الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة اولية لفكر الحزب الشيوعي العراقي الآن

علي عبد الواحد محمد

2006 / 4 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المقدمة : تحتل نظرية الثورة في الفكر اللينيني ، موقعاً متميزاً ، في نشاط الحزب الشيوعي ، الذي يجسدها دائماً من خلال العمل الدؤوب الذي ينهض بة اعضاءة ومؤآزريه في المجتمع الذي ينشط فيه هذا الحزب، من خلال ترسيخ القيم الحضارية وقيم المساواة الإجتماعية وحقوق العمال والفلاحين المعيشية ودفعهم للمطالبة بهذه الحقوق ، في الوقت الذي يقود نضال القوميات المضطهدة ، والأقليات الدينية ، لتثبيت حقوقها في ممارسة شعائرها الدينية ،وحقها في العبادة ، ناهيك عن النضال المتواصل في سبيل ترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وكشف الظلم الواقع على جميع فئات الشعب الكادحة وخاصة المراة والشباب والطلبة وغيرهم ، والقيام بفضح السلطات والطبقات المتحالفة معها، اي باختصار ، القوى المعادية للشعب والقوى المتحالفة مع الشعب ، والحزب في خضم نضاله هذا لاينسى كل فئات المجتمع. هذه العملية النضالية الطويلة تصنع المناضلين بقيم الحرية والديمقراطية ،وتساهم في خلق هذه القيم داخل المجتمع الذي يزداد شعوره بالإغتراب عن السلطة وطبقتها (طبقاتها) الحاكمة.
وفيما يخص الحزب الشيوعي العراقي ، فقد كان مدرسة للنضال الوطني والطبقي منذ تاسيسه في عام 1934 الى يومنا هذا، ورفع عاليا راية الدفاع عن مصالح العمال والفلاحين وسائر الكادحين في العراق ، وربط ما بين هذين النضالين من خلال تصديه للمعاهدات الإسترقاقية ، ورفع الشسعارات المطلبية الى جانب الشعارات الطبقية ( يحدثنا تاريخ الحزب انه في مظاهرة واحدة رفع شعار جلاء الأجنبي، والمطالبة بالخبز، ويوم عمل من ثمان ساعات). وعالج الحزب مبكرا القضية الفلسطبنية ، وقضية الوحدة العربية، والقضية القومية الكردية ، وقضية القوميات الأخرى ، على اساس حق تقرير المصير.
ساهم ذلك في رفع الوعي الحقوقي والديمقراطي لدى ابناء وبنات شعبنا العراقي ،فتتاسست المنظمات الإجتماعية والنقابية وجمعيات اصدقاء الفلاح بمبادرة من الشيوعيين العراقيين واصدقائهم ، هذه الأمور ساهمت ولدرجة كبيرة في توعية الجماهير ووضعتها على الطريق الثوري ، والتحدي العام للسلطات الرجعية وتاريخنا العراقي الحديث ملئ بالأمثلة الحية على هذه الثورية .
الثورة والوضع الثوري في الفكر اللينيني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ :
كرس لينين حياته النضالية ، لجملة من القضايا ، تصب في مجملها بقضية الثورة ، فاطروحاته حول تاسيس الحزب من طراز جديد، وقضيا تا كتيك الحزب ومهامه ، وإكتشافاته الثورية ، فيما يتعلق بالوضع الثوري الذي يشكل العامل الموضوعي للثورة ، وإستعداد الحزب والجماهير والحركة الثورية للإنقضاض الثوري الذي يشكل العامل الذاتي ،فما هو الوضع الثوري ؟
لايمكن للثورة ان تحدث دون هذا الوضع:
إزدياد الطبقات الحاكمة غنا وترفاً وظلما ، وإزدياد الطبقات المحكومة فقرأوجوعاً

حدوث ازمة في الطبقات الحاكمة ، بحيث إنها لاتستطيع الحكم وفق الأساليب القديمة.
حدوث ازمة لدى الطبقات السفلى ، بحيث إنها لاتستطيع العيش وفق الأساليب القديمة في الحكم.
استعداد الجماهير للسير بالثورة الى نهايتها،بما فيها إستعدادها للموت.

ويشير لينين الى ان خبرة الجماهير وتمرسها على الأساليب المختلفة للنضال في مختلف الظروف ، ووفق السلوك المعلن للسلطة تعتبر عامل مهم لإنضاج الوضع الثوري.
والأزمة لدى الطبقات الحاكمة تتمثل ، في عجزها التام عن مواجهة الوضع الجديد ، حيث تفشل جميع اساليب الأرهاب والتودد وإعلان العفو العام وإستخدام العنف، والسجون ....الخ ، عن خلق حالة من التردد لدى الجماهير، او الحزب الشيوعي ، فيقود الجماهير الى الإنقضاض الثوري والعمل الحاسم لإسقاط السلطة الرجعية .
ومن الضروري ان نعرف إن كل ذلك يجري بمعزل عن الرغبة الذاتية ولذلك يقال عن الوضع الثوري بانه العامل الموضوعي للثورة . وإن الوضع الثوري ليس متاحاً دائما ، وليس كل وضع ثوري يؤدي الى ثورة.

ومن ذلك يمكن الإستنتاج " من حيث المنظور اللينيني يكون الحزب هو الأداة الهامة لقيادة الثورة الوطنية والثورة الإشتراكية من خلال دوره في نشر الوعي الثوري في المجتمع ، ومن خلال قيادته للجماهير اثناء الثورة ".

هذا الإستنتاج يطرح مجموعة من الإشكاليات الهامة المتعلقة بما يلي :
1ـ إشكالية تتعلق بموضوعة الثورة والوضع الثوري ، وإمكانيتهما الآن
2ـ إشكالية تتعلق بموضوع الإشتراكية التي هي هدف الحزب الأولي
3ـ إشكالية تتعلق بالرؤى المستقبلية.
ومن ذلك إستنتاج الموضوعات الفكرية الجديدة للحزب الشيوعي العراقي ، واساليب عمله اليومية.
1ـ الإشكالية الأولى
ـــــــــــــــــــــــــ: ترتبط بالتطور الحاصل بالعملية السياسية الجارية في العراق ومع توطد الديمقراطية ونشوء دولة القانون والمؤسسات، حيث يكون البرلمان هو المرجع ، ولصناديق الإقتراع القول الفصل، ينتفي دور الوضع الثوري ، في حدوث الثورة بشكلها الكلاسيكي المعروف لأن حل الأزمة يكون في البرلمان والإقتراع.
طبعا إن الحديث هنا يدور عن دولة لاتعبث فيها الفوضى ، ويفهم فيها الناخب حقوقه وواجباته ، وإن الأغلبية البرلمانية لاتعطي الحق للكتلة الكبيرة بالتصرف بالوطن حسب هواها دون الرجوع للبرلمان ، وان يفهم إن المجتمع ملئ باصحاب الخبرات في مجال اعمالهم ولهم الأفضلية في العمل مهما كان إنتمائهم ( عدا من اجرم بحق الشعب).
2ـ الإشكالية الثانية
ــــــــــــــــــــــــــ: الحزب الشيوعي يفهم الإشتراكية بمفهومها الكلاسيكي على إنها القضاء على الملكية الفردية لوسائل الإنتاج وإقامة الملكية العامة لوسائل الإنتاج هذه. وتلك المسالة على الرغم من سهولة طرحها ، إلاّ إنها تتطلب جملة من الإجراءات والقوانين المعقدة، جرت دراستها وإختبارها لعدد من المرات ولكل من قرأ تاريخ الإتحاد السوفيتي السابق يلاحظ التطبيق المختلف والمتطور منذ زمن لينين مرورابزمن ستالين والحرب الكونية الثانية حتى إنهيار الإتحاد السوفيتي، وفي النشاطات الإقتصادية المختلفة.وتلعب الإجراءات السياسية الدور الهام في ضبط الإجراءات الإقتصادية والإجتماعية ، وهذه تتعلق بشكل الدولة التي تسمى ( دكتاتورية البروليتارية) ، والتي تعني في جوهرها حكم الحزب الشيوعي السوفيتي دون منافس ولا شريك.
ولكن في الحياة البرلمانية لايمكن ضمان الحكم لحزب لوحده ، ولا يمكن ضمان حلفاء للحزب الشيوعي لهم نفس الخطة ونفس البرنامج الإشتراكي، ومن جهة ثانية إن الحزب واعضاءه ، تربوا وعاشوا وناضلوا من اجل الهدف النبيل الإنساني الذي ميز الحزب وميزهم كاصحاب مشروع حضاري يساهم في تطوير المجتمع .وبذلك ندخل في الإشكالية الثالثة.
3ـ إشكالية الرؤى المستقبلية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: تشمل هذه الإشكالية مجموعة من النقاط وهي كالتالي :
اـ الحزب واهميته
ب ـ الإشتراكية ، والنظرة الجديدة لها

الحزب الشيوعي العراقي واهميته
تنبع اهمية الحزب الشيوعي العراقي من عدة عوامل تاريخية وإجتماعية وفكرية وحقوقية ، وبكاد ان يكون في مقدمة هذه العوامل هي قدرة هذا الحزب على التطور ، وعلى إستيعاب الجديد الذي تنتجه الحياة وعدم وقوفه جامدا إزاء التطور العاصف في كل شئ فيها، وقدرته على تجاوز اخطاءه والخروج باستنتاجات مفيدة له ولغيره من الأحزاب ،إضافة لذلك إن لدى الحزب جماهير واسعة من الديمقراطيين والليبراليين الذين ينظرون اليه كممثل لهم، إضافة إن للحزب إستنتاجات هامة حول العملية السياسية الجارية في العراق وعن ضرورة المشاركة فيها ، من هنا تنبع اهمية الحزب وضرورة مشاركته ، لاسيما وهو يملك برنامجاً ثريا للتطور اللاحق.
ب ـالإشتراكية والنظرة الجديدة لها:
إن الحزب الشيوعي العراقي الآن يتجنب الحديث عن كثير من القضايا النظرية ومنها دكتاتورية البروليتاريا التي لم يعد لها لزوم ، لأن الحزب اصلاً لايفكر لابالشكل السوفيتي ولابالشكل ا لديمقراطي الشعبي لهذه الدكتاتورية ، إذ إن الحزب سوف يمارس الأنتخابات الديمقراطية منفرداً او من خلال تكتل إنتخابي حسب الظرف الملموس.
وفيما يتعلق بالمنطلقات الفكرية للحزب ، اعتقد إن إنفتاح الحزب على الفكر التقدمي العالمي ،وكل ما افرزته البشرية من رؤى نظرية تغني الحزب في عمله وتفك إسارة من الإلتزام بنظرية واحدة رغم اهمية الماركسية في تحليل الظواهرالمختلفة التي ادع الى الإستفادة منها.
وفيما يتعلق بشكل الملكية ، ارى ان يصار الى تنوع اشكال الملكية في المجتمع بحيث تاخذ الدولة ملكية الصناعات الإستخراجية ، والكهرباء والماء والصناعات الضخمة ، وان يصار الى القطاع المشترك في السكك الحديد والنقل اليحري والطيران وان يفسح المجال واسعا للقطاع الخاص في الإستثمار.
ولكن من الضروري على الحزب المطالبة بالأصلاحات وبتحسين حياة الكادحين إسوة بالدول المتقدمة حيث تشكل هذه الإصلاحات طريقة جيدة للرفاه المتواصل والذي لم تستطع الحكومات اليمينية المساس به بفعل تكاتف المواطنين وتلاحمهم وراء النقابات وغيرها من التنظيمات.
هذه الأمور مجتمعة تجعل من نضال الحزب الشيوعي العراقي نضالاً هادفاً لإسعاد شعبنا العراقي ويراعي مصالح الجميع في ضل الديمقراطية الوليدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيقاد شعلة دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 في أولمبيا الق


.. الدوري الإنكليزي: بـ-سوبر هاتريك-.. كول بالمر يقود تشيلسي لس




.. الصين: ما الحل لمواجهة شيخوخة المجتمع؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. إسرائيل تدرس -الأهداف المحتملة- للرد على الهجمات الإيرانية




.. سلاح الجو الأردني ينفذ تحليقًا استطلاعياً في أجواء المملكة م