الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب البعث وعائلةالأسد خطوتان إلى الوراء

محمد أحمد الزعبي

2018 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


حزب البعث وعائلة الأسد خطوتان إلى الوراء

د. محمد أحمد الزعبي
28.05.2014 ( جذورهذه المقالة )
20.11.2018( بعد التعديل والتجديد )
ثلاثة أسباب تقف وراء توقفي عند هذا الموضوع ، الأول ، هو تلك المسرحية الهزلية التي بدأها النظام الطائفي في سورية هذا اليوم ( الأربعاء 28.05.2014 ) ، وأعني بذلك مسرحية الانتخابات الرئاسية (!!) الأكثرمن كاذبة ، والثاني ،هو الأوضاع والمستجدات السياسية والاجتماعية والميدانية المؤلمة ،التي تحصد فيها أسلحة هذا الكذاب وأسلحة حماة نظامه ودياره الفتاكة ، كل يوم بل وكل ساعة أرواح عشرات المواطنين السوريين ، ولا سيما النساء والشيوخ والأطفال، الذين لاذنب لهم سوى أنهم لايسبّحون بحمد هذا الخب ، لأنهم تعودوا ألاّ يسبحوا إلاّ لله .والثالث ،هو توظيف حافظ الأسد علاقته بحزب البعث بشقيه المدني والعسكري في مشروعه الطائفي المقيت الذي تعود جذوره إلى النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي ، والمسؤول واقعياً عمّا وصلت إليه الأوضاع المأساوية والكارثية في سورية هذه الأيام ،على يد وريثه ، والتي تفضحها الأرقام الفلكية للشهداء والمعتقلين والمفقودين والمهجرين والغرقى، حيث وجدت أن من واجبي ــ كشاهد عيان ــ أن أقول شيئاً حول هذا الموضوع . اما الشيئ الذي أرغب أن اقوله هنا فهو التالي :

إذا كان عام 1947 ، يعتبر عام الانطلاق الرسمي لـ " حزب البعث العربي " وعام 1953 هو عام الإندماج بين البعث العربي والعربي الإشتراكي وبالتالي تشكيل " حزب البعث العربي الإشتراكي " ،فإن عام 1958 ، يمثل بنظرنا ، عام بداية النهاية لهذا الحزب ، ولا سيما في بلد المنشأ " سورية " حيث تم حل كافة الأحزاب في سورية عام 1958، ومنها حزب البعث ، وذلك في إطار ج ع م . وبعد أن استأنف الحزب نشاطه التنظيمي والسياسي في سورية ، جزئياً في مرحة الإنفصال ، وكلياً بعد الثامن من آذار 1963 ، بدأت الإشكالية الحقيقية في مسيرة الحزب والتي كانت تمثل بداية المسيرة التراجعية للحزب ، والتي كانت أبرز محطاتها التراجعية - وفق رؤيتنا الخاصة - هي التالية :

+ تراجع الحزب عن الوحدة مع مصر ( ج ع م ) ، بل ودعمه الإنفصال عام 1961 سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وبغض النظر عن التفاوت في مواقف قادته الثلاثة ( ميشيل عفلق ، صلاح الدين البيطار، أكرم الحوراني ) من هذا الإنفصال. هذا مع العلم أن هذاالصراع قد أخذ داخل الحزب صورة صراع حول مسألة الأولوية في ثلاثية ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) ، وهل هي للوحدة أم للحرية أم للاشتراكية ؟ وأدّى بالتالي إلى انقسام الحزب وتفتته ( بين ميشيل عفلق ، وصلاح الدين البيطار ، وأكرم الحوراني ، وجمال عبد الناصر ، ولاحقاً صدام حسين وصلاح جديد وحافظ الأسد ، وبعث اليمن الجنوبي ...الخ ) .
+ تراجعه عن الديموقراطية ، بعد الثامن من آذار 1963 ، حيث تم التخلي عن الديموقراطية لصالح نظام حكم الحزب الواحد ، ولصالح استمرار العمل بقانون الطوارئ الذي سبق أن سنّه الإنفصاليون عام 1962 ،
+ استخدامه قانون الطوارئ في قمع " الرأي الآخر " ، والذي تجلى في أوضح صوره في طريقة تعامله الوحشية مع أحداث حماه الأولى 1964 ، ومع إضراب تجار دمشق في تلك الفترة ،
+انقلاب القيادة القطرية العسكري نصف الطائفي ( حركة 23 شباط عام 1966 )، على القيادة القومية التي كان يرأسها آنذاك منيف الرزاز المحسوب على التيار العفلقي تحت ذريعة ادعاء طائفي كاذب قاده حافظ الأسد وآخرون حول اختراع مسألة اليمين واليسار في الحزب ( !! ) ، والذي ضلل العديد من البعثيين ( وكنت واحداً منهم ) وأعمى عيونهم وقلوبهم عن رؤية البعد الطائفي لهذه الحركة ، وهو البعد الذي أشار إليه المرحوم سامي الجندي بكل وضوح في أحد كتبه .
+ انقلاب حافظ الأسد العسكري ـ الطائفي على حركة 23 شباط 1966 ، فيما سمي ب ( الحركة التصحيحية !!) ( 16.11.1970 )وزجه معظم قيادييها وبمن فيهم نور الدين الأتاسي وصلاح جديد ويوسف زعين في السجن ، حوالي ربع قرن من الزمن ، دون سؤال أو جواب ، حيث توفي قسم منهم إما داخل السجن ( صلاح جديد )، وإما خارجه ولكن بسببه ( محمد رباح الطويل ، أحمد سويداني ، محمد سعيد طالب ، محمد عيد عشوي ، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر ) .
+ تصفية حافظ الأسد لكل من اللواأين محمد عمران ، و صلاح جديد ، لكي يظل هو المرجع الوحيد للطائفة العلوية مدنياً وعسكرياً ،
+ محاولة حافظ الأسد ، المزج بين " اليسار " و " الطائفية " والذي كان عبارة خلطة سياسية عجيبة وغير مسبوقة أدت إلى تذويب اليسار السوري ، ولا سيما الحزب الشيوعي (خالد بكداش ويوسف الفيصل ) وجزء من الناصريين في أتون نظام عائلة الأسد ، تحت ستارماأطلق عليه (الجبهة الوطنية التقدمية !! ) .
وبحضرني في هذه النقطة ، أنني التقيت ذات يوم في مدينة لايبزغ بألمانيا الديموقراطية بالدكتور غرت الشيوعي البارز ، والأستاذ في جامعة كارل ماركس ، وسألته : لماذا تقفون كيساريين مع حافظ الأسد اليميني قي سورية ، فأجابني : نحن نقف عادة مع الطبقة العاملة المضطهدة ، وبما أنه لايوجد قي سورية طبقة عاملة ، فقد وقفنا مع الطائفة المضطهدة (!) . ألا يستحق مثل هذا الجواب أكثر من إشارة تعجب واستفهام ؟.
+ حرب حزيران 1967 ، والتي انتهت باحتلال إسرائل لهضبة الجولان ، ولعاصمتها مدينة القنيطرة ( البلاغ العسكري المشبوه رقم 66 الشهير) ، وباعتراف النظام باسرائيل المتضمن في القرار 242 ، الصادر عن مجلس الأمن الدولي ، بتاريخ 22.11.1967 ، وأيضاً في القرار 338 تاريخ 22.10.1973 واللذان ينطويان بصورة لالبس فيها على هذا الإعتراف تحت مسمى " الأرض مقابل السلام " ، ولعل هذا هو مايمثل السبب الرئيسي ، من جهة ، لصمت النظام على احتلال إسرائيل لهضبة الجولان منذ 1967 وحتى اليوم ، ذلك أن الشعب السوري لم يكن بنظر حافظ الأسد جاهزاً بعد ، لتقبل رفع العلم الإسرائيلي فوق مآذن دمشق عاصمة الأمويين ،ومن جهة أخرى ، وراء صب بشار الأسد ومعه ملالي طهران وحسن نصر الله وموسكو جام غضبهم على تلك المآذن ، طيلة سنوات الثورة السورية والمستمرة منذ 2011 وحتى اليوم ، وذلك بسبب رفض هذه المآذن أن يرفع ( بضم الياء ) فوقها علم الاحتلال الصهيوني . ويذكرني موقف هذه المآذن الدمشقية الشامخة هذا ، بقول نزارالقباني في إحدى قصائده ( وللمآذن كالأشجار أرواح )،
+ لقد وضع المؤتمر القومي السادس 1963 ( بعض المنطلقات النظرية ) التي مثلت حجر الأساس لانقلاب حركة 23 شباط 1966 ، التي مثلت بدورها حجر الأساس للحركة التصحيحية (!!) الانقلابية التي نفذها حافظ الأسد ضد هذه الحركة ،والتي كان هو من بين أبرز قادتها ، في 16.11.1970 . وبتعبير أوضح نقول :إن حركة 23 شباط 1966 هي الإبن الشرعي لانقلاب الثامن من آذار 1963 ، وإن الحركة التصحيحية (!!) لحافظ الأسد عام 1970 هي الإبن الشرعي لحركة 23 شباط 1966 .
+إن الصراع الذي دار في الفترة بين 1963 و1966 ، كان صراعاً أيديولوجياً وسياسياً وتنظيمياً بصورة أساسية بين المدنيين والعسكريين في الحزب ككل ، ثم تحول بعد 1966 إلى صراع حزبي بين القيادتين، القومية في العراق ( ميشيل عفلق وصدام حسين ) والقطرية في سورية ،( حافظ الأسد وصلاح جديد )، ليتحول بعد هزيمة حزيران 1967 ، إلى صراع بين حافظ الأسد وصلاح جديد.
ولكن في إطار حركة 23 شباط 1966 ذاتها .والذي انتهى بانتصار حافظ الأسد على صلاح جديد عام 1970، وزجه مع بقية أعضاء قيادة حركة 23 شباط في سجن المزة العسكري .
+ وحسب رؤيتنا الخاصة فإن حرب حزيران عام 1967 ، تمثل الحلقة الأخيرة التي كانت تربط بين حافظ الأسد وحزب البعث ( القطر السوري) ، حيث بدأ الصراع الحزبي العلني بين الطرفين ، والذي كانت نها يته انقلاب حافظ الأسد العسكري عام 1970 ، على حركة 23 شباط ، وإنهاء دور الحزب ، بصورة كاملة ، وتقع مسؤولية الاستمرار في العملية التراجعية للحزب في سورية ، بعدهذه المراحلة ، على عاتق عائلة الأسد وحدها بعد أن هيمنت هذه العائلة ( الأب والإبن )على كل من الحزب والجيش ، وهيمنت بالتالي ومن خلالهما على الحكم في سوريا منذ 1970 وحتى يومنا هذا ، وكان من أبرز ممارساتها المدانة والمشبوهة في سورية :
+الممارسات الأمنية الوحشية لحافظ الأسد خلال فترة تفرده بالسلطة في الفترة من 1970 وحتى وفاته عام 2000 , والتي كان ضحاياها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء ، والتي اختتمها بتسليمه راية هذه الوحشية لولده بشار، والذي يقوم الآن من خلالها بتدمير الدولة والمجتمع اللذين ورثهما عن أبيه (!!) ،
+النظام العائلي الوراثي ، الذي قلب النظام الجمهوري في سورية ، رأساً على عقب بحيث أنه بات من الصعب على المرء التفريق بين صفة الرئيس وصفة الملك في هذا النظام " الجملكي " ’ بالرغم من احتفاظ كل من الأب والإبن بالإسم الأصلي للدولة ( الجمهورية العربية السورية ) ، وبالرغم من إعطاء الحزب دوراً شكلياً في هذه اللعبة العائلية المكشوفة ( المادة 8 في دستور 1973) ، وبالرغم من تخلي بشارالأسد شكلاًعن هذه المادة الدستورية وأيضاً عن قانون الطوارئ ، تحت ضربات أبطال ثورة 18.03.2011 المجيدة ،
+ الأسلوب الهمجي ، غير الوطني وغير الأخلاقي ، الذي جابهت به عائلة الأسد ثورة آذار السلمية منذ 2011 وحتى اليوم ، والذي أدى وبالتعاون الكامل مع روسيا بوتن ، وملالي طهران ، و حسن نصر الله ، ومن ورائهم وأمامهم اسرائيل نتنياهو إلى تدمير سوريا ، بشراً وشجراً وحجراً ، تدميراً يكاد يكون كاملاً ، اللهم إلاّ من إرادة الصمود ، والصبر، عند شباب الثورة وتصميمهم المطلق على الاستمرار بالثورة حتى النصر ، مهما كان الثمن ،

+ وتمثل مسرحية " الانتخابات " التي ، انطلقت بتاريخ ( 28.05.2014 ) بين خرائب ماسلم من براميل بشار ومن طائراته و صواريخه ، وأيضاً من طائرات وصواريخ حلفائه الأقربين والأبعدين ، الخطوة الأكبر والأقذر والأبعد عن الكرامة والحرية والديموقراطية في هذه المسيرة الدموية التراجعية المؤلمة التي شهدتها وتشهدها سورية منذ ستينات القرن الماضي وحتى هذه الساعة . وبالذات بعد اندلاع ثورة آذار المجيدة عام 2011 .
إن من حق كل من يسمع بأمر هذه الإنتخابات المضحكة –المبكية في سورية ، أن يفغر فاه ويصيح بملئ فمه : يالوقاحة هذا الوريث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخي وصديقي د محمد انت وين والدنيا وين د بشار دخل ا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2018 / 12 / 3 - 06:06 )
الاخ الدكتور بشار دخل التاريخبقيادته الفذه للشعب والجيش السوريين وجمع الحلفاء من الشرق والغرب والشمال وانتصر على ابشع واندل قوى عدوانيه ظلاميه وهابيه وامبرياليه ترمبيه قذره وحرر سوريا بل العالم من قاذورات الاسلام الداعشي القاعدي وكل الخونه والاغبياء-ارجع الى نفسك فانت رجل نبيل ولاتصطف مع اعداء سوريا واعداء البشريه-تحياتي

اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج