الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة رءيس الوزراء العراقي الجديد

اسماعيل شاكر الرفاعي

2018 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


محنة عادل عبد المهدي

رغم مرور أسابيع على تكليفه بتشكيل حكومة جديدة ، يفشل الاستاذ عادل عبد المهدي في الحصول على النصاب المطلوب برلمانياً لمرشحيه ، واستكمال كابينته الوزارية ...

يدور الصراع الاساسي بين التحالفات السياسية في العراق حول وزارتي الدفاع والداخلية ، ومع ان هاتين الوزارتين لم تتحولا يوماً الى رمزين للسيادة الوطنية ، فهناك الحشد الشعبي الذي يقاسمهما هذه السيادة : انه موءسسة قاءمة بذاتها ( حتى بعد صدور قرار دمجه في الوزارتين أعلاه ) لها اعلامها الخاص الذي يروج لاستراتيجية منفصلة عن استراتيجية الدولة ، ولها خططها التعبوية ، ولا سلطان للدولة على قراراتها في الحرب والسلام ، وقد فازت قوائمه الانتخابية ( فتح وساءرون ) بأعلى المقاعد البرلمانية : الا ان صراعاً معلناً بين هذين التحالفين حول وزارة الداخلية يوءجل حصول رءيس الوزراء على تاييد البرلمان لمرشحيه اليها ، ويعود هذا الصراع الى أهمية عقود الوزارتين ، وما تدرانه من مردود مالي ضخم على التحالف الذي يفوز بها ، ولان وزارة الداخلية تمنح الحشد الشعبي الشرعية القانونية والاداة المناسبة لقمع الظواهر الاجتماعية والثقافية والفكرية التي تراقبها بقلق ...

في الدول التي تحولت فيها صناديق الاقتراع الى القوة الاساسية التي تقرر نوع السلطة القادمة ، يصبح اي خرق لما قرره الصندوق : انتهاك لحرمة الشعب المالك لهذه القوة ، وعودة الى الوراء ، الى الايام التي يكون فيها السيف ودبابات الانقلابات العسكرية هي التي تقرر نوع السلطة القادمة .. ما جرى في الانتخابات الاخيرة : ان رءيس الوزراء لم يجيء كنتيجة لما قررته صناديق الاقتراع ، فلا احد ادلى بصوته لصالحه اذ كان الرجل يعيش عزلة فرضها على نفسه بعد ان استقال من الوزارة التي كان يشغلها ، واستقال سياسياً من من مركزه القيادي في المجلس الاعلى .. قوى من خارج العملية الانتخابية هي التي فرضته رغماً عن أصوات الشعب في صناديق الاقتراع ، وتقبل الاستاذ عادل عبد المهدي هذا التخريب المقصود للعملية الانتخابية ، ووافق على ان يكون مرشح هذه القوى لا مرشح أصوات الشعب ، فلماذا الانتخابات ؟ ...

هل يعقل ان عبد المهدي الذي عاش ردحاً من الزمن في أوربا ، ودرس في معاهدها ، وكان على علاقة بتياراتها وتيارات بلاده السياسية ان لا يفهم ان القوة ( قوة السيف او قوة الأصوات الانتخابية ) هي الرافعة الوحيدة للسلطة ، قبل ان تكون : فن الممكن ، اذ لا ممكن يمكن تنفيذه من غير قوة حقيقية من السيف او من شرعية الانتخابات ، وهو لا يملك أياً منهما ، اما جموع القباءل ورجال الدين والحشد الشعبي ، فهوءلاء جميعاً لا يمنحون تأييدهم من دون شروط ، ومثلهم القوى الدولية الفاعلة : امريكا وإيران ...

جاء عبد المهدي الى السلطة بعد مظاهرات البصرة وبعد إقرار الجميع بفشل العملية السياسية ، فأراد له الذين فرضوه ان يركب فرس ( الإصلاح ) ، وان يكون الوجه الجديد الذي سيجرب المسعى الإصلاحي .
والحقيقة ان الإصلاح اكذوبة ، وهو نوع من المخدر الذي تخدر به السلطات وعي شعوبها ، اذ لا يوجد دليل واحد في التاريخ يقول بان السلطة السياسية قامت بالإصلاح من داخلها ونجحت في ذلك .
لم ينجح إصلاح الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز فيما يخص جانب الضريبة على الارض والضريبة على روءوس أهال ( الذمة ) وطوي بوفاته ، ولم تنجح خطة المأمون العباسي في فرض عقلانية المعتزلة والقول بخلق القران ، وفِي عصرنا الحديث : انهار الاتحاد السوفياتي برمته ما ان اقدم غورباتشوف على اضافة جرعة من الديمقراطية ...

تنطوي الانظمة السياسية على نفسها بعد ان تتكامل بنيتها وتستقر على روءية استراتيجية ، وتمنعها آليات اشتغال تنفيذ هدفها الاستراتيجي من الأقدام على تغيير نفسها من الداخل ، انها تحتاج داءماً الى ضربة من خارجها ، لكن علة النظام السياسي العراقي ان العتبات الرافعة له : امريكا وإيران ورجال الدين جميعهم من المحافظين الذين يخشون التغيير في العراق ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن