الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت الحقول :

عبدالسلام سنان .. ليبيا

2018 / 11 / 20
الادب والفن


صمت الحقول :

أنفاس الحقول اللاهتة، همهمات ضامئة، تبدّدُ قداسة البدايات المحشوّة بالثراء الآثم، سنديانة توزع حفنات الصحو، ذابلة كذاكرةِ السراب، تغترف رحيق الغاب، تلِجُ بحُنوِّ الشغف، تملأ آنية الرهق، تترهل أثداء الوهم، تُقْرعُ طبول الزيف، تتحسّر المسارب، تمتص نخاع الوجود، بليلٍ يغْوي، تزحف نحو ضجيج هارب، من خيط الشمس المائلة، تفتّتُ خيوطها بجاذبيةٍ ناصعة الشبق، متوهجة التوق، تتكدس سعفات اللهفة على أرصفةِ العياء، فوق دبالةِ الضوء، تتسكع أجساد البلّور، عافها ريح أصفر، ترتطمُ بأغبرةِ حصى السفح الفولاذي، تترنّم أوتار المطر، تغسل أدران الهراء المبتورة، غارقة في أزمنةِ القهر، ونسغِ الخطايا القميئة، كمنقار نورس خيالي، يبحث عن فتاتِ مدسوس، فوق جلد أيل خرافي، مهدل الطباع، يجاهد في ابتكار خطوات أول السقوط المريع، تفلت من فمِ الخديعة، تغصُّ بدوائرِ الخوف السادر في عتمةٍ ضئيلة، لعنة الخشخاش تنوءُ من فيضِ التوجس، تتعثر أصابع الوقت، تسحقها دروب الهمس الهلامية، زرقة الريح المهترئة، تركل زغاريد الشطآن، تفتت صخور اليباس، يا وجع السنين الضائعة، تمضغها لعنة التاريخ، تتأرجح أجنحة الضوء، فوق أديم الفقد، تترنح أوصال الذاكرة المخصيّة، كرقاص ساعة جدارية صدئة، تتناسل نيازك المدارات البعيدة، فوق غيمةٍ عذراء، ممشوقة المجد، نذرت طهرها للرعود الصادحة، انغماس الماء المقدس، انداح بين ربوتين من الاندفاق البرزخي، بين رائحة المزن أتعرق، حتى آخر مقامٍ في الطين، كأرملةٍ أبدية ما زالت تقرؤني بسخاء عند صمت الحقول .

عبدالسلام سنان .. ليبيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الفنانة اللبنانية هبة طوجي في حديث عن الأولمبيا وز


.. شاهد: -ربما يتحركون لإنقاذنا-.. شابة غزيّة تستغيث بالغناء فو




.. عمل ضجة كبيرة ومختلف.. أحمد حلمى حكالنا كواليس عرض فيلم سهر


.. بتهمة -الفعل الفاضح- والتـ.ـحرش.. شاهد أول حديث لسائق أوبر ف




.. من هو نجم العراق الأول اليوم؟... هذا ما قاله الفنان علي جاسم