخصياتٍ أدبيّة من روايات عدّة، أبرزها شخصيّة المجرم راسكولنيكوف في رواية دوستويفسكي الخالدة "الجريمة والعقاب". هذه الأحداث كلّها، تدور في الحقيقة داخل ذهن إلياس. متنقِّلًا في رحلته الشّاقّة تلك بين واقعه المتمثّل في حياته داخل أسرته ومع أصدقائه. وخياله الذي يجدهُ في "العلّيّة" بين رفوف مكتبة والده، تلك التي تركها له كما لو أنّ الكتب وصية لأن يبحث عنه ويجده. في حديثه لـ "ألترا صوت" يقول الدكتور سعيد بنبعد الواحد، مترجم رواية "الكتب التي التهمت والدي": "عندما قرأتُ هذه الرواية لأوّل مرّة سنة 2011، أعجبتُ بها أيما إعجاب، فكتبتُ باللغة البرتغاليّة على هامش صفحتها الأولى ما يلي: "قراءة ممتعة ذات ظهيرة من أيام فصل الخريف"، وتمنيتُ أن أترجمها في يوم من الأيام". يضيف سعيد بنبعد الواحد حول ترجمة الرواية: "كنتُ مسرورًا وسعيدًا حين اقترحت علي "دار مسكيلياني" ترجمة هذه الرائعة الأدبيّة، لأنّها فعلًا من ذلك النوع من الكتب التي أرتاح لقراءتها وأستمتع بعمقها الفكري. هذا الكتاب في نظري هو أكثر من قصة تخييليّة، إنّه نداء من القلب والعقل يتّخذ من الكتب والقراءة ذريعة للبحث عن كنه الإنسان وما يختبئ بدواخله من قيم نبيلة مثل الحب، والصداقة، والخير، والشر؛ وكلها مواضيع اشتغل عليها كبار الأدباء على مر العصور. فالرواية تُساءل كل أبطال الأدب العالمي، وتطرح عليهم تلك القضايا التي تؤرق وعيهم وتجعل منهم شخصيات إشكالية بامتياز". وعن أفونسو كروش، يرى سعيد بنعبد الواحد أنّ أسلوبه يُذكّره بشطحات خوليو كورتاثار، ومكتبة خورخي لويس بورخيس، وأحلام سانت إكزوبيري. وأكّد سعيد بنعبد الواحد أنّ ترجمة أعماله شيء مفيد للأدب العربيّ الآن، لأنّه يقدّم نموذجًا حيًّا على قدرة الخيال وقوّة الكلمة أمام طغيان المادّة على القيم وسطوة الآلة على العقول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | روح أكتوبر حاضرة في أغاني النصر وسينما الحرب |


.. فيلم الممر مميز ليه وعمل طفرة في صناعة السينما؟.. المؤرخ ال




.. بكاء الشاعر جمال بخيت وهو يروي حكاية ملهمة تجمع بين العسكرية


.. شوف الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إيه عن فيلم حكايات الغري




.. الشاعر محمد العسيري: -عدى النهار- كانت أكتر أغنية منتشرة بعد