الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استنتاجات سريعة حول احتجاجات les gilets jaunes

بشير الحامدي

2018 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


استنتاجات سريعة حول احتجاجات les gilets jaunes
ـ 1 ـ
الدرس الأهم هو أن الحركة جاءت من خارج كل أجهزة الضبط الحزبية والنقابية و الجمعياتية.
إنها حركة من أسفل حركة أفقية من جماهير القاع الفرنسي الذين لم يعد بإمكانهم السكوت عن وحش الغلاء وتدهور الخدمات وعلى رأسها السكن والصحة والنقل.
قد تستمر الحركة أياما أخرى وقد تتجذر وقد تمتدّ لبلدان جوار فرنسا أو ربما حتى أبعد كما أنه يمكنها أن تنتهي إلى التلاشي ولكن المهم في كل هذا أنها إثبات آخر على أن الأغلبية وفي كل مكان لا حلول أمامها غير الثورة والبناء على أنقاض نظام رأس المال وأن استقلالها التنظيمي والسياسي عن النظام و أجهزته وكل هيئات الضبط هو الخطوة الأولى التي لابد منها لتحقيق ذلك.
لقد كان هذا درس 17 ديسمبر وها هي الأحداث تثبته مرة أخرى ليس في محيط الدائرة فحسب بل في مركزها أيضا.
ـ 2 ـ
ما لم يدخل الخدامة والبطالة ومهمشي الأحياء من المهاجرين والطلبة في مختلف جامعات فرنسا بثقلهم ويحولوا المعركة إلى معركة طبقية ضد السيستام وليس من أجل فتات سيتمكن رأس المال عبر أجهزته المتعددة من الالتفاف على التحركات ووقفها.
حرب رأس المال الدائرة منذ عقود في الخفاء ضد الأغلبية في كل البلدان سواء منها المتقدمة صناعيا أو بلدان الأطراف والمحكومة بنفس الآليات: أليات مجتمع الاستهلاك بدأت تتوضح للأغلبية آليات تفقير معمم وفوضى ومراكمة للأرباح والامتيازات بيد أقلية مجرمة.
المعركة الطبقية في القرن الواحد والعشرين صارت معركة أبعد من معالجات الأحزاب التي تقول عن نفسها أحزاب تمثل العمال والمفقرين.
لئن كانت انتفاضة 68 الفرنسية محكومة بأفق تغيير الحاكمين فإن معارك القرن الواحد والعشرين صارت معارك إسقاط السيستام.
المعركة الدائرة اليوم في فرنسا وفي قلب النظام الرأسمالي والمعركة التي افتتحها 17 ديسمبر في المنطقة العربية والمستمرة إلى اليوم في إطار اختلال رهيب لموازين القوى بين وكلاء رأس المال وضحاياه هي فاتحة طور جديد من الصراع وجها لوجه مع النظام الرأسمالي.
معارك les gilets jaunes يمكن أن تذهب بعيدا في فرنسا وفي بعض بلدان المركز الأوروبي لو يتاح لها أن تتوسع ولو تتوفر لها شروط لعل أبرزها انخراط الخدامة والمعطلين والشباب وانتظامهم الذاتي واستقلاليتهم عن النظام وأجهزته وأحزابه ونقاباته البيروقراطية.
إننا بصدد مواكبة موجة جديدة من الصراع ضد رأس المال أبطالها ضحاياه دون واسطة بيروقراطية.
إنه دليل آخر يتجسم أمامنا وليس في النظريات والكتب على موت كل الرايات البيروقراطية التي انتهت كلها مجرد أجهزة بيد رأس المال والمَعْنِيُّ هناك أحزاب الاشتراكية الديمقراطية والشيوعية الأوروبية والنقابية الإصلاحية وهنا أحزاب اليسار اللبرالي بتعدد ايديولوجياتها وأطروحاتها ومدارسها والبيروقراطية النقابية.
ـ 3 ـ
درس متاريس باريس 2018 من المؤكد أنه سيكون حاضرا في كل مكان إبان الاحتجاجات والانتفاضات القادمة والمواجهة مع أجهزة القمع. تاريخ معارك المتاريس في باريس تاريخ قديم و لا يمكن أن يموت إنه يتجدد في كل طورمن أطوار الصراع مع نظام رأس المال والأهم وفي هذا الطور من الصراع أنه يحيلنا من جديد إلى أطروحة الدفاع الذاتي التي صارت في قلب كل مشروع راهن لمقاومة السيستام و عنف الدولة و أجهزتها القمعية.
إنها اللحظات الثورية التي لا تموت.
إنه تاريخ ضحايا نظام رأس المال الذي يأبى النسيان.
...
متاريس باريس 2018 درس آخر يفند ويسقط مرة أخرى ثرثرات البرجوازي الصغيرعن البوليس الجمهوري وتشريع عنف الدولة وعن النضال السلمي وجمهورية الحريات والديمقراطية.
ــــــــ
بشير الحامدي
25 نوفمبر 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟