الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي في ظل الثورات التي شهدتها منطقتنا

حسن نبو

2018 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في كل الدول التي شهدت الثورات التي سميت في بداياتها (بثورات الربيع العربي) سقط الخطاب الديني كأداة للتغيير من الإستبداد والفساد والتخلف الى الديمقراطية والنزاهة وحقوق الانسان وحرياته الأساسية ، فالممارسات التي قامت بها التنظيمات والجماعات الاسلامية المشاركة في الثورات المذكورة بيّنت أن هذه التنظيمات التي تمثل الاسلام السياسي - كما يرى كثيرون - أكثر عنفاً وإستبداداُ وتخلفاً من الأنظمة التي سقطت بفعل الثورة عليها ، وأنها بعيدة كل البعد عن مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان وحرياته الأساسية التي هي أفضل منظومة حقوقية إنسانية توصلت إليها البشرية ، كما بينت أن الإسلام لاعلاقة له بالمفاهيم الحديثة التي ترتكز عليها الدول المعاصرة التي تقوم على ثلاث سلطات (تشريعي. تنفيذية وقضائية) منفصلة عن بعضها البعض .

إستناداً الى ما أوردته يمكن القول : أن اي مشروعٍ ديمقراطيٍ في منطقتنا لايكتب له النجاح والديمومة طالما أن التنظيمات الإسلامية السياسية لاترى في الديمقراطية أداة لترسيخ مفهوم التعددية واحترام رأي الآخر الذين هما وسيلتان اساسيتان لبناء صرح الحق والعدل وحقوق الانسان في أي مجتمع إنساني ، بل ترى في الديمقراطية مجرد وسيلة للوصول الى السلطة ومن ثم تنظيم هيكلية السلطة وتسييرها وفق ايديولوجيتها العنفية الإقصائية التي تسحق كل رؤيةٍ سياسيةٍ أو فكريةٍ أو إجتماعيةٍ أو إقتصاديةٍ تختلف معها إختلافاً كلياً أو جزئياً .
ليس هذا فحسب بل ان التنظيمات الاسلامية اذا اخليت لها الساحة ستحول المجتمع الى ميدانٍ للاقتتال فيما بينها بسبب محاولة كل منها للسيطرة على مقاليد الأمور بمفردها وتطبيق الاسلام الذي تراه صحيحاً ، وهذا يعني أن التنظيمات الإسلامية لاتستطيع التعايش حتى مع بعضها البعض .

الخلاصة التي يمكنني ايجازها في النهاية هي أن السنوات السبع الفائته أكدت على الكثير من الحقائق التي لابد من التوقف عندها عميقاً ومن أهم هذه الحقائق هي أن مشروع التغيير نحو الأفضل في بلداننا هو مشروع طويل وشاق ويصطدم بتحديات جمة لايستهان بها وفي مقدمة هذه التحديات تغوّل الإسلام السياسي في مجتمعاتنا إلى حد كبير ، هذا الاسلام السياسي الذي يعادي كل قيم الديمقراطية وحقوق الانسان ويحاربها بقسوة لامثيل لها .

ما أقوله ليس دعوةً للتشبث بالأنظمة الإستبدادية الفاسدة المتخلفة التي حولت مجتمعاتنا الى مزارع خاصة لهم ولحاشيتهم ، بل هو دعوةٌ لمعرفة كل الأخطار التي تواجه السعي نحو الديمقراطية وحقوق الانسان في بلداننا .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ