الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ينفثون سمومهم حتى في الدورات التعليمية .

يوسف حمك

2018 / 11 / 19
الادب والفن


الدورات التعليمية و التدريبية و التأهيلية ، و الأنشطة الثقافية و العلمية
تساهم في انفتاح الذهن ، و التحرر من الجهل ، و تغيير القناعات ،
و الارتقاء بالسلوك ، و كسب المهارات لتطبيقها في معترك الحياة
اليومية .

لاقيمة لشخصٍ مالم تحركه رغبةٌ عارمةٌ في إفادة عقله ، أو لم يدفعه
هدفٌ متعطشٌ لتزويد فكره ، و توسيع مداركه بجمع شتات العلوم
من مختلف التخصصات لتعلمها أو تعليمها .
و لا قيمة للأشياء التي تمتلكها مالم يكن لديك مهارةً في استعمالها .
مثلما لا قيمة لك أنت مالم تتقن لغة قومٍ تعيش وسطهم ، فأنت كالأبكم
بينهم أو مقطوع اللسان .

فالتستر على العجز خطأٌ جسيمٌ ، و الركون للبلادة استسلامٌ لجهلٍ مبينٍ .
لذا فإن تلبية الدعوة للدورات حاجةٌ ملحةٌ لسد نقصٍ لديك ، و زيادةٌ في التطوير ، أو تتابعٌ لكل ماهو جديدٌ ، و مواكبةٌ لكل تغييرٍ .

و بما أن التدريب و التعليم رسالةٌ ساميةٌ نبيلةٌ ، فيجب أن توضع في مكانها الصحيح ، و الأداء يكون بتفانٍ و إتقانٍ و إخلاصٍ .
بلا مطيةٍ للشهرة و الحظوظ الذاتية ، للمدرب أو للجهة التي تديرها .
مع انتقاء مدربٍ يمتلك المعلومة ، و بأسلوبٍ يأسر المتلقي ، و بمهارةٍ يوصل الفكرة إلى ذهن المتدرب . مهما كان انتماؤه الفكريُّ ، أو لأي جهةٍ يتبع .

غير أن المثير للجدل في شرقنا المنبوذ ، و ما يدعو للسخرية في أوطاننا البائسة ، أن الجهة التي اقتنصت السلطة ، و استحوذت على القوة تستفرد بالقرار ، و تنصب نفسها آمرةً ، ترفض المباشرة بالتدريب إلا تحت جناحيها ، ولا تسمح بأدائه إلا في ظلها .
بغض الطرف عن إيصال المعلومة و إكتسابها ، أو عدم الفائدة .
المهم هو الإشراف و التباهي بثقاقةٍ فحوليةٍ لجعل أنفسهم أوصياء كديكٍ روميٍّ ينفش ريشه ، و إيهام الناس أنه لا تدب نملةٌ على الأرض إلا بمشيئتهم .
و لا يخفى أن الأولوية لدى الكثير منهم لتلقين معلوماتٍ وعظيةٍ تمجيداً لبعض الأفراد ، أو ترسيخاً لأيديولوجياتٍ تهم الجهة المعنية .
و إلا سيكون مصير تلك الدورات التدريبية و التعليمية الفشل ، و يحكمون حولها الطوق بضراوةٍ مالم تكن تحت إمرتهم ، أو لا تتناسب و توجيهاتهم .

و ناهيك عن أن هذه الجهات تنظر لنفسها على أنها المخلص الوحيد ، متباهيةً أنها تتبع نهجاً ديموقراطياً تُصان فيه الحرية و الحقوق الأساسية . متناسيةً أن خدعتها لن تنطلي على أحدٍ .
فكل قرارٍ تتخذه يكتسب بعداً سياسياً ، ينبع من نهجٍ تسلطيٍّ استبداديٍّ مفرطٍ . تقحم يدها في عمق المؤسسات لاحتكار ماكينة الحياة في أرجاء كل بقعةٍ تخضع لهيمنتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأهلي هياخد 4 ملايين دولار.. الناقد الرياضي محمد أبو علي: م


.. كلمة أخيرة -الناقد الرياضي محمد أبو علي:جمهور الأهلي فضل 9سا




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 34.5 مليون جنيه إيرادات


.. … • مونت كارلو الدولية / MCD جوائز مهرجان كان السينمائي 2024




.. … • مونت كارلو الدولية / MCD الفيلم السعودي -نورة- يفوز بتنو