الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موظفون لا يستطعون الصمود ل30 يوما:لهذا يتمسك الإتحاد العام التونسي للشغل بالإضراب !

بسام الرياحي

2018 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل منذ أمس الأول المضي في قرار الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية بعد إنسداد أفق التفاوض مع حكومة الشاهد، القرار أتى بعد يقين من المنظمة الشغيلة أن المفاوضات لن تحل عقدة الانكماش والمماطة من الطرف الحكومي.غدا الخميس سيتوقف أكثر من ستمائة ألف موظف من قطاعات مختلفة لعل أبرزها الصحة والتعليم مع إستثناء النقل نظرا لوعي الإتحاد بصعوبات التنقل لأماكن العمل لا سيما في العاصمة، الوظيفة العمومية هذا القطاع المتهالك والمتآكل خاصة في سنوات ما بعد الثورة لا يزال يتحمل وزر الضرائب والقيم المضافة والزيادات وغلاء الأسعار ... فبمجرد أن تدخل المستشفيات أو قاعات الأساتذة والمعلمين وتلتقط إتجاه الخطاب ستخرج بخلاصات مؤلمة مفادها أن الموظف أضحى عاجزا كليا على الإيفاء بمستلزمات حيوية أولية منها الإستهلاك ومصاريف التعليم والصحة حتى الترفيه أصبح بدعة مضنية ومكلفة وقصيرة، من ناحية أخرى أكثر من تسعين بالمائة من هؤلاء ملتزمون بقروض بنكية مع فوائد دين متزايدة في ظل إجراءات البنك المركزي الأخيرة.الوظيفة العمومية هذا القطاع الذي خلقته أزمة الإقتصاد العالمي في ثلاثينات القرن الماضي وكان الرهان الناجح في توفير السيولة عبر الضرائب والحركة المالية البنكية، أنقذ الإقتصاد الرأسمالي من الإنهيار في أمم عظيمة ومنع الإحتدام الإجتماعي ووصول الصراع الطبقي لذروته وحمى السلم الإجتماعي... ولعل المزايدات حول حجم الأجور وعدد الموظفين هو بمثابة ذر للرماد ففي بعض القطاعات الحيوية نجد نقص مثل الكادر الصحي ومعظلة النقص في الإطارات التربوية التي لا تزال وزارة التربية تتعامل معها بحلول ترقيعية ، وخارج البلاد وفي دول راقية تأخذ الوظيفة العمومية نسب عالية من الناتج الداخلي الخام مثل الأمم الإسكندنافية ضمن دينماميكية إقتصادية وحسن توظيف للموارد البشرية. الكل يتساءل في تونس لماذا تتعامل الحكومة بهذا الشكل مع هذه المطالب الشرعية ؟ إلى متى سيتواصل التجاهل وسياسة الأذن الصماء ؟ بعد أسبوع لدينا معظلة متجددة في قطاع التربية والتعليم ومصير ثلاثي أول من هذه السنة الدراسية قيد المجهول أما الوزارة فبنفس منهجية التعامل تواصل الصمت إلى حين إحتدام المشكل لتخرح كعادتها بالتهم لا بالحلول... واقعنا اليوم في تونس وقرارنا بكل مرارة أصبح رهينة وأسير لدوائر مالية عالمية كصندوق النقد الدولي وبعض السفارات كالسفارة الفرنسية وفئة من أصحاب المصالح الرأسماليين المسيطرين على قطاع النفط والمستفيدين من التهريب ووكلاء الشركات العبر قطرية متعددة الجنسيات، في هذا كله يتواصل النهج القهري للشعب ويستمر الضغط على كرامة الناس ومستقبل أبنائهم ومقدرات البلد الوطنية، الإتحاد العام التونسي للشغل يأخذ الخيار الوطني الصعب والقاسي أمام كل اللوبيات وفي ظل الضغط والشوشرة الإعلامية، هذه المنظمة العريقة ستظهر في جولات قادمة أيضا للدفاع بإستماتتها المعهودة وليست بغريبة على مقدارت الوطن ومستقبل شعبه الصابر والمضحي على الدوام.عاش الشعب والوطن وعاش الإتحاد العام التونسي للشغل وكل شرفاء البلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة